موسيالا لا يستحق الخسارة
على الرغم من خروج منتخب ألمانيا من كأس العالم 2022، فإن لاعبه الشاب، جمال موسيالا، كان من أبرز نجوم دور المجموعات، نظراً إلى الإبداع الذي قدّمه.
إذا تحدثنا عن اللاعبين، الذين برزوا في دور المجموعات في كأس العالم 2022، فسيكون بينهم أو أبرزهم الألماني جمال موسيالا، على الرغم من خروج ألمانيا من البطولة.
صحيح أن موسيالا لم يسجّل أي هدف على الرغم من أنه كان قريباً جداً من ذلك في عدد من المناسبات، وأبرزها كرتان صدّهما القائم في المباراة أمام كوستاريكا، غير أن موهبة مثل موهبة هذا اللاعب لا تقاس بالأهداف فقط، بل بالروائع التي يقدّمها في الملعب.
موسيالا قدّم، في 3 مباريات فقط في المونديال الحالي، كلّ ما يرغب مشجع الكرة في مشاهدته من إبداعات كروية قلّ نظيرها، من خلال المراوغات التي يتقنها ببراعة فائقة، والتي يتخطى بها المنافسين بكل سهولة، حتى يبدو لوهلة أن الكرة ملتصقة بقدمه ويوجّهها كيفما يريد مع سرعة في التحرك.
ونظراً إلى ما قدّمه موسيالا، فإنه دخل قلوب كثيرين حول العالم بسرعة قياسية، حتى إن تعليقات كثيرة على خروج ألمانيا، تحسّرت لأن هذا الشاب لن يلعب مجدَّداً في المونديال الحالي، وأكدت أنه كان يستحق أكثر من ذلك.
مشاهدة هذا اللاعب الممتعة للناظرَين، كما لو أنه ينتمي مبكّراً إلى فئة النجوم المَهَرة وصنّاع الألعاب الموهوبين، تأتي لتؤكدها الأرقام والإنجازات، إذ إن موسيالا أصبح أول لاعب شاب في تاريخ كأس العالم يقوم بـ12 مراوغة ناجحة في مباراة واحدة في البطولة، وذلك في المباراة أمام كوستاريكا.
ما يبدو لافتاً أن كل هذا حدث ولا يزال موسيالا لم يتخطَّ 19 عاماً، ولعب في أول بطولة كبرى له مع منتخب ألمانيا. وهذا تأكيد للثقة التي يمتلكها هذا اللاعب، والتي تبدو ضرورية لتقترن بالموهبة وتصنع النجم.
لكن هذه الثقة لم تجعل موسيالا يفقد تواضعه، وهذا يتأكد من إجابته عن سؤال الصحافة، بشأن تشبيه أسطورة الكرة الألمانية، لوثر ماتيوس، له بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، فما كان منه إلّا أن رد بضحكة، وقال مستغرباً: "هل أنا أشبه ميسي؟!".
بالتأكيد، فإن موسيالا لا يزال في بداية مشواره وصعوده نحو النجومية، لكن ما قدّمه مع ألمانيا، في 3 مباريات فقط في كأس العالم 2022، وما كان يقدّمه منذ بداية الموسم الحالي مع فريقه بايرن ميونيخ، يؤكدان أنه يتّجه بسرعة نحو هذه النجومية، تماماً كسرعته حين يراوغ المنافسين ببراعة.