مايكل بالاك ... "أسطورة رغم قلّة الحظ"
في مثل هذا اليوم عام 1976 ولد "أسطورة" الكرة الألمانية مايكل بالاك. هكذا أصبح هذا النجم "أسطورة" على الرغم من سوء الحظ الذي رافقه في مشواره في الملاعب.
هل يمكن أن نجد لاعب وسط تجتمع فيه صفات القيادة وقوة الشخصية والرغبة الدائمة في الفوز والحافز الكبير والقوة البدنية، وأن يكون هدّافاً ويجيد التسديدات القوية بكلتا القدمين، ويجيد كذلك الألعاب الهوائية وصناعة اللعب ومهمّة الدفاع؟ قليلون هم اللاعبون كذلك، لكن الأسطورة الألماني مايكل بالاك كان كل ذلك.
هذه المؤهلات والصفات جعلت بالاك من أفضل اللاعبين في زمنه ودفعت حتى الأسطورة بيليه أن يختاره ذات مرة بين أفضل 100 لاعب في التاريخ لا يزالون على قيد الحياة.
فضلاً عن ذلك كان لبالاك كاريزما هائلة يفرضها في الملعب لتشكّل مع شخصيته القيادية، وهو كان قائداً بالفعل لأعوام طويلة لمنتخب ألمانيا وبايرن ميونيخ وباير ليفركوزن، تشكّل نموذجاً للاعب نموذجي يسعى كل مدرّب لأن يكون في فريقه.
وبالفعل عندما قرّر بالاك أن يترك بايرن ميونيخ عام 2006 فإنه يروي بنفسه أن هاتفه لم يهدأ من كثرة اتصالات الأندية الراغبة في التعاقد معه. حُكي حينها عن ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيّين ومانشستر يونايتد وتشيلسي الإنكليزيّين وميلان وإنتر ميلانو الإيطاليّين، ليكون اختياره لتشيلسي الذي كان حينها يبذخ في صرف الأموال لضم أهم النجوم في العالم.
سوء الحظ
ما يجعل لمشوار بالاك في الملاعب قيمة إضافية أنه أصبح "أسطورة" على الرغم من سوء الحظ اللافت الذي رافقه وحال دون تتويجه بأهم الألقاب.
البداية كانت مع باير ليفركوزن عندما فاجأ أوروبا بمستواه في دوري الأبطال موسم 2001-2002 وكان بالاك في صفوفه وأدّى دوراً مهماً في تأهّله إلى النهائي، وخاض الفريق مباراة مميّزة كان فيها نداً لريال مدريد، لكن براعة الأسطورة زين الدين زيدان بهدفه الأفضل في تاريخ البطولة حتى الآن برأي كثيرين توَّج "الميرينغي" باللقب وحرم بالاك من لقبه الكبير الأول.
ثم في 2002 كذلك تألّق بالاك مع منتخب ألمانيا في كأس العالم، وسجّل هدف الفوز في ربع النهائي أمام الولايات المتحدة، ثم هدف الفوز في نصف النهائي أمام كوريا الجنوبية، لكنّ سوء الحظ حرمه من النهائي لأنه تلقّى بطاقة ثانية في أدوار خروج المغلوب في مباراة نصف النهائي، علماً أنه حصل على تلك البطاقة في تلك المباراة ليمنع هجمة للكوريّين لتسجيل هدف، ويفيد بذلك منتخب بلاده، إضافة إلى تسجيله هدف الفوز ولو كان ذلك سيكلّفه الغياب عن نهائي المونديال الذي يحلم به كلّ اللاعبين في العالم، وهذا إنما يُظهر الشخصية القيادية لهذا النجم وتفضيله مصلحة الفريق على مصلحته الشخصية.
ثمّ تكرّر الأمر في مونديال 2006 عندما خسر منتخب ألمانيا نصف النهائي أمام منتخب إيطاليا في الثواني الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، على الرغم من أن البطولة كانت في ألمانيا وكان منتخبها مرشّحاً للتتويج باللقب.
مروراً أيضاً ببطولة أوروبا عام 2008 عندما تألّق بالاك مع المنتخب الألماني؛ إذ من يمكن أن ينسى هدفه من ركلة ثابتة مذهلة أمام منتخب النمسا في دور المجموعات، والذي قاد به منتخب بلاده إلى ربع النهائي، عندما سجّل أيضاً هدفاً أمام منتخب البرتغال، لكن منتخب ألمانيا خسر في النهائي أمام منتخب إسبانيا.
وفي 2008 كان بالاك قريباً مجدداً من التتويج بأول لقب له في دوري الأبطال، لكنه خسر النهائي هذه المرة مع تشيلسي بركلات الترجيح أمام مانشستر يونايتد.
وليكتمل سوء الحظ مع بالاك فإنه تعرّض لإصابة قوية قبيل مونديال 2010 مع تشيلسي في الدوري الإنكليزي الممتاز، أبعدته عن البطولة التي تألّق فيها منتخب ألمانيا، وربما لو كان بالاك معه لكان ذهب أبعد من الحصول على المركز الثالث.
لكن على الرغم من كلّ ذلك فإن بالاك حصد العديد من الألقاب كالدوري الألماني 3 مرات مع بايرن ميونيخ، ولقب الدوري الإنكليزي الممتاز مع تشيلسي والذي له أهمية، لكن يبقى التتويج بألقاب المونديال وبطولة أوروبا ودوري الأبطال "حسرة" لدى هذا النجم.
يبقى أنّ ما تميّز به بالاك أيضاً هو أنه لعب طيلة مشواره في الملاعب بالقميص "رقم 13" حيث إن البعض لم يتوانَ بأن يربط بين سوء حظه مع الألقاب وهذا الرقم (علماً أن مواطن بالاك الأسطورة غيرد مولر توّج بهذا الرقم بلقب مونديال 1974)، لكن ما يتّفق عليه الجميع أن بالاك كان في أغلب الأحيان: "البطل غير المتوَّج".