الصومال تتوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن العملية السياسية في البلاد
الحكومة الصومالية تتوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن العملية السياسية في البلاد، وتعلن أنّ الانتخابات ستجرى اعتباراً من 2024 بناءً على مبدأ "شخص واحد صوت واحد".
أعلنت الحكومة الصومالية وولايات البلاد، اليوم الأحد، أنّ الانتخابات ستجرى اعتباراً من 2024 بناءً على مبدأ "شخص واحد صوت واحد"، بموجب اتفاق تاريخي يضع حداً لنظام انتخابي غير مباشر ومعقد يثير جدلاً.
وتوصل الاتفاق، خلال مؤتمر المجلس الاستشاري الوطني في الصومال، إلى الانتقال من رئيس البلاد ورئيس الوزراء إلى الرئيس ونائبه في الهيكل الحكومي للدولة، مع تشكيل لجنة انتخابية وطنية، على أن تُجرى الانتخابات مطلع العام المقبل 2024.
وسيعتمد نظام الاقتراع هذا الذي لم يطبق في البلد الواقع في القرن الأفريقي منذ 1969، في الانتخابات المحلية المقررة في 30 حزيران/يونيو 2024، قبل انتخابات لاختيار أعضاء البرلمانات ورؤساء المناطق في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
وقد أقر الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود بإنشاء حزبين سياسيين في البلاد، وذلك في ختام المؤتمر الاستشاري الوطني، الذي اختتم فعاليته اليوم الأحد، في العاصمة مقديشو، برئاسته.
وقالت الحكومة، بعد التوصل إلى الاتفاق، إنّ "المبادىء الأساسية هي أنّ انتخابات جمهورية الصومال الفيدرالية الصومالية يجب أن تمنح الجمهور فرصة للإدلاء بأصواتهم بطريقة ديمقراطية وفقاً لمبدأ شخص واحد صوت واحد".
وبحسب البيان، فإنّ النظام الانتخابي "يهدف إلى الدفع في اتجاه نظام سياسي متعدد الأحزاب، ويجب أن يكون هذا النظام مستقلاً وسلمياً وخالياً من الفساد".
وتتنافس 7 أحزاب على انتخابات مجالس المقاطعات، لكن بعض أعضاء المعارضة أعربوا عن مخاوفهم في شأن عملية الاقتراع واتهموا رئيس منطقة أرض البنط (بونتلاند) سعيد عبد الله دني بالتلاعب بالعملية الانتخابية.
ويتكون مجلس الشعب أو البرلمان في الصومال من غرفتين: الأولى تتضمن التشريع و الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية وهي الغرفة السفلى وتكون وهي الأكبر عدداً من حيث الأعضاء. أما الغرفة الأخرى فهي الغرفة العليا وتسمى الهيئة العليا للبرلمان.
وباستثناء منطقة أرض الصومال الانفصالية، لم تجر انتخابات في الصومال وفقاً لمبدأ "شخص واحد صوت واحد" منذ العام 1969 وتولي الديكتاتور سياد باري السلطة.
وانتُخب الرئيس الصومالي حسن الشيخ محمود في عام 2022 وفقاً لنظام معقد وغير مباشر يختار بموجبه المشرعون في الولايات ومندوبون عن العشائر نواب البرلمان الوطني الذين يختارون بدورهم الرئيس.
وفي آذار/مارس الماضي، أعلن حسن الشيخ محمود أنّ الانتخابات الوطنية والإقليمية المقبلة ستقوم على مبدأ "صوت واحد لشخص واحد".
وتأخر إجراء العملية الانتخابية أكثر من عام على خلفية التوتر في رأس الدولة. والصومال بلد غير مستقر في القرن الأفريقي، ويشهد تمرداً دامياً منذ العام 2007 تشنه حركة الشباب المتطرّفة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
كما تواجه البلاد مخاطر مناخية شديدة ومتكررة تشمل جفافاً غير مسبوق بدأ في نهاية العام 2020، وفيضانات في الأسابيع الأخيرة أدّت إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص.