أبناء غزة ينثرون الحياة مجدداً على القطاع.. ويخرجون من فم الموت أحراراً
في أول ليلة منذ 470 يوماً ينام الفلسطينيون بدون أصوات طائرات الاحتلال المسيرة وطيرانه الغاشم وقذائف مدفعياته، فقد "انتصرت المقاومة"، وهو شعار رفعه سكان قطاع غزة ونازحيها الذين دُمرت بيوتهم واستشهد أبناؤهم وبترت أطراف أحبتهم.
بالرغم من آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، والدمار الكبير الذي حل بقطاع غزة من جراء العدوان الإسرائيلي الذي استمر 15 شهراً، منذ 7 أكتوبر/تشرين أول 2023 حتى 19 يناير/كانون ثاني 2025؛ إلا أن غزة نهضت من تحت الركام ومرّغت أنف الاحتلال وجيشه الهشّ.
"انتصرت المقاومة" شعار رفعه سكان قطاع غزة ونازحيها الذين دُمرت بيوتهم واستشهد أبناؤهم وبترت أطراف أحبتهم، مؤكدين أن هذه التضحيات تقدم من دون تفكير فداءً للمقاومة وأبطالها، ولتعزيز صمودها في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
15 شهراً لم تتوقف فيها آلة القتل الإسرائيلية لإجبار سكان القطاع والمقاومة الفلسطينية على رفع الراية البيضاء، وتسليم غزة والقضية الفلسطينية على طبق من ذهب؛ إلا أن سكانها البواسل قدموا أرفع وأسمى التضحيات لحماية مقاومتهم ودحر الاحتلال.
تكبيرات الانتصار
وبتكبيرات العيد، استقبل النازح رائف العبادلة انتصار المقاومة الفلسطينية وصمود أهالي القطاع بوجه العدوان الإسرائيلي، قائلاً: "برغم المآسي والأحزان أشعر بفخر شديد لنجاح المقاومة في كسر شوكة الاحتلال ودحر جنوده خائبين".
ويفيد العبادلة، وهو أب لاثنين من الشهداء لـلميادين نت بأنه "خسر منزله وممتلكاته وأبنائه في حرب الاحتلال؛ إلا أن كل ذلك فداءً لفلسطين والقدس والمقاومة وقادتها"، مشدداً على أن السابع من أكتوبر يوم شرف للأمة العربية والإسلامية ولشرفاء وأحرار العالم.
ويضيف: "أعود اليوم إلى ركام منزلي المدمر في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأستعد لبناء خيمتي فوق ركامه؛ إلا أنني لن أتواني لحظة في دعم المقاومة وتأكيد حقنا في مواجهة الاحتلال حتى دحره من كامل الأراضي الفلسطينية".
وتابع: "كلنا فداءً للمقاومة وقادتها، اليوم نوزع حلوى الانتصار، وبالرغم من تآمر العالم على غزة ومقاومتها إلا أنها تمكنت من الانتصار والصمود، وسنشهد خروج الأسرى أمام العالم أجمع من قلب غزة التي صمدت بوجه التحديات والمخططات الصهيونية الأميركية".
على خطى المقاومة
ويقول الشاب مصطفى صرصور، الناجي الوحيد من عائلته خلال الحرب، إنه سيسير على خطى شقيقه الشهيد الذي أوصاه بدعم المقاومة، مؤكداً أن كل ما فقده سكان غزة ثمناً لا يقارن أمام كسر أنف الاحتلال وإفشال مخططاته.
ويفيد صرصور، لـلميادين نت بأن "الفصائل الفلسطينية المسلحة وبصمودها الأسطوري أجبرت قادة الاحتلال الإسرائيلي على الرضوخ لشروطها، وأن أهل غزة سيبدأون بشكل فوري بإعادة إعمار القطاع وترميه".
"المقاومة ومعها الشعب الفلسطيني ستبدأ بالاستعداد للمواجهة المقبلة مع الاحتلال، والجولات المقبلة ستكون لنا أيضاً، فالحرب التي دفعنا لأجل الانتصار فيها أثماناً باهظة لن تكون الأخيرة، ولن نتراجع عن دفع أثمان أكبر لتحرير فلسطين"، وفق الشاب الفلسطيني.
وأكد أنه سيعود مع أصدقائه خلال الأيام المقبلة إلى غزة من أجل ترميم ما تبقى من منزل العائلة، وإعادة افتتاح مطعم شقيقه الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه على القطاع، قائلاً: "نحفظ وصية الشهداء والقادة ونسير على دربهم".
وفي أول ليلة منذ 470 يوماً ينام الفلسطينيون بدون أصوات طائرات الاحتلال المسيرة وطيرانه الغاشم وقذائف مدفعياته، ويؤكد خالد أبو وطفة أن "ذلك كله بفضل الله ثم بقوة وبأس المقاومة وصمودها"، مشدداً على أن المقاومة انتصرت على الاحتلال وأعوانه في المنطقة والعالم.
ويصف أبو وطفة في حديثه للميادين نت أن "انتصار غزة تاريخي، وأن العالم لن ينسى صمود أهلها ومقاومتها أمام الهجمة الوحشية والشرسة من الاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة، كما لن ينسى محور المقاومة الذي دعم غزة وقدم لأجلها القادة الشهداء".
ويضيف: "فرحة أهل غزة استثنائية وأسقطت المراهنات والمساومات على سقوطها، وكل ذلك بعزيمة السكان وبأس مقاومتهم الشديد"، مستكملاً: "انهزم العالم وبقيت غزة صامدة برغم الدمار والألم، والاحتلال لم يهزم إلا الحجارة".
وأدت حرب الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة إلى استشهاد أكثر من 47 ألفاً من الفلسطينيين وإصابة أكثر من مئة ألف آخرين، فيما دمرت مناطق سكنية بالكامل بسبب العدوان الوحشي؛ إلا أن المقاومة أثبتت صمودها وأجبرت الاحتلال على استعادة أسراه وفق اتفاق لتبادل الأسرى.
وبموجب الاتفاق غير المباشر بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، فإن الأخير سيكون مجبراً على الإفراج عن الآلاف من الأسرى والأسيرات خلال الأشهر المقبلة، في مقابل استعادة أسراه في غزة على دفعات.