كأس العالم للجميع.. فما قصة البطولة؟

في العام 1930، أقيمت أول نسخة من بطولة كأس العالم، لكن البطولة واجهت مجموعة من الصعوبات قبل ذلك. فما قصة كأس العالم، وكيف كانت انطلاقتها؟

  • كأس العالم للجميع.. فما قصة البطولة؟
    تنطلق بطولة كأس العالم 2022 في قطر في 20 تشرين الثاني/نوفمبر

كرة القدم، مسرح تكسوه الألوان وتملأه الأصوات الشغوفة الباحثة عن أعلى درجات السعادة، وفي المسرح نفسه، تسيطر أيضاً مشاعر متضاربة وحزينة، وهناك يجتمع الخصوم والأحبة على عشق مجموعة من اللاعبين أو فرق المدن حول العالم أو المنتخبات الوطنية.

وفي كرة القدم، لا شيء يشبه بطولة كأس العالم، فهي البطولة التي يمكن القول عنها إنها ملتقى الثقافات المختلفة، والفعالية التي تقرب المسافات التي فرضتها الجغرافيا. في البلد الذي يحتضن كأس العالم، يمكنك أن تقابل رجلاً جاء من جنوب أفريقيا وآخر ركب الطائرة من ألاسكا، ويمكنك التعرف إلى لغات وطرق احتفالات وعادات متباينة.

ما يميز بطولة كأس العالم أنها تجذب من لا يتابع كرة القدم ولا يهتم لأخبارها بشكل يومي، فتجده متسمّراً كل 4 سنوات أمام الشاشات لمتابعة لاعبين ربما لم يسمع عنهم. فما قصة بطولة كأس العالم التي تقام كل 4 أعوام.

الفكرة لمعت.. هنا كأس العالم

  • لعبت النسخة الأولى من كأس العالم في العام 1930 في الأوروغواي
    لعبت النسخة الأولى من كأس العالم في العام 1930 في الأوروغواي

قبل انطلاق بطولة كأس العالم، حظيت منافسات كرة القدم التي اندرجت في الألعاب الأولمبية باهتمام كبير، وفي عشرينيات القرن الماضي، كان القائمون على اللعبة يحاولون تطويرها وإعطاءها شكلاً أكثر احترافية.

لذلك، كانت ولادة فكرة كأس العالم في العام 1904، في العاصمة الفرنسية باريس. يومها، تحدث أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، بحضور 7 دول هي: سويسرا، بلجيكا، الدنمارك، فرنسا، هولندا، إسبانيا والسويد عن إطلاق بطولة خاصة بالاتحاد بعيداً من الألعاب الأولمبية، إذ لم تحظ الرياضة الشعبية الأولى في العالم بالتقدير الكافي.

لكن القرار الرسمي استغرق وقتاً طويلاً بسبب عدة أمور، كان أبرزها رفض اللجنة الأولمبية الدولية فكرة البطولة؛ خوفاً من تأثيرها في الدورات الأولمبية العريقة، وكذلك خوفاً من سيطرة الاتحاد الدولي على اللعبة الأكثر شعبية في العالم.

عادت الفكرة إلى الأضواء مجدداً في العام 1921 على يد المحامي الفرنسي جول ريميه، الذي كان رئيساً لاتحاد كرة القدم الفرنسي بين عامي 1919 و1945، وشغل أيضاً منصب رئيس "الفيفا" بين عامي 1921 و1954.

وبعد 7 سنوات، جاء القرار الرسمي بإطلاق بطولة عالمية لمنتخبات كرة القدم، في 26 أيار/مايو 1928، وكان اسم البطولة "كأس النصر".
تقدمت الأوروغواي بطلب تنظيم البطولة، وتمت الموافقة؛ إذ كانت رائدة المنتخبات في ذلك الوقت وبطلة آخر دورتين أولمبيتين، وقدمت تسهيلات للمنتخبات المشاركة.

وتكفل الاتحاد الدولي بدفع مصاريف الفرق وتنقلاتها الصعبة في ذلك الوقت.

وفي العام 1930، أبصرت البطولة النور، ولعبت النسخة الأولى من كأس العالم، ومنذ ذلك الحين، أقيمت البطولة كل 4 سنوات، وتوقفت في فترة الحرب العالمية الثانية.

لكن، قبل انطلاق البطولة، كان هناك شرط بوجوب تقديم جائزة ثمينة للمنتخب الفائز، وكانت الجائزة الكأس الذهبية التي سمّيت "كأس جول ريميه" تكريماً له.

اقرأ أيضاً.. جوائز كأس العالم "قطر 2022" تتخطى الـ400 مليون دولار

شهدت "كأس جول ريميه" الكثير من المغامرات، وتعرضت عبر تاريخها للعديد من المواقف، إذ أخفيت تحت سرير نائب رئيس الاتحاد الدولي، أوتورينو باريزي، في أثناء الحرب العالمية الثانية؛ خوفاً من أن تكون عرضة للضياع.

وفي العام 1966، أقيمت بطولة كأس العالم في إنكلترا، حيث ضاعت الكأس، وبعد بحث متواصل، وجدت مدفونة تحت شجرة، وقد ساهم في إيجادها أحد الكلاب المدربة على إيجاد المسروقات الضائعة.

أخيراً، وفي العام 1983، سرقت "كأس جول ريميه" مرة أخرى في ريو دي جانيرو البرازيلية، وقام اللصوص بإذابتها، وطلبت البرازيل الاحتفاظ بالكأس بعد فوزها باللقب 3 مرات، لتمنح نسخة طبق الأصل عنها.

كأس العالم للجميع

  • منحت كأس جول ريميه للفائز بكأس العالم ما بين العامين 1930 و1970
    منحت كأس جول ريميه للفائز بكأس العالم ما بين العامين 1930 و1970

قبل الانطلاقة الرسمية للمونديال الأول، كان هناك بطولة غير رسمية تجمع المنتخبات القليلة التي تمرست في لعب كرة القدم، إذ أقيمت بطولة "كأس السير توماس ليبتون" في عامي 1909 و1911، بالإضافة إلى منافسات كرة القدم الصيفية الأولمبية، التي شاركت فيها فرق الهواة، و لم يمنح الفائز بها أي ميدالية كما الرياضات الأخرى، إذ كانت رياضة استعراضية فقط.

في البطولة الأولى، شارك 13 منتخباً، لكن العدد وصل اليوم إلى 32 منتخباً، وفي نسخة العام 2026 سيشارك فيها 48 منتخباً.

تجمع بطولة كأس العالم شعوباً من مختلف بقاع الأرض وتجذب المشاهدين، ولعلّ عدد متابعيها خير دليل على أهميتها بالنسبة إلى الشعوب.

ووفق الفيفا، فإن أكثر من 1.12 مليار مشاهد تابعوا المباراة النهائية لمونديال 2018، التي حقق فيها منتخب فرنسا النجمة الثانية على حساب كرواتيا.

كما أوضح "الفيفا" أن ما مجموعه 3.5 مليارات شخص، أي أكثر من نصف سكان العالم ممن بلغوا الرابعة من العمر على الأقل، تابعوا أهم بطولة لكرة القدم.

اقرأ أيضاً.. كأس العالم في قطر.. الأغلى على الإطلاق!

وأشار الاتحاد إلى أن 3.04 مليارات مشاهد تابعوا 3 دقائق على الأقل، بزيادة قدرها 10.9% عن مونديال البرازيل 2014. وتابع 2.49 مليار شخص نصف ساعة على الأقل، بزيادة 1.95 % عن مونديال 2014.

أما النسخة الحالية لعام 2022 فستقام في قطر، لتكون بذلك أول نسخة يستضيفها بلد عربي و الشرق الأوسط، ومن المتوقع، بحسب رئيس الاتحاد الدولي، جياني إنفانتينو، أن يصل عدد مشاهدي كأس العالم 2022 إلى نحو 5 مليارات شخص.

وتنطلق بطولة كأس العالم 2022 في قطر في 20 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وتستمر حتى 18 كانون الأول/ديسمبر.