يوسف بلايلي.. ما كلّ هذه الروعة!

النجم الجزائري يوسف بلايلي يشغل الجميع بمستواه في كأس العرب 2021 لكرة القدم. قيل الكثير، ولن ينتهي الحديث عن هذا اللاعب. وفي هذه السّطور أيضاً، ما يميزه في الملاعب.

  • لا يكتفي بلايلي فقط بمهارته
    لا يكتفي بلايلي فقط بمهارته

شغل النجم الجزائري يوسف بلايلي الجميع في هذه الفترة، ولا يزال، تماماً كهدفه أمام المغرب الذي يفوق الخيال. ورغم أنّ العالم لا يُبدي اهتماماً ببطولة كأس العرب إلا في ما ندر، فإنَّ هدف بلايلي ذاك تحدَّث عنه الجميع بأفضل الأوصاف وأروع الصور. وإضافةً إلى ما واجهه من متاعب في مسيرته وكيفية انتصاره عليها بإرادته، فإنَّ ثمة ما يميز هذا اللاعب في الملعب.

هو من اللاعبين الذين تتّجه إليهم الأنظار بمجرد أن تصبح الكرة معهم، كأنَّ المشاهد قد ينسى في أحيانٍ المباراة، ويصبح تركيزه على ما سيفعله هذا اللاعب، وينتظر أن تصله الكرة أكثر من أيِّ لاعب غيره. يصبح اللاعب هنا "مباراة" في قلب المباراة. "مباراة" مختلفة، لها فنونها وروعتها، لما يقدّمه من إبداعات ومهارة. بلايلي هو من هؤلاء اللاعبين الذين لا تعرف ما سيفعلون، وتنتظر منهم كلّ مفاجأة، تماماً كتسديدته أمام المغرب.

ما يميّز بلايلي أيضاً أنّه صانع الألعاب النشيط الَّذي لا يكلّ ولا يملّ في الجهد الذي يقدّمه، والّذي يذهب إلى الكرة، ولا ينتظر أن تأتيه، كما أكثر صانعي الألعاب الماهرين، الذين يلعب الفريق لهم في أكثر الأحيان، بينما في حالة بلايلي، فإنه يعطي كلّ شيء للفريق، ولا يكتفي فقط بما يمتلكه من مهارة تمنحه "أفضلية" على الآخرين.

 في بعض الأحيان، يتحوَّل صانع الألعاب إلى لاعب "كسول" ينتظر الكرة. وبما يمتلك من مهارة، فإنه يعتبر أنها تكفي لكي يكون في الملعب أعلى شأناً من البقية، فلا يبذل الجهد، ولا يساعد في استعادة الكرة من الفريق المنافس. بلايلي يختلف كلياً. تراه في كلِّ مكان في الملعب. أمام مرمى المنافس وأمام مرمى فريقه. يلعب في الهجوم في كل المراكز، وفي وسط الملعب يخوض منافسة كبيرة أمام اللاعبين المنافسين، ولو كانوا كثيرين، ومن ثم تبدأ الإبداعات بمراوغة رائعة، وتمريرة أروع، وتسديدة أكثر من روعة.

قلنا تسديدات! تلك ميزة إضافية لدى بلايلي، إذ إنه من اللاعبين الذين لا يكتفون فقط بالمهارة والمراوغة، بل إنه يجيد التسديدات القوية والبعيدة، التي يجد من خلالها الحلول لفريقه عندما يكون دفاع المنافس متكتلاً، ويصعب الوصول إلى المرمى.

غداً، سيلعب منتخب الجزائر المباراة النهائيّة لكأس العرب أمام تونس. ليس مبالغاً القول بعد كلِّ ما قدمه بلايلي في هذه البطولة، وخصوصاً في ربع النهائي أمام المغرب، ونصف النهائي أمام قطر، إن كثيرين ينتظرون جديد هذا اللاعب بموازاة مشاهدة المباراة.

أما أمس، فكان الإعلان أنَّ بلايلي سيترك نادي قطر نحو تجربة كروية أفضل تستحقّها نجومية هذا اللاعب.