الطفولة إلى أين أحرقتموها؟
نرى اليوم أطفالنا في كل من العراق، سوريا، اليمن، الصومال وغيرها من الدول تتآكلهم نيران الحروب، تهجّرهم، تُدنّس براءتهم، طَرَق الفقر أبوابهم وتُمزّقهم المجاعة؛ أطفال أصبحوا اليوم إما مُشرّدين أو يبيعون العلكة وآخر يطلب يد العون.
أطفال البراءة أضحوا خائفين ومشردين بفضل الحروب
الطفولة هي كلمة تحمل في طيّاتها الكثير من
المعاني الشيّقة والسعيدة، إنها عالم الحياة بحد ذاته تُزيّنها وتُزخرفها أجمل
ألوان الحياة التي تبعث الفرح والراحة والطمأنينة في كل قلب. الطفولة تملأ العالم
إشعاعاً في سحرها الخاص وجمال البراءة الحقيقية والنقيّة، عالم طفولي مليء بكل
أنواع التفاؤل والسرور وراحة البال.
إنها براءة الأطفال التي تُضفي الأمان
والاستقرار إلى الأُسَر وتُنسي الأهل عذاب ومرارة العالم الخارجي من خلال الابتسامة
والضحكة النقيّة للطفل. الطفولة هي أمل الحياة النظيف المُشعّ حبّاً في ظلّ
عالم لم يعد يعرف سوى الحروب والدمار.
الطفولة هي ذاك الإنسان ذو القلب والأحاسيس
الصافية تعطي وتأخذ من دون أن تسأل، تضحك، تبكي، تلعب، تهدر حقوقها من دون أن تعلم
شيئاً، لا تدري ماذا يحُيطها وما الذي ينتظرها في الخارج، العالم الذي تسوده
المصالح، وطمع القلوب السوداء الساعية إلى السيطرة على الآخر في شتّى الطرق
والوسائل حتى لو انخرطت في حروب سالت فيها دماء الأبرياء.
أطفال العرب
الطفولة هي الربيع المُزهر والمُتفتّح بألوان متعدّدة منها الأبيض،
الأسمر، الأسود والأشقر، لم تعرف التمزّق إلا في الوقت الذي أصبحت فيه المصالح الاقتصادية
والسياسية سائدة وتلهث لتضع يدها على الحجر قبل البشر. مع بداية فصل الربيع يُحتَفل
في عيد الطفل يوم 20 آذار/مارس من كل عام، على أنه رمز الحياة وأنشودة الربيع الذي يُرنّم
لحن الحياة. ولكن هذا الطفل في كل عام يكبر أو يولد على ضجيج الحروب وبشاعة
المجازر التي تُرتَكب بحق أهله من دون ذنب أو معرفة ماذا يدور في أفق الأمم الطامِعة.
ماذا ينتظر هذا العالم من طفل سُلِبت طفولته في ظلّ
حروب سوداء أبكت آلاف الأطفال على أمّهاتهم
أو آبائهم أو فقدان أشقّائهم ضحية لعبة أمم ضغينة تهدف إلى السيطرة على دول
باسم الإرهاب (زرع بأيديهم)، إرهاب أنسى الأطفال البسمة لا بل معنى الحياة بدل من
أن تتوافر لهم كل أساليب الراحة والطمأنينة من أجل نمو طبيعي وتفكير سليم، نرى
اليوم أطفالنا في كل من العراق، سوريا، اليمن، الصومال وغيرها من الدول تتآكلهم
نيران الحروب، تهجّرهم، تُدنّس براءتهم، طَرَق الفقر أبوابهم وتُمزّقهم المجاعة؛
أطفال أصبحوا اليوم إما مُشرّدين أو يبيعون العلكة وآخر يطلب يد العون.
أطفال حُرموا
من حقوقهم في ظلّ عالم يحتفل في حقّ الطفولة، سرقوا وأدخلوا في معسكرات تدريبية إرهابية
لقتل أبناء جلدهم. وآخر ذُبِحَ لهربه مع ذويه من مناطق الإرهاب طالباً الأمان لكنه
لم يتمكّن من الفرار من يد الإرهاب. دموع أطفال تسأل أين نحن؟ وما الذنب الذي
ارتكبناه حتى نُحرَم من الحياة؟. ما معنى يوم الطفل في وقتنا الحالي؟ أصبح الجدير
في هذه الأمم البحث عن أولوية إعطاء هذا الطفل الأمان، وأن تعيد له الابتسامة
وبراءة الطفولة، والتفكير في إعادة تأهيل الطفولة في جوّ تسوده الطمأنينة والسكون
في بلده الخالي من الحروب والإرهاب.
أطفال العرب يستغيثون هل من أذان صاغية؟ أم أن أصوات القذائف والمدافع أكثر سدحاً من
بكائهم؟ أطفال سوريا شُرّدوا، العراق ذُبِحوا، أطفال اليمن أحرقوا بنيران القنابل
العنقودية الصديقة، إضافة إلى تفشّي الأمراض والمجاعة التي تُهدّد حياتهم. أما
أطفال فلسطين المقاومين والمناضلين من الفئة الأولى فحُرِموا من ابتسامة
الحياة وغيرهم الكير.
أيّتها الدول المُتحارِبة هل ستعيدون للطفل
حقّه الذي سلبتموه إياه؟؟
هل ستنصرون أطفال العرب كما تتنصّرون
لأطفالكم؟؟