الاتحاد الأوروبي يطلب إيضاحات حول اتفاق "أوكوس".. وبوريل: أتفهّم خيبة فرنسا
الاتحاد الأوروبي يؤكد أنّه لم يكن مطلعاً على اتفاق الشراكة الأمنية بين أميركا وبريطانيا وأستراليا، ورئيس الوزراء البريطاني يشير إلى أنّ الاتفاق غير موجّه ضد أي دولة.
أعرب مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، عن تفهّمه لما وصفه بـ"خيبة أمل فرنسا"، بسبب إلغاء أستراليا تعاقدها مع باريس على صفقة دفاعية كبرى.
وقال بوريل، في مؤتمر صحافي، إنّه لم يكن على علم بأنّ الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا "توصّلت إلى اتفاق حول الشراكة الأمنية والدفاعية. أتوقع أن اتفاقاً كهذا تم مناقشته مطولاً بين هذه الدول، وأتفهّم خيبة أمل فرنسا وبعض الدول الأعضاء".
وأعلن الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس، أنّه يحتاج إلى مزيد من المعلومات بشأن اتفاق الشراكة الأمنية والدفاعية المعروف باسم "أوكوس"، موضحاً أنّه لم يكن على علم مسبق به.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية، بيتر ستانو، إنّ الاتحاد يطلب من شركائه "معلومات أكثر" حول الاتفاق، وأضاف: "سنحلل هذا الاتفاق بناءً على المزيد من المعلومات".
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنّه "لا يوجد انقسام إقليمي بين مصالح شركائنا الأطلسيين والشركاء في المحيط الهادئ"، محيياً الدول الأوروبية التي "تؤدي دوراً مهماً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وأكّد بلينكن أنّ بلاده تريد "مواصلة التعاون الوثيق مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ومع آخرين في هذا الصدد".
أما في لندن، فأكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أنّ اتفاق الشراكة الأمنية مع الولايات المتحدة وأستراليا "ليس موجهاً ضد أي دولة"، موضحاً أنّ الاتفاق "لا يؤثر في علاقة لندن بحلف الناتو".
وقال جونسون في تصريحات أمام البرلمان بشأن الاتفاقية، رداً على سؤال حول قلق الصين من الاتفاق: "اتفاق الشراكة الأمنية ليس موجهاً ضد أي قوة أخرى. إنه يعكس الشراكة الوثيقة التي نحظى بها مع الولايات المتحدة وأستراليا والقيم المشتركة ومستوى الثقة بيننا".
أستراليا: أبلغنا فرنسا مسبقاً
وفي هذا السياق، قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، اليوم الجمعة، إنّه أثار احتمال أن تلغي بلاده صفقة الغواصات مع مجموعة "نافال" الفرنسية، خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في حزيران/يونيو الماضي، رافضاً الانتقادات الفرنسية بشأن عدم تلقيها تحذيرات.
وأقرّ موريسون بالضرر الذي لحق بالعلاقات بين أستراليا وفرنسا، لكنّه أصرّ على أنه أبلغ ماكرون بأن أستراليا راجعت تفكيرها بشأن الصفقة وقد يتعين عليها اتخاذ قرار آخر.
وقال موريسون في تصريحات إذاعية: "لقد أوضحت خلال عشاء في باريس مخاوفنا بشأن قدرة الغواصات التقليدية على التعامل مع البيئة الاستراتيجية الجديدة التي نواجهها".
تأتي هذه التصريحات بعد الإعلان، يوم الأربعاء، عن تشكيل تحالف أمني استراتيجي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، يضمّ كلاً من واشنطن ولندن وكانبيرا، إذ جرى التعهّد بـ"مساعدة أستراليا في الحصول على غواصات تعمل بالدفع النووي".
ويهدف التحالف إلى "تعزيز تبادل المعلومات والتكنولوجيا بشكل أعمق، والتكامل الأعمق بين العلوم والتكنولوجيا والقواعد الصناعية وسلاسل التوريد المتعلقة بالأمن والدفاع"، بحسب البيان المشترك.
وأبدت فرنسا سخطها من تعهّد بريطانيا وأميركا بمساعدة أستراليا على بناء غواصات نووية، ما يعني تراجع الأخيرة عن صفقة أبرمتها في شباط/فبراير 2019 مع باريس لشراء 12 غواصة حربية بـ50 مليار دولار، وصفت آنذاك بأنّها "صفقة القرن".
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنّ "الخيار الأميركي الذي يؤدّي إلى إقصاء حليف وشريك أوروبي مثل فرنسا من شراكة مزمنة مع أستراليا، في وقت نواجه تحدّيات غير مسبوقة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، يشير إلى عدم ثبات لا يمكن لفرنسا إلا أن ترصده وتأسف له".