من "التغريبة الفلسطينية" إلى "أم هارون".. امتحان الشّعوب العربيّة
إنها سردية تم التجهيز لها جيداً، عبر محاولة التشويش على صورة المقاومة وتشويهها، منذ اكتمال التحرير 2000 مروراً بانتصار تموز 2006، وصولاً إلى حجب قنوات مقاومة عن البث الفضائي في 2016، منعاً لوصول أي رواية أخرى.
لا يقلّ العام 2004 أهمية عن العام 2020 في مسار الاستراتيجية الأميركية للمنطقة في الوصول إلى "شرق أوسط كبير" أو "جديد"، عنوانه "إسرائيل"، الدولة الأقوى والمقبولة في محيطها! وهو مسار لا يمكن تطبيقه من دون سحق الدول والقوى الداعمة للقضية الفلسطينية.
ليس مجالنا في هذه الفسحة البحث في ما جسَّده هذا العام من تدشين حقبة جديدة في المنطقة ما بعد الاحتلال الأميركي للعراق، والتوجه إلى سوريا والمقاومة في لبنان، كخطوة تالية لتنفيذ المشروع الأميركي (راجع ما حفلت به وسائل الإعلام الإسرائيلية عشية زيارة كولن باول، وزير خارجية أميركا، في عهد جورج بوش الابن في أيار/مايو 2003).
يأتي استحضار العام 2004 هنا للبحث في واقع الشاشة العربية ومكان القضية الفلسطينية منها.
حفل شهر رمضان في العام 2004 بعمل تلفزيوني صُنف على أنه أهم عمل درامي عالج القضية الفلسطينية، وهو مسلسل "التغريبة الفلسطينية"، من كتابة وليد سيف، فلسطيني الأصل، وإخراج حاتم علي، وصُوّر بالكامل في بلدنا سوريا، وأنتجته شركة سورية (سوريا الدولية للإنتاج الفني). وللعلم، شركات الإنتاج الخاصة تتوخى الربح في إنتاج الأعمال، وهذا حقّها.
ورغم ذلك، لا يقلّل الأمر من أن الشركة ربما ركزت على عامل دعم القضية من خلال إنتاج هذا المسلسل، لكن من المؤكد أن اتجاه الشركة لإنتاج عمل بهذا المضمون يؤكد شعبية القضية الفلسطينية وجماهيريتها لدى الشعب العربي، وهذا ما رسّخه نجاح المسلسل الكبير بنسب المشاهدة العالية.
"التغريبة" الفلسطينية ملحمة درامية ترقى إلى أن تكون وثيقة تأريخية تروي حقيقة ما جرى، من خلال مواكبة عائلة فلسطينية فقيرة من زمن الاحتلال البريطاني إلى مذابح العصابات الصهيونية في أرضنا المحتلة فلسطين، في سياق زمني يمتد بين الثلاثينيات والستينيات من القرن الماضي… أبدع فيها الفنانون في تجسيد الشخصيات وتوثيق ما جرى منذ ما قبل النكبة (في فترة الإعداد للاحتلال الصهيوني لأرضنا فلسطين(.
هل فشل المشروع الأميركي حتى الآن!؟
ما بين العام 2004 و2020، قصةُ فشل أميركي في تمرير المشروع على اختلاف الوسائل والأدوات المستخدمة عسكرياً )حروب مباشرة وغير مباشرة( واقتصادياً (وهذا مجال واسع ومتنوع في الأدوات والأساليب)، وما نتج منهما من إمعان في إفقار وتجهيل شريحة واسعة من شعوب وطننا العربي، أفضت إلى استثماره أيضاً عبر حركات متطرفة (القاعدة وداعش في ما بعد ومن يدور في فلكهما).
هذا الفشل أعاق نتيجة متوخاة تدفع إلى سلام أشبه بالاستسلام يضطر الفلسطينيون إلى قبوله، ويدفع إلى تطبيع علاقة طبيعية مع "إسرائيل" )كان العرب ملتزمين أولاً بصيغة تسوية "الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي"، كما عمد البعض إلى تسميته أو تقزيمه، وهو التزام وضعته الرياض عبر صيغة سُميت المبادرة العربية في قمة بيروت 2002).
لا نحتاج إلى عناء كبير بالاستناد إلى عشرات الأمثلة، لرصد تجاوز بعض العرب الرسميين ما ألزموا أنفسهم به لتسوية الصراع مع "إسرائيل"، فشواهد التطبيع، ولا سيّما التماهي مع "صفقة القرن" كفيلة بذلك، وورشة المنامة، أي الشق الاقتصادي من الصفقة في حزيران/يونيو 2019، خير مثال على ذلك.
عطّل الرفض الفلسطيني لـ"صفقة القرن" المحاولة الأخيرة والمشوهة للمبادرة العربية أو الصيغة المشرعنة لـ"إسرائيل" في المنطقة، ونسج علاقة علنية معها من "دولة إلى دولة".
هذا الفشل والرفض دشن مرحلة جديدة عمادها تجاوز الرضى الفلسطيني بعد تصفية قضيته وسرقة أرضه… مرحلة دونها على ما يبدو عقبة أساسية وجوهرية… تمرير "إسرائيل" إلى وعي الجماهير العربية.
إعلام عربي في خدمة المشروع الأميركي!
من نافل القول أن غالبية وسائل الإعلام في الدول العربية تسبّح باسم الأنظمة التي تحكم فيها، إما طواعية وإما مجبرة، مهما بلغت بطولات التحدي لبعضها للخروج من هذا الفلك.
للغرب صيغته الأخرى الأكثر تحرراً، لكن لا حرية مطلقة، فواقع الإعلام الأميركي والبريطاني مثلاً في التعامل مع الرفض الشعبي للحرب على العراق، والتعمية والتعتيم، بل وفرض كتم الأفواه أيضاً على الفنانين، ومنعهم من التعبير في حفلات توزيع الجوائز العالمية عن هذا الرفض أيضاً، خير شاهد على ذلك.
أنصح للوقوف على سيل الأمثلة بكتاب "أخبرني أكاذيب - الدعاية والتضليل الإعلامي في الحرب على العراق" لديفيد ميلر، وعنوان الكتاب مستوحى من قصيدة آدريان ميتشل الشهيرة "قل لي أكاذيب حول فيتنام"، وهو للمناسبة، أي ميتشل، شارك بقصيدته في اجتماع مناهض للحرب، عُقد في ساحة ترافلغار اللندنية في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2003، وغيَّر أثناء مشاركته آخر كلمة من عنوانها وفي مضمونها، مستبدلاً إياها، أي فيتنام، بالعراق تارة، وفلسطين وأفغانستان تارة أخرى.
ومن نافل القول أيضاً أن أنظمة خليجية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، سخّرت أموالاً طائلة على محطاتها التلفزيونية، اختلفت الغاية منها تباعاً في طفرة قنوات فضائية "خاصة شكلاً" انطلقت منذ عام 1991 )وهذا التاريخ دشّن حقبة على مستوى العالم مع انهيار الاتحاد السوفياتي بأحادية قطبية أميركا وتسيّد أفكارها، بما فيها الإعلامية والثقافية، وهذا في جوهر مجال بحثنا هنا(.
إنها مجموعة قنوات أُتخمت ببرامج ترفيهية ودينية، جمهورها المستهدف خليجي… برامج بعضها بث فيها مباشرة أو موّلتها هذه الدول في قنوات لبنانية، ليتم استثمار ما اعتبر انفتاحاً في لبنان، كما نموذج المرأة المتحررة فيه (وهذا مجال يحتاج إلى الوقوف عنده ربما لاحقاً في مناسبات أخرى).
في الأمرين، لم تكن المرأة الخليجية مشاركة في هذه البرامج، لا تقديماً ولا ضيفة، "فلا يليق بالمرأة الخليجية أن تشارك أو تظهر فيها". بالمناسبة، الإعلامية التونسية كوثر البشراوي تحدثت مطولاً عن هذا الجانب، من خلال تجربتها في باكورة مجموعة قنوات "العائلة العربية".
اتسعت باقات مجموعة هذه القنوات مع مرور الزمن، لكن عمادها بقي البرامج الترفيهية (وفِي غالبها برامج غربية حصلنا على ما قيل لنا إنها نسخة عربية منها)، وبرامج المواهب والغناء والمسابقات، وكأن المواطن العربي اكتمل نصاب حقوقه، وحُلت مشاكله وقضاياه التي غابت تقريباً في مجملها عن تلك الشاشة المضيئة. على سبيل المثال، كادت أختي الصغرى قبل سنوات تصيبني بذبحة قلبية بسبب بكائها الشديد، ظناً مني أن أحد أفراد العائلة قد أصابه مكروه، ليتضح أن سبب بكائها مغادرة مرشحها المفضل في أحد "برامج الواقع" (لاحظ التسمية) بعد خسارته.
أما "البرامج الدينية"، فقد أفتت بكل شيء في حياة الناس، من طريقة المأكل والمشرب، إلى العلاقة بين الرجل والمرأة، وقص الأظافر والشعر، والأماكن الأفضل لوضعها بعد ذلك، وفق ما جاء على لسان نجوم تلك البرامج "شيوخ دين".
اللافت هو تضارب ما قدمه شيوخ البرامج الدينية من فتاوى ومضمون بعض البرامج الترفيهية، من تحريم الموسيقى والغناء مثلاً، لتحمل السنوات القليلة الماضية ربما تفسيراً، فعلى القنوات ذاتها، ومن الشيوخ ذاتهم الذين توسعت منابرهم من المساجد والشاشات إلى مواقع التواصل الاجتماعي، ومريدوهم فيها بالملايين، ثمة فتاوى انقلبت رأساً على عقب مؤخراً، وقيادة المرأة في السعودية مثال حي على ذلك، فهيئة كبار العلماء التي استشهد بها الملك سلمان في قراره السماح للمرأة بالقيادة، وسارعت إلى الترحيب به، كانت قد أصدرت في العام 1990 فتوى تعتبر قيادة المرأة للسيارة أمراً مخالفاً للشريعة الإسلامية، وشيوخ الهيئة عبّروا عن ذلك في إطلالاتهم التلفزيونية مراراً وتكراراً قبل القرار المعاكس.
صورة جديدة للسعودية لرواية جديدة!؟
لم يكن التعيين المفاجئ للأمير محمد بن سلمان في حزيران/يونيو 2017 ولياً للعهد في المملكة العربية السعودية بداية للتحول في الخطاب الموجه إلى الرأي العام في بلاد الحرمين، بل قبل ذلك بنحو سنتين ونصف السنة، مع تربع الملك سلمان بين عبد العزيز على عرش المملكة مطلع العام 2015، وتعيين نجله محمد (29 عاماً حينئذ) رئيساً "لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية" الذي شُكّل حديثاً، ووزيراً للدفاع.
ومع صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى السلطة وانفراده بها وبالمشهد عموماً، تعهّد بتبنّي إصلاحات اجتماعية واقتصادية، وتحدث عن جعل البلاد أكثر انفتاحاً وتسامحاً، الأمر الذي تُوج بإنشاء الهيئة العامة للترفيه (الترفيه مجدداً)، التي نظمت حفلات غنائية مختلطة، ولفنانين من الغرب قبل العرب، وفتحت دوراً للسينما.
في الخلاصة، كل ما اختلف أن الترفيه المقدم في القنوات الفضائية والاختلاط، نقل ببث حي على أرض المملكة، مع اختلاف بسيط أيضاً بمشاركة المرأة السعودية فيه.
إنه انفتاح بل انعتاق من عهد ورَّط حلفاء الرياض )المقصود هنا واشنطن( المملكة فيه، عبر نشر الوهابية لمواجهة الاتحاد السوفياتي، والكلام لمحمد بن سلمان لصحيفة "الواشنطن بوست" في آذار/مارس 2018. (ملاحظة: تم حشد مقاتلين من أصقاع المعمورة من مسلمين وعرب لقتال الكفرة السوفيات على أرض أفغانستان المسلمة).
والصيغة المقدمة هنا هي لفتاوى الشيوخ ذاتهم من المنابر ذاتها بين المساجد والشاشة، والذين باتت لهم قنوات كاملة مفتوحة يومياً، وعلى مدار الساعة، حتى تغطي توقيت أي دولة، "لاستنهاض حمية المجاهدين فيها" إلى أفغانستان وسوريا لاحقاً، فيما تغيب فتاوى مشابهة للجهاد في فلسطين، فهذا فرض كفاية غير ضروري وغير مستعجل، وقد يكون غير مستحب، والله أعلم.
هي مرحلة تغيير يؤدي فيها، كما السابقة، التلفاز دوراً مؤثراً وفاعلاً، وهو ما قد يفسر الإبقاء على هذه القنوات ببرامجها ومسلسلاتها ذات التكلفة العالية، على الرغم من الأزمات الاقتصادية والمالية التي تعاني منها المملكة في عام يفترض أن يكون عام الاستغناء عن النفط في واردات البلد، أي عامنا الحالي 2020، والكلام مجدداً لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة على قناة "العربية" في نيسان/أبريل 2016.
في المرحلتين، لا مكان إعلامياً لبرامج داعمة للقضية الفلسطينية ومحرضة على التفكير أو برامج تثقيفية، خلا نقل مفهوم "الثقافة الرأسمالية الغربية"، القائمة على الإشغال والتسطيح والاستهلاك، عبر الترويج لكل ما هو هامشي وأقل من ثانوي، من الأكل والشرب (هل يستطيع أحد أن يفسر سبب وحجم القنوات المخصصة للطبخ 7/24؟!)، إلى موضة الملابس والشفاه، أي التجميل.
ولهذا صيحة سنوية، فبحسب تقديرات مؤسسة "يورو مونيتر" في العام 2016، تتصدّر المرأة السعودية قائمة النساء الأكثر استخداماً لمستحضرات التجميل في دول الخليج، تليها الإمارات، مع حجم إنفاق سعودي على مستحضرات التجميل بقيمة 1.5 مليار دولار، وإجمالي إنفاق دول الخليج بقيمة 9.3 مليارات دولار، وتسجيل أعلى متوسط إنفاق فردي في العالم بقيمة 334 دولاراً للشخص، بحسب المؤسسة ذاتها، مع التذكير أنها أرقام العام 2016، وهي أرقام ترتفع، للمفارقة، باطراد، عكس بورصات أسهم تلك الدول!
إن الواقع على الشاشة في الجوهر لم يتغير، ما يدفع إلى السؤال: أي وجه يراد للملكة إذاً؟ ولماذا؟
تسيس الدراما؟
في رمضان هذا العام، حملت قنوات المجموعة السعودية ذاتها أعمالاً لسردية جديدة يراد تمريرها لرأي عام خليجي، العقبة الجديدة، كما نطرح هنا، أمام تمرير "سرقة القرن".
"أم هارون" أو "أم شارون"، كما يحلو للكثير تسميتها، تقدّم سردية سرقة أرض "إسرائيل" وعودتها إلى "أهلها الإسرائيليين". الخطير أن من جسّدت دور أم هارون واحدة من أوسع الممثلات الخليجيات جمهوراً، وهي الكويتية حياة الفهد، المشاركة في إنتاج العمل من خلال شركتها "الفهد"، بالتعاون مع شركة "جرناس" للإماراتي أحمد الجسمي. وكلاهما يعمل كمنتج منفّذ لدى الشبكة السعودية "mbc"، علماً أن المسلسل صُوّر بالكامل في الإمارات، بعد حيازته إجازة نصّ هناك.
يقوم العمل أساساً على مغالطات وتزوير في التاريخ والجغرافيا بين العراق والكويت، وأوسع من ذلك، فهو يخاطب الجمهور العربي، والخليجي منه تحديداً، لفتح كوة في الوعي الجمعي لديه، وبدء مسار التشكيك… مسار تعزز في عمل سعودي آخر، ألا وهو "المخرج 7"، الذي أوقف مع نهاية مستعجلة، بحجة انتشار فيروس كورونا.
وكلا العملين شهد رفضاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي، بما فيها الخليجية، المساحة المتبقية لهم للتعبير، وهذا مشجع بشكل كبير.
ماذا في المقابل إذاً؟
إنها سردية تم التجهيز لها جيداً، عبر محاولة التشويش على صورة المقاومة وتشويهها، وتحديداً حزب الله ما بعد التحرير 2000 وانتصار تموز 2006، وصولاً إلى حجب قنوات عن البث الفضائي على القمر الاصطناعي "نايل سات" في نيسان/أبريل 2016 (المنار - حزب الله وقناة "الدنيا" السورية)، منعاً لوصول أي رواية أخرى.
في هذه المعركة، شهدت الدراما مبكراً ساحة اشتباك حقيقية برزت بشكل جلي بعد انتصار تموز في لبنان في العام 2006 (راجع الموسم الدرامي للأعمال السورية في شهر رمضان، كما يسمى، في العام الذي تلا الانتصار)، إذ شهد كساداً كبيراً بعد مقاطعة خليجية واسعة للأعمال السورية، على الرغم من نجاحها ورواجها الجماهيري، "لتعاقب الدراما السورية" على خلفية موقف الرئيس السوري بشار الأسد الداعم للبنان والمقاومة ضد للعدوان الإسرائيلي، خلافاً لدول الخليج، وعلى رأسها السعودية.
فنانون ومنتجون سوريون نقلوا ذلك في حينها، وبأن تعليمات أفضت إلى وضع الدراما المكسيكية المدبلجة في الأولوية بالعرض، تسبقها الدراما المصرية والخليجية، ومن ثم السورية.
واقع مماثل تعرضت له الدراما السورية بأشكال مشابهة ومختلفة ما بعد بدء الحرب في سوريا وعليها 2011.
معركة الرواية الحقيقية على أثير الفضاء بلغت أشدها عشية يوم القدس العالمي 2020، والذي انطلق، للمفارقة، من إيران في آخر جمعة من أول شهر رمضان في إيران بعد الثورة في العام 1979، باقتراح من المرشد الإمام الخميني، وبات عالمياً.
"حارس القدس" في مواجهة "أم هارون"… مواجهة تتشرّف "الميادين" بخوضها، بما يختزله المسلسل عن قصة المطران إيلاريون كبوجي لبوصلة "الميادين" من نطفتها الأولى فلسطين المحتلة، في دعم الحقيقة والرواية الحق، من خلال عرض المسلسل، كما فعلت بعرض "التغريبة الفلسطينية" في العام الثاني على انطلاقتها في شهر رمضان 2013، إلى جانب مسلسل "أنا القدس"… فالأمانة كبيرة و"أم عطا" أودعتنا مجموعة من مفاتيح بيوت أهلنا في القدس المحتلة، نعرف عناوينها وتاريخ سكناهم وجذورهم الضاربة في التاريخ إلى ما قبله… في إجابة على امتحان الحق والكرامة لشعوب عربية، في سؤال مركزي بجواب واحد بلا احتمالات.