الصومال.. تحذيرات أممية من مجاعة تهدد عشرات الآلاف
الهيئات الأممية تحذّر من خطر مجاعة في الصومال نتيجة نقص التمويل الدولي، وفشل الإنتاج المحلي بسبب شح الأمطار، وارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية.
تصاعدت تحذيرات الهيئات الأممية من أنّ خطر مجاعة يلوح في الأفق، أكثر من أي وقت مضى، نتيجة نقص التمويل الدولي، وفشل الإنتاج المحلي بسبب غياب الأمطار، وارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية.
بيان مشترك لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، قال مؤخراً إنّ "الدعم المطلوب لم يتحقق بالكامل بعد".
وأَضاف البيان الأممي: "يتم حالياً تمويل 18% فقط من خطة الاستجابة الإنسانية في الصومال لهذا العام، البالغة 1.5 مليار دولار، لمساعدة 5.5 ملايين شخص من أكثر الصوماليين ضعفاً".
بدوره، قال المبعوث الخاص للرئيس الصومالي لشؤون الجفاف، عبد الرحمن عبد الشكور، إنّ 48 مدينة من أصل 72 مدينة تتكون منها الصومال، تأثرت بالجفاف والصدمات ذات الصلة.
ويعني ذلك أنّ 6 ملايين فرد -أي ما يقرب من نصف السكان- يواجهون مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي.
كارثة قد تقضي على آلاف الصوماليين
حذّر المبعوث الخاص للرئيس الصومالي حسن شيخ محمود من أنّ استمرار أزمة الجفاف قد تقضي على آلاف الصوماليين في ظل الاحتياجات المتزايدة، جراء الجفاف الذي ضرب معظم أقاليم البلاد.
وقال المبعوث عبد الرحمن عبد الشكور، في زيارة لمدينة بيدوة التي تعتبر أكثر المناطق تضرراً جراء الجفاف، إنّ 6 مدن من أصل 48 مدينة تأثرت بالجفاف استكملت المعايير المعتمدة لإعلان المجاعة، حيث يواجه سكانها نقصاً حاداً في الغذاء وصعوبة في التأقلم.
وتابع أنّ "المعطيات في الأزمة لا تبشر بالخير، وتنذر بكارثة مجاعة محتملة في تلك المناطق، وقد تتوسع الكارثة في ظل نقص الامتدادات".
وحدّدت وحدة تحليل التغذية للأمن الغذائي في "الفاو"، والشركاء، النقاط الساخنة المحتملة للمجاعة في 6 مناطق مختلفة، حيث يواجه 5 إلى 10% أو حوالى 81 ألف شخص بالفعل ظروف مجاعة.
يأتي ذلك في وقت أصدرت وحدة التحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، بأنّ 6 ملايين صومالي أي ما يعادل 40% من السكان يواجهون مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي.
من جهته، قال نائب الممثل الخاص للأمن العام والمنسق للشؤون الإنسانية في الصومال آدم عبد المولى، في بيانٍ مشترك مع المنظمات الأممية، إنّهم يحدقون في كارثة محتملة، وأنّ توقع خطر المجاعة في 6 مناطق يدعو إلى قلق بالغ.
وأَضاف عبد المولى أنّ الفشل في التحرك الآن "سيكون مأساوياً لعشرات العائلات في الصومال المعرّض لخطر الدخول في موسم أمطار خامس فاشل على التوالي، ما يعني أنّ آلاف الصوماليين يواجهون خطر المجاعة".
موسم جفاف خامس
نتيجة تذبذب الأمطار في الموسم الحالي ما بين نيسان/أبريل وأيار/مايو الماضي، يدخل الصومال رابع موسم جاف على التوالي، وهو ما أثر سلباً في حياة ملايين الصوماليين الذين يعتمدون على الرعي والزراعة.
وأشار المبعوث الخاص للرئيس الصومالي لشؤون الجفاف عبد الرحمن عبدي الشكور إلى أنّ التقارير الأولية لمنظمات الأرصاد الجوية، تتوقع أن يكون موسم الأمطار القادم أقل من المتوسط.. ما يعني أن خامس موسم جفاف ينتظر الصوماليين، وهو ما يعزز خطر حدوث مجاعة في البلاد".
وبحسب تقديرات أممية، فإنّ حوالى 3 ملايين رأس من الماشية نفقت بسبب الجفاف منذ منتصف العام 2021، بسبب النقص الحاد في المياه والمراعي.
ووفقاً لتحليل أجرته وحدة تحليل التغذية للأمن الغذائي التابعة لـ "الفاو"، فإنّ 3 عوامل ستساهم في تفشي المجاعة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
والعوامل الثلاثة هي: احتجاب الأمطار خلال الموسم الحالي، وغياب المساعدات الإنسانية الكافية، إلى جانب استمرار ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
الأطفال الفئة الأكثر ضعفاً
تعتبر ولاية جنوب غرب الصومال من أكثر المناطق تضرراً بالجفاف، حيث نزح نحو 230 ألف شخص من مناطقهم ولجأوا إلى المدن الكبرى في الولاية، بحسب المبعوث الخاص للرئيس الصومالي لشؤون الجفاف.
وأفادت الهيئات الأممية بأنّ الأطفال دون الخامسة يعتبرون الفئة الأكثر ضعفاً جراء أزمة الجفاف، فيما أدى انخفاض إنتاج اللحوم والألبان إلى تفاقم سوء التغذية.
ويواجه حوالى 1.4 مليون طفل سوء التغذية الحادة حتى نهاية العام الجاري، ويعاني ربعهم أي 330 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وتشهد منطقة القرن الأفريقي أسوأ موجة جفاف منذ 40 عاماً، وأزمة مجاعة كبرى تمتد عبر كينيا وإثيوبيا والصومال. لكن نطاق الحاجات في الصومال كبير جداً، وهناك نقص حاد في التمويل لدرجة أنّ مجموعات الإغاثة تخصص كل الموارد التي لديها لتجنب تكرار مجاعة العام 2011 التي أودت بحياة 260 ألف شخص.