ما هي الفحوصات الطبية في كرة القدم؟ وما تأثيرها؟
أندية كرة القدم تقوم بمجموعة من الفحوصات قبل ضمها اللاعبين، لكنها لا تُوْلي نشرَ تفاصيلها قيمةً كبيرة. فما هي هذه الفحوصات؟ وعلامَ تركّز؟
كثيراً ما تتردد عبارات مفادها أنّ عدداً من اللاعبين انتقلوا من نادٍ إلى آخر. لكن دائماً، وقبل تقديم اللاعب إلى وسائل الإعلام، يقوم النادي بفحوصات طبية له. وهي، للوهلة الأولى، تبدو فحوصات طبية عادية، لأنّ أغلبية الصفقات تتم بصورة طبيعية. لكنّ هذه الفحوصات ليست بالسهلة أبداً، وهناك عدّة انتدابات توقفت جرّاء فشل اللاعبين في تخطيها، والتي غالباً تكون مدتها يومين.
الفحوصات الطبية قد تنقذ النادي من شراء عقد لاعب بـ100 مليون، وهو يعاني إصابة ولن يستطيع اللعب بصورة مستمرة. فما هي هذه الفحوصات، وهل تتباين المعايير بين نادٍ وآخر؟
الفحوصات الطبية
في بداية الأمر، يجب التأكيد أنّ مَن يتخذ القرار النهائي في التوقيع مع اللاعب، سواء نجح أو فشل في الفحوصات الطبية، هو رئيس النادي والمُدرب. فمن خلال هذه الفحوصات، يصبح لديهما أكبر قَدْر ممكن من المعلومات عن اللاعب.
مع انتهاء فترة سوق الانتقالات الشتوية، لا بدّ من الإشارة إلى أنّ الفحوصات الطبية، التي يُجريها النادي قبل التوقيع الرسمي مع اللاعب، ليست بالشكليات، بل هي التي تعطي الضوء الأخضر لإتمام التعاقد، وتُعَدّ من أهم المراحل التقييمية.
وتتباين المعايير بين نادٍ وآخر، وبين دولةٍ وأخرى، وهي ليست إجراءً رسمياً من الاتحاد الدولي لكرة القدم، "الفيفا". لكنّ المعايير الثابتة بين الجميع هي التأكّد من وظائف القلب وكيفية عمله في أثناء الجهد البدني، وسرعة نبضاته، للتأكّد من سلامة اللاعب وقدرته على التحمل، لذلك، يركض اللاعب في أثناء الاختبار، بصورة متقطعة.
ويلجأ بعض الأندية إلى فحص نسبة الدهون في الجسم، ولكل نادٍ معيار أو نسبة يعتمدها. فمثلاً، لو كانت نسبة الدهون في جسم اللاعب 10%، والنادي الذي يريد التوقيع معه، محددة لديه مسبّقاً نسبة الدهون عند اللاعبين بـ8%، فقد يتمّ التوقيع مع اللاعب، لكن مع وضع شرط مفاده أن يتّبع نظاماً معيناً لتخفيف نسبة الدهون لديه لتتماشى مع معايير النادي.
وتُجري الأندية عدداً من الفحوصات الأخرى، ومنها سرعة الأوكسيجين للتأكد من عمل الرئتين والجهاز التنفسي، بالإضافة إلى بعض الفحوصات التي تبدو غريبة نوعاً ما، فيلجأ البعض إلى إجراء فحصٍ للسمع للتأكد من أنّ اللاعب ليست لديه مشاكل في الأذن. ولعلّ ما يبرر ذلك أن يكون اللاعب جاهزاً ويستمع إلى مدربه بصورة سليمة. وبعد الأذن، يأتي دور فحص النظر، الذي يعتمده بعض الأندية، عبر إرسال اللاعب إلى طبيب العيون، للتأكد من سلامة نظره، وأنه لا يوجد أي مشاكل. فلاعب كرة القدم يجب أن تكون جميع حواسه تعمل بصورة جيّدة.
وفيما يبدو من أغرب الفحوصات، يلجأ بعض الأندية إلى الكشف على أسنان اللاعب، ولذلك ما يبرره، وهو أن التهابات الأسنان المتكررة تؤذي العضلات، فلا يستطيع اللاعب أن تكون لديه مباراة، وفي الليلة التي تسبقها يشكو من وجعٍ في أسنانه، فلن يستطيع النوم، ولن يكون جاهزاً ذهنياً وجسدياً. وهنا، يجب التذكير بصفقة علي سيسوكو، الذي كان سينتقل إلى ميلان الإيطالي، لكنه لم يستطع تخطي فحص الأسنان، والصفقة لم تتم.
وفي السياق نفسه، توجد فحوصات لا مفر منها، وهي فحص الحركة الهيكلية، للتأكد من الحركة والمرونة. وبالنسبة إلى المدافعين، يتمّ التركيز على قوة الجمجمة وحركتها، لأنها الأكثر تدخلاً في الكرات الهوائية. أمّا فيما يخص حارس المرمى، فيتمّ التركيز على يديه وركبتيه بصورة دقيقة، وسرعة ردود أفعال اليدين والرجلين، لدى كل أندية أوروبا.
وعلى صعيد اتخاذ القرارات، انتشرت تقارير صحافية في عام 2009، تؤكد أن ريال مدريد تعاقد مع كاكا، على الرغم من عدم اجتيازه الفحص الطبي بصورة سليمة، لكن فلورنتينو بيريز كان يريد إتمام التعاقد نتيجة عدة أسباب، أهمها تعزيز القيمة التسويقية للنادي "الملكي"، وإعادة ما يسمى بـ"الغالاكتيكوس".
وهنا بعض المراحل التي يمر فيها اللاعب:
- تحاليل بيولوجية للتحقق من خلوه من أي أمراض (دم وبول) تعطي معلومات عن الوضع للاعب، صحياً وبدنياً.
- تنقيب للجسد، مع أدق التفاصيل.
- أحياناً، على اللاعب أن يجيب عن بعض الأسئلة المعدة سابقاً، للوقوف عند سرعة ردود أفعاله، وحضوره الذهني.
- من بعدها، ينتقل إلى فحص شامل مع المُعالج الفيزيائي، للتأكد من أماكن الضعف، وخصوصاً الكاحل والمفاصل.
- الدقة البدنية، بحيث يحمل أوزاناً فوق رأسه، ويسير بصورة عمودية للتأكّد من توازنه.
- كشف دقيق للتأكد من طول القدمين، ومن تناسق الجسد.
- فحوصات نفسية إلى جانب الفحوصات الجسدية.
شروط الاتحاد الأوروبي الصحية للمشاركة في البطولات
بعد ذكر كل ما سبق، يستطيع النادي التعاقد مع اللاعب حتى وهو يعاني إصابة، لكن هناك قواعد يفرضها الاتحاد الأوروبي كي يستطيع اللاعب المشاركة في المسابقات الأوروبية، وهي:
- الطول.
- الوزن.
- ضغط الدم.
- الرأس والرقبة (بما في ذلك العين والأنف والأذن والأسنان والحلق والغدة الدرقية).
- الصدر والرئتان.
- القلب.
- البطن.
- الأوعية الدموية.
- الجلد (فحص عام).
- الجهاز العصبي (مثل ردود الفعل والتشوهات الحسية).
- الجهاز الحركي.
- يجب، سنوياً، إجراء تخطيط القلب القياسي، المكوَّن من 12 طرفاً، وإدراج النتائج في السِّجِلّ الطبي للاعب.
- فحص عصبي لوظائف الدماغ لتحسين أي تشخيصات لاحقة لإصابة في الرأس ومتابعتها، وفقاً للتعليمات المقدَّمة من إدارة الـ"يويفا".
- تخطيط صدى القلب كل عامين، وإدراج النتائج في السجل الطبي للاعب.
- الهيموغلوبين، الهيماتوكريت، كريات الدم الحمراء، الكريات البيض، والصفيحات.
- اختبار البول.
- اختبار الغلوكوز.
- اختبار الكرياتينين.
- اختبار البوتاسيوم.
- اختبار الصوديوم.
وفي النهاية، يجب إجراء فحص العظام، بما في ذلك الاختبارات الوظيفية سنوياً، ويجب أن يشمل: العمود الفقري (الرقبة والألم ومدى الحركة)، آلام الكتف والحركة والاستقرار، آلام الورك والفخذ والحركة، آلام الركبة والتنقل والاستقرار، آلام أسفل الساق، آلام الكاحل والقدم والتنقل والاستقرار.