بيان دول أميركا اللاتينية: كاستيو ضحية مضايقات غير ديمقراطية
دول أميركا اللاتينية تصدر بياناً مشتركاً يحثّ المعنيين في المؤسسات الرسمية على الامتناع عن السير عكس الإرادة الشعبية التي يتم التعبير عنها بالاقتراع الحر، ووزارة الخارجية البيروفية ترد على البيان.
أصدرت دول أميركا اللاتينية (المكسيك وكولومبيا وبوليفيا والأرجنتين)، اليوم الثلاثاء، بياناً مشتركاً عبّرت فيه عن القلق العميق "إزاء الأحداث الأخيرة التي أدّت إلى الإبعاد والاحتجاز لخوسيه بيدرو كاستيو، رئيس جمهورية البيرو".
وأضاف البيان المشترك أنّ كاستيو كان، منذ يوم انتخابه، ضحية لمضايقات غير ديمقراطية، في انتهاك للمادة الـ23 من الاتفاقية الأميركية لحقوق الإنسان، و"ميثاق كوستاريكا".
ودعا البيان "جميع الفاعلين المشاركين في العملية السابقة إلى إعطاء الأولوية لإرادة المواطنين، التي تم التعبير عنها في صناديق الاقتراع". وحثّ المعنيين في المؤسسات الرسمية على الامتناع عن السير عكس الإرادة الشعبية التي يتم التعبير عنها بالاقتراع الحر.
وطالبت الدول "السلطات بأن تحترم حقوق الإنسان الخاصة بالرئيس بيدرو كاستيو احتراماً كاملاً، وأن تكفل له الحماية القضائية".
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية البرازيلية عن "قلقها إزاء الوضع السياسي الداخلي في بيرو، الذي أدى إلى عزل الرئيس بيدرو كاستيليو".
رد وزارة الخارجية البيروفية
هذا وردّت وزارة الخارجية في بيرو، اليوم، على الدول الموقعة على البيان المشترك، والذي يؤكد أنّ الرئيس المعزول بيدرو كاستيو كان "ضحية مضايقات غير ديمقراطية".
وقالت الوزارة إنّ "القرارات المخالفة للنظام الدستوري والديمقراطي، والتي اتخذها الرئيس السابق كاستيو في 7 كانون الأول/ديسمبر الجاري، هي التي أدّت إلى قرار الكونغرس إعلان شغور منصبه في إطار احترام صارم للدستور السياسي لبيرو".
وأضاف بيان الخارجية في بيرو أنّه "وفقاً لأحكام المادة الـ115 من الدستور السياسي لبيرو، تولت نائبة الرئيس دينا إرسيليا بولوارتي زيغارا رئاسة الجمهورية".
وأشار إلى أنّ "لجنة البلدان الأميركية لحقوق الإنسان أقرّت، في بيانها الصادر في 8 كانون الأول/ديسمبر الحالي، بضرورة اتخاذ الإجراء الفوري من جانب مؤسسات بيرو للدفاع عن الديمقراطية وتجنّب الانهيار المؤسساتي" في البلاد، مؤكداً مجدداً "أنّه يجب حماية الديمقراطية بواسطة سيادة دولة القانون".
وأكّدت حكومة بيرو، من جديد، قناعتها بأهمية الامتثال للالتزامات الدولية المنصوص عليها في نظام البلدان الأميركية، ولاسيما في الميثاق الديمقراطي للبلدان الأميركية.
وأعلن كاستيو، منذ أيام، أنّه لن يتخلى عن وظائفه "السامية والمقدسة" كرئيس للدولة، مضيفاً: "لن أستقيل ولن أتخلى عن وظائفي المقدسة".
وفي وقتٍ سابق من يوم أمس، سيطر متظاهرون على مطار جنوبي بيرو، مطالبين باستقالة الرئيسة دينا بولوارتي، وإطلاق سراح الرئيس بيدرو كاستيو.
واعتُقل الرئيس بيدرو كاستيو، الثلاثاء الماضي، بعد أن صوّت الكونغرس البيروفي على عزله، متجاهلاً قراره حلّ البرلمان قبل ساعات.
وبعد ذلك بساعات، أدّت دينا بولوارتي اليمينَ الدستوريّة رئيسةً للبلاد.
وأعلنت بولوارتي، التي كانت نائبة للرئيس وانقلبت عليه، وتمّ فصلها مباشرة من الحزب اليساري، السبت، تشكيلة حكومتها، وسط استمرار الاحتجاجات المطالبة بإجراء انتخابات عقب إقالة بيدرو كاستيو من منصب الرئيس.
واتّسع نطاق الاحتجاجات في بيرو، بعد خروج تظاهرات تطالب بالإفراج عن الرئيس كاستيو، وبإجراء انتخابات جديدة، وسط دعوات إلى إضراب عام مفتوح ضدّ بولوارتي.