"الناتو": الوضع في أفغانستان خطير وغير متوقَّع
بعد سيطرة "طالبان" على معظم الولايات الأفغانية والمعابر الحدودية، ومغادرة الرئيس الأفغاني إلى طاجيكستان، الأمين العام لـ"الناتو" يعرب عن عدم توقُّع الحلف السيطرةَ السريعة لـ"طالبان".
رأى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ("الناتو")، ينس ستولتنبرغ، أن الوضع في أفغانستان "خطير وغير متوقَّع". وقال إن "تركيزنا الآن هو على مغادرة آمنة للحلفاء من أفغانستان".
وأضاف ستولتنبرغ من بروكسل، اليوم الثلاثاء، "أننا لم نتوقَّع هذه السرعة من حركة طالبان في السيطرة على أفغانستان، ويجب استخلاص الدروس"، منتقداً "فشل السلطات الأفغانية أمام طالبان".
وذكر أنه "يجب على طالبان تسهيل مغادرة من يرغبون في ذلك وتأمينها، وإبقاء المطارات والحدود مفتوحةً".
وطلب ستولتنبرغ من "طالبان" أن "تمنع تحوّل أفغانستان مرة أخرى إلى تربة خصبة للإرهاب"، مشيراً إلى أن "الحركة التي تقبض على السلطة وزمامها في أفغانستان الآن، تتحمّل مسؤولية ضمان ألاّ يستعيد الإرهابيون الدوليون موطئاً لأقدامهم".
وتابع أن "جزءاً من قوات الأمن الأفغانية حارب بشجاعة، لكنه لم يتمكّن من تأمين البلاد، لأن القيادة السياسية الأفغانية فشلت في نهاية المطاف في مواجهة طالبان، وتحقيق الحل السلمي، الذي كان الأفغان في أمسّ الحاجة إليه".
وقال ستولتنبرغ، الأحد الماضي عبر "تويتر"، إنّ الحلف "يساعد على إبقاء مطار كابول مفتوحاً لتسهيل عمليات الإجلاء وتنسيقها"، لكن لقطات أظهرت حالة من الفوضى في المطار، مع محاولة حشودٍ الصعودَ على متن الطائرات المغادرة.
ودعا "الناتو" أمس الإثنين، بالتوازي مع عقد جلسلة طارئة لمجلس الأمن، إلى محادثات طارئة بشأن أفغانستان.
وأفاد مسؤول في "الناتو" بأنّ الحلف سيعقد محادثات طارئة، اليوم الثلاثاء، على مستوى السفراء، بشأن الوضع في أفغانستان، مع سعي القوى الغربية لإجلاء رعاياها عن كابول بعد استيلاء "طالبان" على السلطة.
وأمس الإثنين، وجّه الرئيس الأميركي جو بايدن خطاباً من البيت الأبيض، اعترف فيه بأن "مُهمة القوات الأميركية في أفغانستان لم تكن أبداً بناء الدولة"، فيما يشبه الاعتراف بفشل بلاده في إعداد نظام يستلم السلطة عقب انسحاب القوات الأجنبية.
من جهتها، أعربت بريطانيا عن استيائها من طريقة الانسحاب من أفغانستان، واصفة إيّاه بأنه "لحظة مُذلة للغرب".
ووصف وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، اتفاق الانسحاب الذي أبرمته إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، مع "طالبان" في الدوحة عام 2020، بأنه "اتفاق عفن".
وجاء موقف "الناتو" بعد أن دخل مقاتلو "طالبان" العاصمةَ الأفغانية كابول يوم الأحد الماضي من دون قتال، متعهِّدين توفير الأمان لجميع العاملين مع الإدارة الأفغانية السابقة. بينما أعلن مسؤول في "طالبان" أنّ الحركة ستعلن "قريباً إمارة أفغانستان الإسلامية من القصر الرئاسي في كابول".
وبدأت "طالبان"، منذ أيار/مايو الماضي، توسيع رقعة نفوذها في أفغانستان، تزامناً مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية من البلاد.