بعد مجزرتين بأسلحة نارية.. رئيس صربيا يعلن خطة واسعة لـ"نزع السلاح"
الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش يعلن خطة واسعة النطاق لـ"نزع السلاح" بعد أن شهدت البلاد هذا الأسبوع مجرزتين بأسلحة نارية أوقعتا 17 قتيلاً.
أعلن الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، اليوم الجمعة، خطة واسعة النطاق لـ"نزع السلاح" تهدف إلى جمع مئات الآلاف من الأسلحة من سكّان هذه الدولة الواقعة في منطقة البلقان، والتي شهدت هذا الأسبوع مجرزتين بأسلحة نارية أوقعتا 17 قتيلاً بينهم 8 أطفال.
والأربعاء، قتَل تلميذ (13 عاماً) بالرصاص ثمانية من زملائه وبوّاب المدرسة الواقعة في وسط بلغراد، وجرح 7 أشخاص هم 6 تلامذة ومعلّمتهم، وما زال اثنان منهم في حالة حرجة بعد خضوعهما لسلسلة من العمليات الجراحية.
وغداة هذه المجزرة، قتَل شاب برشّاش مساء الخميس 8 أشخاص وجرح 14 آخرين في 3 قرى في منطقة كلادينوفاتس على بُعد 60 كيلومتراً جنوب بلغراد. واعتقلت الشرطة المنفذ المفترض لهذه العملية صباح الجمعة في منطقة كراغويفاتش (وسط)، بعد مطاردة استمرت طوال الليل.
وقال فوتشيتش في مؤتمر صحافي بُثّ على الهواء مباشرة بعد ساعات من المجزرة الثانية التي وقعت في ثلاث قرى لم يذكر الرئيس أسماءها: "سنقوم بعملية نزع سلاح شبه كاملة في صربيا"، مؤكّداً أنّ "الحكومة ستعالج أيضاً مشكلة حيازة الأسلحة بشكل غير قانوني".
🇬🇸 #Serbia In a country southeast of Belgrade, a 21-year-old man shot from a car with a machine gun while driving through 3 villages
— maria larsson (@marialarsson201) May 5, 2023
📍At least 25 people were shot, 10 were killed. Men, women and children were shot at random, now the suspect is surrounded by police pic.twitter.com/BgT78ptjY2
كما أعلن الرئيس عن مراجعة رخص حمل الأسلحة الخفيفة إضافة إلى الأسلحة التي يمتلكها الصيادون بهدف خفض عددها من نحو 400 ألف حالياً إلى "ما لا يزيد على ثلاثين أو أربعين ألفاً".
وفي هذا البلد الذي يبلغ عدد سكّانه 6.8 ملايين نسمة، يمتلك الناس بشكل قانوني أكثر من 765 ألف قطعة سلاح بما في ذلك نحو 360 ألف سلاح صيد، بحسب أرقام ذكرها رئيس الدولة.
وبينما يتوجّب الحصول على ترخيص لامتلاك سلاح ناري في صربيا، أعلنت وزارة الداخلية الخميس عن عمليات تفتيش لمنازل للتحقّق ممّا إذا كان يتمّ الاحتفاظ بالأسلحة في مكان آمن، وفقاً للقواعد المعمول بها. وستتمّ مصادرة أسلحة المخالفين.
مطاردة مكثفة
بدورها، قالت وزارة الداخلية الصربية في بيان، اليوم الجمعة، إنّه "بعد مطاردة مكثفة، أوقف أفراد من وزارة الداخلية يو. بي المولود في 2002، في منطقة كراغوييفاتش" بوسط صربيا.
وأضاف البيان أنّه "يُشتبه في أنّه قتَل بسلاح آلي 8 أشخاص وجرح 14 آخرين"، مشيراً إلى نقل جميع المصابين إلى المستشفى. ووصف وزير الداخلية الصربي براتسيلاف غاسيتش إطلاق النار بأنّه "عمل إرهابي".
#BreakingNews #Serbia #Shooting
— 鳳凰資訊 PhoenixTV News (@PhoenixTV_News) May 3, 2023
💥 A teenage boy has been arrested after firing "several shots from his father's gun at students and the school security guard" at a school in central Belgrade, injuring 5 children.
🇷🇸 @SerbianGov: Police are working to establish the facts. pic.twitter.com/wAz4V3bKvR
وقبل اعتقال منفّذ إطلاق النار، ذكر مراسل وكالة فرانس برس، اليوم الجمعة، أنّ رجال شرطة يجوبون في المنطقة، تواكبهم مروحية مزوّدة بكشّاف ضوئي بحثاً عن مطلق النار.
من جهتها، قالت القناة الحكومية إنّ نحو 600 من أفراد قوات إنفاذ القانون نُشروا في المنطقة، بما في ذلك أعضاء في وحدة خاصة لمكافحة الإرهاب. وقطعت الشرطة الطريق المؤدّي إلى عدة قرى .
وتجمّع أقارب عدد من الضحايا، القلقون خارج مركز الطوارئ الطبي في بلغراد حيث نُقل ثمانية من الجرحى على الأقل إلى هذا المستشفى. وقامت وزيرة الصحة دانيكا غرويسيتش بزيارة قصيرة للمركز.
حداد وطني
واعتُقل التلميذ الذي قتل زملاءه بعد وقت قصير من ارتكابه المجزرة، في باحة المدرسة حيث كان ينتظر وصول الشرطة، وتمّ نقله إلى مستشفى للأمراض النفسية.
كما تمّ توقيف والد مطلق النار مالك المسدّس المُستخدم، وهو طبيب معروف، وستستمع إليه النيابة الجمعة. واعتقلت والدة مطلق النار أيضاً.
وأعلنت الحكومة حداداً وطنياً لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من الجمعة. كما سيتمّ إلغاء أو تقليص عدد الاحتفالات والمناسبات المخطّط لها.
وأعرب الرئيس الصربي في خطاب مساء الأربعاء، عن أسفه لـ"أحد أصعب الأيام في التاريخ المعاصر" لصربيا.
وتنتشر الأسلحة النارية في البلقان منذ تفكّكت يوغوسلافيا السابقة والحروب التي حدثت في تسعينيات القرن العشرين.
وفي 2013، قتَل قروي 13 شخصاً في إطلاق نار، بمن فيهم أفراد من أسرته وجيران له، في مكان ليس بعيداً عن ملادينوفاك، المنطقة التي وقع فيها إطلاق النار ليل الخميس.
وطوال نهار الخميس، وضع الآلاف من سكان بلغراد الزهور والألعاب والرسائل كما أضاءوا الشموع خارج مدرسة فلاديسلاف ريبنيكار في وسط المدينة حيث وقعت المجزرة.
كذلك، أُقيمت تجمّعات على ضوء الشموع في زغرب في كرواتيا وفي بانيا لوكا في البوسنة.
وكُرّم الضحايا بقدّاس في كنائس بلغراد. ووصف رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الصربية البطريرك بورفيريج إطلاق النار بأنه "كارثة لم يسبق لها مثيل في الأمّة والوطن.