بعد زيارة بلينكن.. وزيرة الخزانة الأميركية تصل إلى بكين
وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، تصل اليوم إلى العاصمة الصينية بكين، وذلك للمرة الأولى منذ تعيينها في منصبها.
وصلت وزيرة الخزانة الأميركية، جانيت يلين، اليوم الخميس، إلى العاصمة الصينية بكين، في زيارة تهدف إلى "تعزيز التواصل بين الولايات المتحدة والصين، وتهدئة العلاقات في ظل التوتر المتزايد بين القوتين التجاريتين الكبريين".
وتستمر الزيارة حتى الأحد المقبل، وهي الأولى للوزيرة إلى الصين منذ تعيينها في منصبها، وتأتي بعد بضعة أسابيع من زيارة وزير الخارجية، أنتوني بلينكن.
وأبدت يلين في السابق نيّتها زيارة الصين، غير أنّ المشروع أحيط بشكوك، مع عودة التوتر بين البلدين في مطلع العام، بعدما رصدت الولايات المتحدة منطاد مراقبة صينياً فوق أراضيها وأسقطته.
وستسعى يلين خلال زيارتها لتعزيز التواصل بين البلدين، وتفادي "سوء الفهم المتبادل وتوسيع التعاون في مواضيع مرتبطة بالاقتصاد العالمي والاحترار وأزمة الديون في الدول الناشئة والنامية"، بحسب ما أفادت الوزارة.
وتُجري وزيرة الخزانة الأميركية هذه الزيارة على خلفية انتعاش اقتصادي صعب من الجانب الصيني، وزيادة في معدلات الفائدة من الجانب الأميركي.
ولا تزال الخلافات بشأن المسائل الاقتصادية قائمة بين البلدين، وزادت حدّتها مع احتمال فرض الرئيس الأميركي، جو بايدن، قيوداً على الاستثمارات الأميركية في الصين في ما يتعلق بالتكنولوجيات الحساسة، ما يهدّد بتسديد ضربة إلى تلك الاستثمارات.
وفي هذا السياق، رحّبت الولايات المتحدة بالتقدم الذي تحقق في المفاوضات المتعلقة بديون زامبيا، بعد موافقة الجهات الدائنة، وفي طليعتها الصين على مبدأ إعادة هيكلتها، بعد تقدّم مماثل بشأن سريلانكا.
اقرأ أيضاً: بكين لواشنطن: ارفعوا العقوبات لإعادة المحادثات العسكرية
وتشدّد واشنطن على أن تتحرك الجهات الدائنة بأسرع ما يمكن لتفادي تفاقم أزمات الديون، بعد اتهامها الصين بالمماطلة في وقت سابق.
وأخيراً، تشكّل الزيارة مناسبة للتقدم في خطة عقد قمة ثنائية، بعدما أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن أمله في لقاء نظيره الصيني شي جين بينغ قريباً.
وقبل أيام، علّقت الصين على الزيارة، وأعرب السفر الصيني لدى الولايات المتحدة، عن أمل بلاده في أن "تجتمع مع واشنطن في منتصف الطريق، وأن ينفّذا بشكل كامل التوافق المهم بين رئيسين البلدين، ووقف التدهور وإعادة العلاقات إلى المسار الصحيح"، وفقاً لصحيفة "غلوبال تايمز" الصينية.
وتشهد العلاقات الأميركية الصينية توتراً على خلفية عدد من الملفات، فبعد يوم واحد من انتهاء المحادثات التي أجراها بلينكن في بكين، في محاولة لخفض التوتر بين القوتين العالميتين، وصف الرئيس الأميركي نظيره الصيني بـ"الديكتاتور"، في تصريحات دانتها بكين.
ومن القضايا التي تثير التوتر بين البلدين ملف تايوان، التي تؤكد الصين أنّها جزء لا يتجزأ من أراضيها. وخلال زيارة بلينكن لبكين، أكّد الصينيون أنّهم لن يقدّموا أي تنازلات بشأنها.
إضافة إلى ذلك، أثار إسقاط الولايات المتحدة منطاداً صينياً فوق أراضيها قالت إنّه للتجسّس التوتر بين البلدين. وقد نفت بكين الأمر مراراً. وقبل أيام، أكّدت الخارجية الصينية أنّ مزاعم واشنطن بأنّ المنطاد غرضه التجسس هي "افتراء مطلق".
وتثير مسألة الرقائق المصغّرة التوتر بين البلدين أيضاً. وفي أيار/مايو الماضي، أعلنت بكين أنّ "ميكرون" الأميركية لأشباه الموصلات لم تجتز مراجعة أمنية وطنية. وتالياً، لن يُسمح لها بالبيع لمشغّلي "بنى تحتية حيوية للمعلومات".
اقرأ أيضاً: مع خطر نشوب صراع عسكري مع واشنطن.. الصين تدرس سيناريو "الحرب الشاملة"