رواية "سلطانة" وسلطة الجسد
في هذه الرواية تحتل سلطة الجسد حيزاً رئيسياً كما تحتل دلالة الرغبة في تناقضها مع اللارغبة.
في رواية "سلطانة" للروائي الأردني غالب هلسا، تعد شخصيّة سلطانة -في رأيي- مثالاً لتسوية حساب مع المجتمع القامع للرغبات، عبر رحلة في ذاكرة الراوي، الذي يقوم بدراسة ثقافية بعين محلل نفسي.
كما تطرح الرواية التي لا تخلو من ملامح السيرة الذاتية العلاقة بين المرأة والرجل، والقرية والمدينة، والتحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. ويعبر المؤلف من خلالها بشكل واضح وصريح وبأسلوب فاضح للغاية ولغة جريئة لا مواربة فيها ولا مداورة.
كما أنها تميل إلى لغة المسكوت عنه عن قضايا إنسانية واجتماعية يعاني منها المجتمع المقموع، منها قضية التصالح مع الذات ومواجهة الماضي وتعريته من دون مواربة، وكذلك محاولة التغلب عليه.
في هذه الرواية تحتل سلطة الجسد حيزاً رئيسياً كما تحتل دلالة الرغبة في تناقضها مع اللارغبة عند شخصية جريس وصليبا وسلطانة وأميرة وسلمى أبطال الرواية.
وإذا ما فرزنا الدلالة العميقة التي تختفي وراء الدلالة السطحية، فإننا سنجد ضرورة جوهرية لربط الدلالة وتقصّي علاقتها وإضاءة تشكّلها على مستوى البنية العميقة، إذ إن هناك ربطًا في رواية "سلطانة" بين الجسد والروح، والقرية والمدينة، عبر علاقة جدلية يتبدى فيها الأول كتجسيد للشهوة والموت، والثاني للصفاء والحرية.
من هنا فإن البنية العميقة تسهم في تشكيل المعنى العام للنص الأدبي، عبر التناقض.
وللحديث بقية..