"فورين بوليسي": صدمة "خام" تعرض لها الغرب
صحيفة "فورين بوليسي" تتطرق إلى موضوع انخفاض إنتاج النفط، وتشير إلى أنّ تخفيضات أوبك+ ستعزز الوضع الاقتصادي العالمي للسعودية بينما ستلحق الضرر بالغرب.
تناولت الكاتبة الكسندرا شارب في صحيفة "فورين بوليسي" موضوع انخفاض إنتاج النفط، مشيرةً إلى أنّ التخفيضات الهائلة في الإنتاج من قبل أوبك+ ستعزز الوضع الاقتصادي العالمي للسعودية بينما ستلحق الضرر بالغرب.
فاعتباراً من أيار/مايو المقبل، سيخفض كارتل النفط - بقيادة السعودية وروسيا - الإنتاج بمقدار 1.65 مليون برميل يومياً في محاولة لرفع السعر العالمي للخام.
يأتي الإعلان عن خفض إنتاج النفط السعودي وسط تحوّل حاسم في الاقتصاد العالمي: قرار بكين برفع قيود كوفيد أعاد سوقها الكبيرة، مما زاد الطلب على النفط الخام.
اقرأ أيضاً: سقف سعر النفط الروسي.. ما آلية عمله وتأثيره؟ وكيف ستردّ موسكو؟
وقال رعد القادري، العضو المنتدب للطاقة والمناخ والموارد في مجموعة أوراسيا، إنّ هذا خلق لحظة مناسبة لدول أوبك+ لرفع أسعار النفط.
كما بدأت أسعار الخام في التسوية بعد أن دفعت الأزمة المصرفية الشهر الماضي العديد من صناديق التحوّط إلى الخوف من أنها أصول محفوفة بالمخاطر وبيع أسهمها النفطية. وتأمل أوبك+ أن يؤدي خفض الإنتاج إلى عكس أسابيع من عدم اليقين بشأن الاقتصاد الكلي.
لكن ليس الجميع سعداء بالقرار - خاصةً في واشنطن، حيث تشعر إدارة بايدن بالقلق من أن هذه الخطوة ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز في الداخل وتضرّ بالجهود المبذولة للحد من ارتفاع التضخم في جميع أنحاء العالم. وتكافح البنوك المركزية لكبح جماح التضخم دون رفع أسعار الفائدة - ولا سيما في أوروبا، التي قد تواجه ركوداً يلوح في الأفق في الأشهر المقبلة.
وهي علامة أخرى على العلاقة المتوترة بشكلٍ متزايد بين أميركا والسعودية. بعدما رفضت الرياض قطع العلاقات مع موسكو بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، مما يقوّض فعالية العقوبات الغربية على روسيا ضد رغبات الولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً: "وول ستريت جورنال": خفض النفط مؤشر على أنّ ابن سلمان لم يعد مهتماً بإرضاء واشنطن
وأعلنت الكارتل في تشرين الأول/أكتوبر 2022 أنّها ستخفض إنتاجها بمقدار 2 مليون برميل من النفط يومياً. رداً على ذلك، استنزفت الولايات المتحدة جزئياً احتياطيها البترولي الاستراتيجي لدعم أوكرانيا والحفاظ على أسعار النفط تحت السيطرة.
ومع ذلك، قال الرئيس جو بايدن الأسبوع الماضي إن الأمر قد يستغرق "سنوات" لإعادة ملء الاحتياطي، مما يعني أن أكبر قوة في الغرب لم يتبق منها سوى القليل من الذخيرة. قالت ليفيا غالاراتي، كبيرة المحللين في إنرجي أسبكتس: "لقد استخدموا جميع الرصاصات التي كانت بحوزتهم العام الماضي. الآن، لم يتبق لهم سوى القليل أو لا شيء يمكنهم فعله لموازنة تأثير تخفيضات إنتاج أوبك".
لكن من المتوقّع أن يتحمّل المستوردون الرئيسيون للنفط في الأجزاء الأقل تطوراً من العالم وطأة ارتفاع أسعار البنزين. ويتوقّع القادري أن تواجه باكستان على وجه الخصوص، التي تعاني بالفعل أزمة طاقة حادة، ضغوطاً مالية كبيرة.
ونظراً لأن الدول التي أعلنت تخفيضات النفط تفعل ذلك طواعية، فمن الممكن لأوبك+ عكس مسارها. لكن غالاراتي قالت إن احتمال قيام الكتلة بذلك ضئيل، والضرر الذي لحق بعلاقاتها مع الحلفاء الغربيين قد حدث.