ليفربول الجديد.. ماذا تغيّر من كلوب إلى سلوت؟
ليفربول انتقل من أسلوب يورغن كلوب إلى أسلوب آرني سلوت، فكثر الحديث عن مساعدة الأول خليفته! وما الذي تغير في ليفربول؟
يدور نقاش طويل في عالم كرة القدم حالياً حول نادي ليفربول الإنكليزي، وخصوصاً بين جماهيره؛ محور هذا الحديث يرتكز على نقاط الاختلاف بين المدرب الألماني يورغن كلوب وخليفته في الموسم الحالي الهولندي آرني سلوت.
تطرح أسئلة كثيرة في هذا الإطار، مثل هل ورث سلوت فريقاً جاهزاً من كلوب أم أن سلوت أدخل تغييرات على أسلوب الفريق وطريقة لعبه؟ ولا شك أن النقاشات حول ليفربول، سببها أداء الفريق المذهل في الموسم الحالي، إذ يتصدر ترتيب الدوري الإنكليزي الممتاز وجدول ترتيب دوري أبطال أوروبا بشكله الحديث.
خلق يورغن كلوب علاقة عاطفية مع جماهير ليفربول، عززها بتحقيق جميع الألقاب، أبرزها العودة للتويج بلقب الدوري الإنكليزي بعد غياب عن منصة التتويج لقرابة ثلاثة عقود، وسنواته الـ8 التي قضاها داخل أسوار "أنفيلد" جعلته مصدر ثقة للجماهير للنهوض والعودة دائماً، سواء كان الفريق في أفضل أداء له أو لا.
آرني سلوت: بداية جديدة لليفربول
عند وصول آرني سلوت إلى ليفربول مع انطلاقة الموسم الحالي، كان يدرك بأنه تحت ضغط كبير، ويحتاج لتقديم أفضل ما لديه لكسب ثقة الجماهير.
في البداية، قال سلوت إن لا فرق كبيراً بين أسلوب لعبه وأسلوب سلفه يورغن كلوب، واعترف بأن التغيير الوحيد هو أنه يحب أن يحتفظ فريقه بالكرة بشكل أكبر.
وقال سلوت "أسلوب اللعب كان دائماً هو نفسه مع الفرق التي عملت فيها. هناك الكثير من أوجه التشابه مع الطريقة التي لعب بها فريق يورغن كلوب في الماضي، وآمل في أن نرى أوجه التشابه هذه في الأسابيع والأشهر المقبلة".
وتابع "نحب أن نمتلك الكرة، ولا نحب أن يمتلكها الفريق الآخر... لكن الدوري الإنكليزي الممتاز فيه العديد من الأندية الجيدة والجميع يريد الحصول على الكرة، لذلك علينا أن نقاتل بقوة من أجل ذلك. وإذا امتلكنا الكرة، فإننا نريد أن نسجل. وهذا أمر بسيط للغاية بالطبع!".
مقارنة بين أسلوب كلوب وسلوت: التغييرات الملحوظة
سلوت قدّم شيئاً مختلفاً ما جعل ليفربول يظهر بصورة براقة ولامعة محلياً في إنكلترا وأوروبياً في دوري الأبطال، في الوقت الذي يقول البعض إن تراجع مستوى الفرق المنافسة كان سبباً في تفوّق ليفربول الحالي.
لكن يورغن كلوب يرى عكس ذلك، إذ قال في مقابلة تلفزيونية "حتى لو لم تكن مشجعاً لليفربول ستحب مشاهدة فريق ليفربول الحالي مع سلوت"، مضيفاً إن ليفربول الفريق الأكثر توازناً في العالم حالياً.
ولا شك أن السبب في هذا التوازن كان آرني سلوت، إذ كان كلوب يعتمد ما سمّاه "الفوضى الخلاقة" في ظهور تلفزيوني مع اللاعب الإنكليزي السابق ريو فيرديناند، في سياق إجابته عن سؤال كيف استطاع إقناع لاعبيه بالضغط المتواصل واللحاق بالكرة لاسترجاعها.
اقرأ أيضاً.. كيف سيحمي ليفربول محمد صلاح من مغريات الهلال السعودي؟
هذا الأسلوب الذي يتطلب الكثير من الجهد البدني، تسبب في أحيان كثيرة في انهيار الفريق بسبب الإصابات، فضلاً عن فقدان اللاعبين التوازن الذهني من فترة لأخرى، فتارة يكون مستواهم في القمة وتارة أخرى يعيشون حالة من التخبط، ومثلٌ على ذلك، ما حدث مع اللاعب ألكسندر أرنولد.
لا شك أن سلوت فكر جيداً قبل القبول بتدريب ليفربول، ودرس الفريق جيداً ليبحث عن تشابه في أسلوب لعب سلفه لكي يضع لمسته، لأنه ومما لا شك فيه أن تغيير أسلوب لعب ليفربول بالكامل كان سيتسبب بتراجع أسلوب لعب ليفربول.
تأثير أسلوب سلوت على ليفربول
أدرك سلوت أن عليه الاستفادة مما بناه يورغن كلوب قبله، وحرص على اتباع الأسلوب نفسه لتفادي الهبوط المفاجئ في مستوى الفريق خلال الموسم مع كثرة المباريات، ومنذ وصوله بات ليفربول متنبهاً أكثر لما يسمّى التحوّلات في سرعة اللعب، وأخذ يتحكم الفريق أكثر في إيقاع المباراة، لم يعد الفريق يركز على اللعب المباشر الذي يتوجه نحو المرمى دائماً، علماً أن الفريق حافظ على تنظيم الهجمات المباشرة، ولكن هذا لا يحدث بشكل متواصل إنما عندما تكون الفرصة متاحة لفعل ذلك.
العمل على تحديد الإيقاع منح ليفربول فرصة للتغطية الدفاعية وتفادي تلقي الكثير من الأهداف وتنظيم صفوفه عند فقدان الكرة، أما عندما كان الفريق تحت قيادة كلوب فعمل بالضغط الضاد أو المباشر على حامل الكرة لاسترجاع الكرة لبناء الهجمة في أسرع وقت ممكن.
وفي هذه الحال، يحسب للمدرب الهولندي سرعة نقل أفكاره للاعبين، وقدرته على خلق تفاهم بينه وبينهم لتعريفهم على نظام لعب جديد يعتمد أكثر على الاستحواذ وبناء اللعب بشكل ممنهج أكثر.
كيف تغيّر مستوى اللاعبين مع سلوت؟
يقول نجم الفريق المصري محمد صلاح "أسلوب اللعب مع سلوت مختلف تماماً عن كلوب. مع كلوب نبقى بالأسلوب نفسه مهما حدث في المباراة لأننا خلال 8 سنوات كنّا الأفضل بهذه الطريقة. ولكن، مع سلوت يتغير أسلوب اللعب قليلًا بناء على ما يحدث في المباراة"، وهذا ما ميّز سلوت ومنحه بعض الامتياز عن كلوب في المباريات وهو تغيير الشكل والطريقة والأسلوب خلال المباراة نفسها.
اقرأ أيضاً.. الكرة الذهبية 2025: هل يستطيع محمد صلاح الفوز بالجائزة هذا العام؟
ويضيف صلاح "أعتقد في الوقت الحالي أن الفريق مع سلوت بات يعتمد عليّ أكثر من السابق وهذا يساعدني لكي أظهر نفسي وأحسن طريقة لعبي". هذا الواقع مع سلوت لا ينعكس على صلاح وحده، بل حتى مستوى لاعبين لم يعتمد عليهم كلوب مثل الهولندي ريان غرافنبرخ والإنكليزي كورتس جونز اللذين يقدمان مستوى مميزاً جدداً، وخصوصاً الهولندي الذي أصبح من ركائز الفريق الأساسية.
التعاقدات الصيفية والتحديات القادمة لليفربول
ولم يتعاقد ليفربول في الميركاتو الشتوي للعام 2024، سوى مع الحارس جيورجي مامارداشفيلي الذي بقي في فالنسيا على أن ينضم في الموسم المقبل، والإيطالي فيديريكو كييزا الذي لم يشارك مع ليفربول إلّا لدقائق معدودة منذ انطلاق الموسم، وهذا ما يؤكد صعوبة التحدي الذي يواجهه سلوت.
ولم يخفِ سلوت الأمر حول صعوبة التحدي لكنه أكد ثقته بلاعبيه إذ قال "نحن سعداء جداً بالفريق الذي نمتلكه حالياً — وقادرون على المنافسة مع الفرق التي تنفق أموالاً طائلة".
مضيفاً "تشيلسي أنفق 1.2 مليار باوند ومانشستر يونايتد أنفق الكثير من الأموال، وهذا ما يجعل هذا الدوري شديد التنافسية. نحن سعداء جداً بقدرة فريقنا الذي يمكنه المنافسة مع الفرق التي تنفق مبالغ خيالية من المال".
لا شك أن ما قدمه ليفربول في هذا الموسم حتى اللحظة، يضع سلوت في خانة آمنة من الانتقادات، لكن ثبات الفريق والألقاب التي سيحققها في نهاية الموسم ستكون العلامة الفارقة في موسم المدرب الهولندي آرني سلوت.