ابن سلمان يقلب الوقائع في ادّعائه الانتصار على اليمن
يدّعي ابن سلمان في انتصاره المزعوم، تحرير معظم أراضي اليمن، وربما يقصد بذلك خلوّها من البشر في أراضي المدارس والمستشفيات والمصانع والمرافق العامة التي دمّرتها غارات طائرات العدوان البالغة أكثر من 150 ألف غارة بأحدث الأسلحة الفتاكة المدعومة من كل الدول الغربية وهي أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واسبانيا وبلجيكا.
في المقابلة مع الصحيفة السعودية يرسم ولي العهد محمد بن سلمان السيناريو الأقرب إلى أضغاث الأحلام تحت عنوان "انتصارنا في اليمن".
لكن ابن سلمان يستدرك بأن الانتصار السريع الذي وعد به في غضون أسابيع مع بداية العدوان قبل أكثر من أربع سنوات، لم يتحقق وأن التحالف السعودي سيواصل عملياته ودعمه للشعب اليمني في سعيه لحماية استقلال وسيادة البلاد إلى جانب إعادة إعمار المناطق "المحررة" وتحقيق الرخاء والاستقرار والازدهار لكل أبناء اليمن.
ما يزعمه محمد بن سلمان هدفاً لاستمرار عمليات العدوان بعد أكثر من أربع سنوات، هو بالحرف تقريباً ما أعلنه التحالف السعودي فيما سماه "عاصفة الحزم" لكن تنقصه جملة واحدة لم ترد في المقابلة الصحفية هي جملة "دعم الشرعية". ولعل إغفاله هذه الجملة ليست زلة لسان إنما لأنها كانت في الأساس من باب لزوم ما لا يلزم وباتت إزالتها تحصيل حاصل بعد سيطرة الجماعات المرتبطة بأبي ظبي على اليمن الشمالي على حساب "قوات هادي" وبعد هزيمة الجماعات المرتبطة بالسعودية على معظم الجبهات في المعارك التي يخوضها الجيش واللجان الشعبية.
يدّعي ابن سلمان في انتصاره المزعوم، تحرير معظم أراضي اليمن، وربما يقصد بذلك خلوّها من البشر في أراضي المدارس والمستشفيات والمصانع والمرافق العامة التي دمّرتها غارات طائرات العدوان البالغة أكثر من 150 ألف غارة بأحدث الأسلحة الفتاكة المدعومة من كل الدول الغربية وهي أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واسبانيا وبلجيكا.
انتصار محمد بن سلمان في اليمن يتجسّد في الانتقام من الشعب اليمني عبر قتل المدنيين وتحقيق أكبر كارثة إنسانية في العصر. ولعله في ذلك حقق الفرادة في إجماع معظم الهيئات الحقوقية والإنسانية على اتهامه في أفظع جرائم القتل الجماعي في اليمن.
وبحسب وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك فان أكثر من 70 ألف شخص قتلوا في اليمن منذ 2016.
في ميادين القتال لم ينتصر ابن سلمان ولم ينتصر التحالف السعودي. فالأخبار الواردة عن انجازات الجيش واللجان الشعبية اليمنية من إسقاط طائرات مسيرة والسيطرة على مواقع عسكرية للتحالف السعودي في عمليات هجومية قبالة جبل السديس بنجران السعودية والسيطرة على عدد من التلال في مربع الشبكة في المنطقة نفسها، فضلاً عن استهداف مطار أبها للمرة الرابعة في أقل من أسبوع.
وبينما يتخيّل ابن سلمان انتصاره على اليمن، يؤكد بهدوء وبثقة عالية المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية في صنعاء العميد يحيى سريع نجاح قوات الجيش واللجان الشعبية في صد كافة محاولات زحف التحالف السعودي لاستعادة السيطرة على عدد من المواقع في صحراء الأجاشِر الحدودية بين نجران وصعدة، مشيراً إلى مقتل وجرح العشرات من قوات التحالف السعودي.
أما رئيس اللجنة الثورية في اليمن فهو يصف تصريحات ابن سلمان بأنها تدل دلالة واضحة على أنهم يرفضون السلام في اليمن، و"أن ما ارتكبه العدوان من مأساة انسانية وتدمير يؤكد بعده عن مصلحة اليمن".
كما غرد متهماً التحالف السعودي بالعمل على إيجاد تغيير ديموغرافي وتكريس الاحتلال في البلاد.
التطور النوعي للجيش اليمني تحدث عنه حلفاء ابن سلمان أيضاً في بيان رسمي، حيث أكّد الجيش الأميركي أن الارتفاع الذي أصيبت عنده الطائرة المسيرة الأخيرة -وهي من طراز "أم كيو 9"- أسقطت بصاروخ حوثي من طراز "سام 6" ما يشير إلى "تحسن قدرات الحوثيين".
رئيس الوفد التفاوضي محمد عبد السلام علق على الموضوع قائلاً إن "إقرار الجيش الأميركي بتبعية طائرة الاستطلاع التي تم إسقاطها في الساحل الغربي له، إثبات عملي على أن العدوان يحمل أجندة أميركية صهيونية، والبقية مجرد أدوات فشلوا أمام صمود اليمن، فاضطر الأميركي إلى الانخراط بنفسه، وهو متورّط في مختلف الجرائم المرتكبة للعام الخامس بحق شعبنا اليمني".
ما قبل معادلة اسقاط الطائرات واستهداف المطارات ليست كما بعده، معادلة ستقوم بالدرجة الأولى على استهداف أوسع دائرة ممكنة من المرافق الحيوية في السعودية والإمارات، لوقف الغارات الجوية وتخفيف الحصار. فانتقال الجيش واللجان من الدفاع إلى الهجوم بعد تطوير معدات القتال الصاروخية والطائرات المسيّرة والقدرة القتالية، يدل على هزيمة العدوان والانتصار ضد التحالف السعودي وأن الذي أطلق الطلقة الأولى لن تكون له الطلقة الأخيرة.