مواقع التواصل منصة ريادة الإعلام الجديد - القسم الأول
تقوم وسائل الاتصال الرقمية بتقديم علاقات تفاعلية متزامنة أو غير متزامنة بواسطة وسائل الاتصال الرقمي، من خلال إرسال واستقبال المعلومات بين المرسل والمستقبل.
منذ بداية الثورة الرقمية بوسائلها والكم الهائل من السرعة والتجارب على مستوى البيانات والابتكارات في المجال الرقمي عموماً بكل تفصيلاته التقنية والاستخداماتية، وخصوصاً الإعلامي منها، تصدرت مواقع التواصل مشهد الإعلام الإلكتروني، وكان دخول الإعلام باب العالم الرقمي دخول الفاتحين، ليتربع على العرش في مجاله، حيث اقترن دور الإعلام اليوم ونحن على مشارف عقد جديد من الألفية الثانية بتطورات لم يشهدها الإعلام سابقاً، وباتت منصات تواصل جديدة تصدر الخبر، وتنطلق بمهمة الإعلام، وتتكيف مع المحيط، وتمتلك قدرة تأثير تكاد تنحّي بقية الوسائل الإعلامية عن منصة العرض.
الواقع الإعلامي المتسارع الإيقاع والمحكوم بالسرعة جعل الإعلام الرقمي رائداً في هذا العصر، فبعدما ظهرت وسائل الإعلام، وأخرجت إلى المجتمعات أدوات وأنواعاً جديدة من وسائل الاتصال والتواصل، وتركت أثراً اجتماعياً لافتاً، وأسهمت في تناول العلماء لهذه الظاهرة ودراستها، حققت نقلة نوعية في مفهوم الإعلام والدور التأثيري الذي خلّفه، إضافة إلى تحليل تلك الأدوات.
لدى دراسته دور وسائل الإعلام وتأثيرها في المجتمعات، وجد مارشيل ماك لوهان في الخلاصة أن ما تبثه تلك الوسائل ومدى ارتباطها بالتكنولوجيا الحديثة لا ينفكان عن بعضهما البعض، بل إن وسائل الإعلام تساعد في تشكيل المجتمعات أكثر من التطور المصاحب للمضمون المعروض، وتحول العالم إلى فكرة القرية الكونية بمعادلة الإنسان - آلة، إذ إن النمط الاجتماعي الجديد القائم اليوم، والذي يعتمد على العالم الافتراضي بشكل كبير، تداخل مع طبيعة الإنسان وحياته ويومياته، وصارت وسائل الاتصال امتداداً لحواسه، من خلال تكيفه معها، وهو يراعى الوسيلة بنحو ربما يكون أهم من مضمون وسيلة الإعلام والاتصال، فلا يمكننا النظر إليها باعتبارها مستقلة عن تقنيات إيصال الرسالة.
وبناء على ما قدمه ماك لوهان، فإن طبيعة وسائل الإعلام التي يتصل بها الإنسان تشكل المجتمعات أكثر ما يشكلها مضمون الاتصال على اختلاف أنواعها، باردة أو ساخنة، فقد قلصت الكرة الأرضية، وقبضت على الزمان والمكان عبر هذه الوسائل، فأحدثت "عصر القلق"، وألزمت الفرد مع التطور التكنولوجي المذهل بالالتزام والمواكبة، إضافة إلى المشاركة.
من هنا، كان كل تغير اجتماعي نتاجاً لتغيير في تقنيات الاتصال. وبناء على ذلك، نجد إنسان اليوم والعالم الاجتماعي الافتراضي مؤثراً بشكل لا يستهان به، إذ إنه صاحب التطور المذهل لأداة الاتصال وتوظيف دور التكنولوجيا التي جعلت كل فرد من أفراد هذه القرية الكونية عنصراً فعالاً وصاحب رأي في المجال الافتراضي في موضوعاته، وأرست أسساً جديدة لتأثيرات نموذج الاتصال الجديد وانعكاساته على المجتمعات، فأحدث ذلك تغيرات نقلت الفرد والمجتمع إلى دور أكبر و أعمق ومشاركة أكثر من دون حدود أو حواجز إلا الخيال، وأصبح التواصل عبر الشبكات الرقمية، وخصوصاً مفهوم الإعلام الرقمي، ظاهرة يجب أن تدرس كل عصر على حدة، بناء على تطور وسائل الاتصال فيها.
تقوم وسائل الاتصال الرقمية بتقديم علاقات تفاعلية متزامنة أو غير متزامنة بواسطة وسائل الاتصال الرقمي، من خلال إرسال واستقبال المعلومات بين المرسل والمستقبل، حتى يشعر الفرد بأنه ينتمي إلى ذلك المحيط وتلك الجماعة في ذلك المجتمع والعالم الافتراضي. وقد أحدثت تغييراً في دور الإعلام والصحافة وسير عملها، وأوجدت البديل، ورسّخت فكرة الصحافة الإلكترونية في المجال الإعلامي، ما سمح للمتلقي بـ"اجترار" الأخبار وصنعها أيضاً، وجعل الفرد في العرض ومن ضمن دائرة إطار المرسل، وصار المشهد الإعلامي أقرب إلى أن يكون ملكاً للجميع وأكثر انتشاراً وسرعة في الوصول إلى أكبر عدد ممكن.
إن تأثير تطور الوسيلة الإعلامية ساهم في تأثير المضمون أيضاً، ما يجعلنا نقف أمام تطور يصنع القرار ويساعد على تشكيل الرأي العام، لنقف أمام خطورته من جهة، وأساس تأثيره ومدى تأثيره من جهة أخرى، ليكون للصحافة الإلكترونية والوسائل الإعلامية الرقمية التي استخدمت التكنولوجيا الدور الأساس في خلق المجتمعات والإيديولوجيا الحديثة، لما قدمته من ميزات جديدة من التفاعلية والديناميكية والتحديث المستمر والشيوع والانتشار وتعدد خيارات البحث وغيرها من الخدمات التي أتاحت خلق مساحة أكبر للإعلام الرقمي.
أمام فكرة التطور الرقمي في المجال الإعلامي، ومنذ ظهور الجيل الثاني من الإنترنت والثورة التكنولوجية التي صاحبت تطور الإنترنت، ظهرت تحولات أحدثها الجيل الثاني أو ما يسمى بـ"الويب 2" في الإعلام، وحولت مفهوم النشر الإلكتروني، وزادت من التحديثات فيه، إذ حولت تلك الظاهرة التكنولوجية مفهوم الويب من مصدر للمعلومات إلى مصنع تفاعلي، فكانت منصة تطوير متكاملة مدمجة بالذكاء والحس الإبداعي الافتراضي، فأضفت حزمة الخصائص الذكية وميّزته بالذكاء الافتراضي.
كما أن "الويب 2" ركّز على المحتوى والبيانات وطريقة عرض المحتوى. وعند إسقاطه على الإعلام، نجد نقلة نوعية مختلفة ورائدة، كما أن الخبر صار متوفراً، وبمتناول الجميع، وفتح باب المشاركة أمام من يريدون وضع القيود بين المستقبل والمرسل، ما ساهم في خلق ثقة متبادلة ضمن قوانين المستقبل، مرفقة بنظام تقنيات التطوير، وحوّل مفهوم الإنترنت من حزم بيانية يتم الاستفادة منها إلى خدمات مرتبطة بالويب من خلال كل ذلك.
أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي بالتزامن مع التطور والنظريات الاجتماعية والعالم الرقمي الوجهة الأساس لكل جهة في المجتمع، ما ساهم في أخذها حيزاً من المجال الإعلامي، لكون الإعلام يهدف إلى صناعة الرأي وتوجيه الجمهور. وتمّ اختراع أول نوع من أنواع الصحافة الرقمية، والذي كان يطلق عليه اسم "تليتيكست" (بث النصوص على وحدة عرض مرئية) في بريطانيا العظمى في العام 1970، وهو عبارة عن نظام يسمح للعارضين باختيار الأخبار والقصص التي يرغبون في قراءتها وعرضها بشكل فوري. وتكون المعلومات التي يتم توفيرها من خلال "التليتيكست" قصيرة وفورية وشبيهة بالمعلومات التي نراها في الصحافة الرقمية اليوم.
بعد اختراع "التليتيكست"، تم اختراع "الفيديوتيكست"، حيث كان نظام "بريستل" أول نظام عالمي. وقد تم إطلاقه بشكل تجاري في العام 1979، حيث اصطفت العديد من الصحف البريطانية، مثل "ذا فاينانشال تايمز"، من أجل توفير القصص الصحافية عبر الإنترنت من خلال هذا النظام. وقد تم إغلاق "الفيديوتيكست" في العام 1986، بسبب الفشل في الوفاء بمتطلبات المستخدم النهائي.
وقد حدثت زيادة كبيرة في الصحافة الرقمية عبر الإنترنت في وقت لاحق مع ظهور أول مستعرضات ويب تجارية، مثل "نتسكيب نافيجاتور" (Netscape Navigator) بحلول العام 1994 وإنترنت إكسبلورر (1995).
وبحلول العام 1996، كانت معظم المنافذ الإخبارية تظهر على شبكة الإنترنت. ورغم تغيير الغرض من المحتويات الصحافية من مصادر النصوص / الفيديو / الصوت الأصلية من دون تغيير في الجوهر، فقد أمكن استهلاكها بطرق مختلفة بسبب شكلها على الإنترنت، عبر أشرطة الأدوات والمحتويات التي يتم جمعها بحسب الموضوع وارتباطات النص.
وقد كانت دورة الأخبار على مدار 24 ساعة، والطرق الجديدة للوحات الويب الخاصة بالتفاعل بين المستخدمين والصحافة، من بين السمات الفريدة للتنسيق الرقمي.
وفي وقت لاحق، أدت بوابات الويب، مثل "AOL" و"Yahoo!"، ومواقع جمع الأخبار الخاصة بها (أي المواقع التي تقوم بجمع الارتباطات من المصادر الإخبارية وتصنيفها) إلى توفير الوكالات الإخبارية، مثل "الأسوشيتد برس"، محتويات ملائمة للصيغة الرقمية للجمع، بما يتجاوز حدود ما كان يمكن أن يستخدمه موفرو أخبار العملاء في الماضي.
يتبع...