تقرير أميركي: واشنطن تتجاهل الدعوات لإجراء مفاوضات في أوكرانيا
الولايات المتحدة تتجاهل الدعوات لإجراء مفاوضات في أوكرانيا في وقت تريد مساحات شاسعة من العالم أن تنتهي الحرب في أقرب وقت ممكن. هل تستطيع واشنطن تجاهلهم؟
تحدّث تقرير في موقع "ريسبونسيبل ستايتكرافت" الأميركي، عن ازدياد عدد البلدان التي تريد أن تنتهي الحرب في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، وسط تجاهل الولايات المتحدة الدعوات لإجراء مفاوضات لحل الأزمة، متسائلاً عن المدى الذي يمكن أن يبلغه هذا التجاهل.
وأثار الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، جدلاً هذا الأسبوع، عندما قال إنّ الولايات المتحدة "بحاجة إلى التوقّف عن تشجيع الحرب والبدء في الحديث عن السلام"، بعد اجتماع مع نظيره الصيني شي جين بينغ.
ووصفت تعليقات لولا بأنها "أكثر بقليل من الدعاية الروسية والصينية"، وفقاً للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، الذي استاء بشكل خاص من الإيحاء بأنّ "الولايات المتحدة وأوروبا غير مهتمتين بطريقة ما بالسلام، أو أننا نتقاسم المسؤولية عن الحرب".
وردّت البرازيل على واشنطن عبر سيلسو أموريم، كبير مستشاري السياسة الخارجية للرئيس لولا، أنّه من "السخف القول إنّ رئيسه كان يردّد الدعاية الروسية"، وأصرّ على أن "البرازيل تدافع عن وحدة أراضي أوكرانيا".
وأضاف أموريم بأنه "طالما ليست هناك محادثات، فلن يحدث السلام المثالي للأوكرانيين والروس، يجب أن تكون هناك تنازلات".
وتصدّرت المواجهات عناوين الصحف لأسباب واضحة، لكنّ الحرب الكلامية غير الدبلوماسية، حجبت إلى حد كبير نقطة لولا الأساسية بشأن أوكرانيا، وهي أن معظم العالم يرغب في رؤية الحرب تنتهي عاجلاً وليس آجلاً، حتى لو كان ذلك يعني أن أوكرانيا قد تفقد بعضاً من أراضيها.
اقرأ أيضاً: "بلومبرغ": حكومة كييف تستعد لبيع شركاتها.. وواشنطن أكبر مشترٍ لأراضيها
وفي حين أن المسؤولين الأميركيين قد لا يوافقون على هذا التأكيد، إلا أنّ هناك عدداً لا يحصى من الأسباب الوجيهة لأخذ الأمر على محمل الجد على الأقل، بحسب التقرير.
فكما جادل جدعون راشمان، كاتب العمود في صحيفة فايننشيال تايمز مؤخراً، تعتقد العديد من الدول أن حرب أوكرانيا قد تكون مؤسفة - لكنها "صراع يجب إدارته من خلال السعي إلى وقف إطلاق النار والتسويات".
ويشير راشمان إلى أنّ القادة في جنوب الكرة الأرضية "غالباً ما يجادلون بأن العقوبات الغربية على روسيا خلقت مشاكل جديدة لبقية العالم، من خلال رفع أسعار السلع الأساسية"، بينما ردّ المسؤولون الغربيون إلى حد كبير بأنّه على النقّاد تقبّل الأمر.
ويؤدي عدم المساواة العالمية دوراً حاسماً في هذا الانقسام، كما تساعد مجموعة بيانات من الإيكونوميست في إثبات ذلك، قسّمت المجلة الدول إلى 5 مجموعات، تتراوح بين تلك التي تحكم على روسيا إلى تلك التي دعمت بإخلاص المجهود الحربي للكرملين.
وبحسب حسابات الإيكونوميست، يعيش نحو 15% من سكان العالم في البلدان التي أدانت موسكو، لكنّ تلك الدول تمثّل 60% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وعلى النقيض من ذلك، مع الدول التي تجنّبت حتى الآن اتخاذ موقف قوي في أي من الاتجاهين، فإنّ هذه البلدان هي موطن لما يقرب من 80% من سكان العالم، لكنها تشكّل فقط نحو 35% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
ويمكن القول إنّ مواطني الدول التي تدعم أوكرانيا إلى أقصى حد، في المتوسط، أغنى بنحو تسع مرات من نظرائهم في البلدان التي تؤيد روسيا.
وبعبارة أخرى، فإنّ الدول التي لديها أقل إنتاجية اقتصادية، هي أيضاً ستكون من أكثر الدول حرصاً على رؤية نهاية الحرب. وبينما يشعر الأميركيون بالإحباط بشكل مبرّر من التضخم، يتساءل الكاتب لماذا يسارع الجمهور إلى المعارضة عندما تعرب أكثر دول العالم ضعفاً عن مخاوف مماثلة؟
ويختتم بتحذير من أنه "قد تكون الولايات المتحدة محقة في أن الحرب في أوكرانيا هي صراع ذو أهمية فائقة، ولكن إذا لم تتمكّن من إقناع بقية العالم بالاتفاق، فقد يتأكّل الموقف العالمي الأميركي"، داعياً إلى "التعبير علناً عن الانفتاح لإيجاد طريقة لإنهاء الحرب".