روسيا إلى أبعد من درعا.. رحلة اصطياد عصفورين بحجر واحد
هذا الرفض بالتأكيد هو رفض أوّلي لن ينام نتنياهو جيّداً في حضرة المعروض الروسي، وبالتأكيد سيكون مطروحاَ على الطاولة الإسرائيلية للبحث والتأنّي، الذي سيقود في النهاية للموافقة الإسرائيلية، ربما نشهد قبلها قصفاً إسرائيلياً لمواقع سوريّة، على قاعدة أن الإسرائيليين يذهبون باتجاه الموافقة من منطلق قوّة قبل إبرام الصفقة.
زار رئيس الوزارء الإسرائيلي موسكو ثلاث مرات خلال ستة أشهر، وفي كل مرة كان الرجل يعود بخُفي حنين لجهة إدارة الظهر الذي أبداه بوتين حيال القلق الإسرائيلي من تواجد إيراني على الحدود مع فلسطين المحتلة، من هنا تأتي زيارة وزير الخارجية سيرغي لافروف مع قائد الأركان الروسية إلى تل الربيع "تل أبيب" بالتسمية الإسرائيلية، لوضع الإدارة الإسرائيلية على المحك، مصادر إسرائيلية أكّدت رفض نتنياهو عرضاً روسياً يقضي بانسحاب إسرائيل من الجولان المحتل مقابل انسحاب القوات والمتستشارين الإيرانيين إلى 100 كم بعيداً من الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، هذا الرفض بالتأكيد هو رفض أوّلي لن ينام نتنياهو جيّداً في حضرة المعروض الروسي، وبالتأكيد سيكون مطروحاَ على الطاولة الإسرائيلية للبحث والتأنّي، الذي سيقود في النهاية للموافقة الإسرائيلية، ربما نشهد قبلها قصفاً إسرائيلياً لمواقع سوريّة، على قاعدة أن الإسرائيليين يذهبون باتجاه الموافقة من منطلق قوّة قبل إبرام الصفقة.
اللافت في حيثيات الحاصل هو الدور الذي تلعبه موسكو باتجاه رسم كامل ومتقن لمسارات وماهية الحل السياسي في سوريا، على قاعدة عودة سيطرة الجيش السوري على كامل أراضيه بما فيها الجزء المحتل منها، من منطلق الدفع باتجاه سلام شامل أسّس له ربما لقاء هلسنكي بين بوتين وترامب.
على جبهة إدلب تُكاثر موسكو ذات الجهد في محاولة لحسم ملف إدلب بالطُرق السياسية، من هنا نقرأ ونفهم اندفاعة بعض فصائل المعارضة المسلحة في إدلب للتقرّب من الروس وإبرام اتفاق يحسم الملف هناك سياسياً قبل حسمه عسكرياً، على غرار ماحدث في درعا والغوطة.
بخطوات القوة وانطلاقاً من مفرزات الميدان السوري، تمضي موسكو في تفصيل الحلول السياسية وقولبة المشهد السوري في قالب الحنكة والدهاء، اللتين ستكونان حاضرتين في القمة المرتقبة في طهران التي ستجمع بوتين وأردوغان مع روحاني، في محاولة لإسقاط ماتسعى إليه موسكو من تصيير الطروحات، والاستفادة من استدارة تركية محتملة نحو التسليم بما تصنعه اليد الروسية، ومحاولة للاستفادة من الدور التركي في إنهاء ملف الشمال السوري والوصول لصيغة توافقية بين الكرد والجيش السوري ولاسيما بعد السقوط المدوّي للتعويل الكردي على الانتصار الأميركي لهم في الشمال السوري.
بين الجولان والجنوب السوري وإدلب تستمر الرحلة الروسية في فرض الرؤى السياسية واصطياد عصفورين بحجرٍ واحد وصولاً لإغلاق ّكلي للملف السوري والذي بات وشيكاً جداً.