"أُهدي هذا الفوز إلى الشعب الإيراني".. مقاتل إيراني يهزم أيقونة الفنون القتالية ويدفعه إلى الاعتزال

المُقاتل الإيراني، أمير علي أكبري، يوجّه رسالة إلى الشعب الإيراني، بعد فوزه على أسطورة منظمة "ون" (ONE Championship) للفنون القتالية.

  • "أُهدي هذا الفوز إلى الشعب الإيراني".. مقاتل إيراني يهزم أيقونة الفنون القتالية ويدفعه إلى الاعتزال

حقق المقاتل الإيراني الشهير، أمير علي أكبري، فوزاً تاريخياً على أسطورة الفنون القتالية المختلطة براندون فيرا، في عقر دار الأخير، في نزال من تنظيم بطولة "ون" (ONE Championship)، جمع الرجلين داخل حلبة مُول آسيا في العاصمة الفلبينية مانيلا.

وعلى رغم التوقعات بشأن منافسة متقاربة بين خصمين من فئة الوزن الثقيل، فإن علي أكبري، الفائز بميداليتين ذهبيتين في المصارعة اليونانية - الرومانية في بطولتي آسيا 2009 وأولمبياد 2010، فاجأ الجمهور الحاضر في الحلبة، والذي ساند فيرا بقوة منذ دخوله الحلبة، إذ قدم الإيراني أداءً مذهلاً أحرز من خلاله فوزاً سهلاً.

وسجّل علي أكبري الفوز بـ3 دقائق و 37 ثانية في الجولة الأولى بضربة قاضية تقنية، أنهت مشوار أسطورة الفنون القتالية الفلبيني، الملقّب بـ"ذا تروث".

وكان فيرا بدأ النزال بحماسة، موجّهاً ركلات منخفضة بهدف إبعاد علي أكبري ومنعه من استخدام ترسانته الهجومية ومهاراته الكبيرة في المصارعة، لكن علي أكبري صدم فيرا مبكّراً بإسقاطه، ثم توجيه لكَمات قوية مباشرة أجبرت الحكم على إنهاء النزال وإعلان فوز الإيراني.

للنزال تاريخ مثير للاهتمام، إذ كان فيرا (45 عاماً)، أول منتقدي علي أكبري في عام 2020، عقب انضمام الأخير إلى بطولة "ون"، أكبر منظمة للفنون القتالية في العالم (مقرها سنغافورة). علي أكبري، الذي يبلغ من العمر 34 عاماً، كان أدلى بحديث مفاده أنه ينوي القضاء على جميع المقاتلين من فئة الوزن الثقيل واعتلاء قمة الفئة والفوز ببطولة العالم، الأمر الذي أزعج فيرا، الذي توعّد الإيراني بإنهائه بالضربة القاضية عندما يلتقيان في الحلبة.

التصريحات النارية بين الرجلين استمرت أكثر من عامين قبل أن يحسم علي أكبري المعركة في الحلبة، بفوز ثمين أسكت من خلاله منتقديه، ويذكره التاريخ كآخر نزالات فيرا بعد مسيرة احترافية حافلة بالألقاب.

أهمية فوز أمير علي أكبري على براندون فيرا

على الرغم من أهمية انتصاره على أسطورة، ومعاكسة التوقعات، فإنّ فوز أمير علي أكبري على براندون فيرا قيمة تتخطى كل ذلك بالنسبة إلى المقاتل الإيراني.

انتقل علي أكبري من المصارعة إلى الفنون القتالية المختلطة في عام 2015. بعد خمسة أعوام، انضم النجم السابق في الدوري الإيراني الممتاز للمصارعة إلى بطولة "ون"، بحيث أراد أن يكرّس نفسه سريعاً كأحد أبرز المقاتلين عن فئة الوزن الثقيل.

إلّا أنّ علي أكبري تعثّر في بداياته في بطولة "ون". انتقاله إلى المنظمة تزامن مع إجراءات الإغلاق وصعوبات في التدريب، وغيرها من المتاعب، التي أظهرته في مستوى غير اعتيادي في أول نزالين خاضهما في عام 2021، إذ تعرّض لخسارتين على أيدي الكوري الجنوبي كانغ جي وون والروسي أناتولي ماليخين.

لكنّ الإيراني عاد إلى المستوى المتوقع منه في آب/أغسطس السابق، خلال عرض ONE Fight Night 1، عندما هزم الإيطالي ماورو سيريلي بعد أربع دقائق في الجولة الثانية من القتال.

أمّا فوزه على أسطورة، مثل فيرا، فيُسكت المشكّكين في قدراته في عالم الفنون القتالية المختلطة من جهة، ويُعيد طرح اسمه من جديد منافساً جدّياً على لقب بطولة العالم للوزن الثقيل في بطولة "ون".

أهدي الفوز إلى الشعب الإيراني

خلال تصريح أدلى به بعد النزال، أهدى المقاتل الإيراني المخضرم، علي أكبري، فوزه الكاسح على براندون فيرا إلى الشعب الإيراني.

وبعد انتهاء النزال، أراد علي أكبري، الذي يتمتّع بشعبية كبيرة في إيران، أن يوجّه تحية إلى شعب بلده من حلبة مول آسيا في الفلبين.

وقال علي أكبري: "لقد عاد الملك. أريد أن أهدي هذا الفوز إلى الشعب الإيراني في إيران. هذا أسلوبي القتالي، وسأتّبع هذا الأسلوب مع كل المقاتلين في الحلبة".

وُلد علي أكبري، الذي يعيش ويتدرّب في العاصمة الإيرانية طهران، في محافظة أذربيجان الشرقية في 11 كانون الأول/ديسمبر 1987 لأسرة من خمسة أولاد، تعتاش من الزراعة.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by AAA (@amiraliakbari60)

وجد علي أكبري شغفه في العاشرة من عمره، وبدأ يذهب رفقةَ أخيه إلى تدريبات المصارعة، التي تُعَدّ من أبرز الرياضات وأكثرها شعبية في الجمهورية الإسلامية.

يذكر علي أكبري وقوف أخيه إلى جانبه، وتشجيعه له على الاستمرار في التدريبات والإيمان بقدراته كي يصل إلى القمة في عالم المصارعة.

بعد أعوام من الجدية في التمرينات والعمل الدؤوب، ظهر علي أكبري في الدوري الإيراني الممتاز للمصارعة وهو في العشرين من عمره. أثبت علي أكبري نفسه سريعاً في حلبات المصارعة المحلية، وانضم إلى بعثات المنتخب الإيراني في بطولات كبرى، حصل خلالها على ميداليتين ذهبيتين.

لم يراهن كثيرون على وصول علي أكبري إلى القمة في عالم الفنون القتالية المختلطة، إلّا أنه استطاع، مرةً تلو الأخرى، أن يثبت للعالم أنه قادر على التغلب على المصاعب والفوز على أشدّ المنافسين.

خلال المقابلة القصيرة، حرص علي أكبري على تحدّي بطل العالم الحالي عن فئة الوزن الثقيل، الهندي أرجان بولار، مطالباً بأن يواجه الأخير كي يتمكّن من الفوز بحزام الفئة، ويفي بوعده الأول لجمهوره.