كمين خان يونس النوعي.. عملية مركبة أذلّت الاحتلال وأكّدت احتفاظ المقاومة بقدراتها
"كمين الأبرار" النوعي والمركّب في منطقة الزنة في خان يونس جنوبي قطاع غزّة، تميّز بالدقة في التخطيط والتنفيذ والنتائج، ما هي رسائله؟
عرضت "كتائب القسّام" الجناح العسكري لحركة (حماس)، أمس الثلاثاء، مشاهد توثّق الكمين النوعي الذي نفّذته ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الزنة في خان يونس جنوبي قطاع غزّة.
وأطلقت "كتائب القسّام" اسم "كمين الأبرار" على العملية التي عَرضت تفاصيلها من لحظة التخطيط حتى التنفيذ عصر يوم السابع والعشرين من شهر رمضان من النقطة صفر شرق مدينة خان يونس.
وأظهرت المشاهد في بداياتها عدداً من مقاومي "كتائب القسّام" وهم يستعرضون خطّة الكمين وتفاصيل تنفيذه، وصوت دعاء بتحقيق أهدافه، وتضمنت المشاهد إعداد عبوات الكمين وزراعتها في المنطقة التي شهدت تنفيذ الاستهداف، ووثقت أيضاً تفجير آليات إسرائيلية، وإيقاع قتلى ومصابين من جنود الاحتلال.
#شاهد.. "كمين الأبرار" مشاهد من استهداف جنود الاحتلال الإسرائيلي وآلياته عصر يوم 27 من #شهر_رمضان من النقطة صفر في منطقة الزنة شرق مدينة #خان_يونس جنوب قطاع #غزة #الميادين pic.twitter.com/u2zYGd1bZW
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) April 9, 2024
كمين نوعي مركّب بعد 6 أشهر من الحرب
وجّهت المقاومة ضربةً لـ"جيش" الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك، إلى جبهته الداخلية ولا سيما بعد نشر مشاهد نوعية لكمين الزنة شرقي مدينة خان يونس.
خطط مقاومو "القسّام" للعملية بمنتهى الهدوء ونفّذوا الكمين المركّب بنوعية، وجاءت النوعية من خلال التخطيط والتنفيذ كون العملية نُفّذت "خلف خطوط العدو" في منطقة يعتقد الإسرائيلي أنه سيطر عليها، مع العلم أنّ "الجيش" الإسرائيلي دخل خان يونس منذ الأسبوع الأول من شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي.
العملية النوعية جاءت على مستوياتٍ عدّة. على المستوى المعلوماتي بدأت العملية من خلال جمع المعلومات الاستخباراتية ومعرفة أساليب قوات الاحتلال في منطقة الزنّة، من أين تمر؟ ومن أين تنسحب؟ بمعنى فرض مراقبة دقيقة على القوّة الإسرائيلية في تلك المنطقة، برغم كافة الصعوبات والمخاطر.
وعلى مستوى التخطيط، خطط المقاومون تحت إرشاد القيادة العسكرية لتنفيذ الكمين، مُستندين إلى صورةٍ جوّية للمنطقة الهدف، ومحدّدين مسار الدبابات والقوات الراجلة المفترض، وبعد اختيار الأسلحة المناسبة، لضرب القوات في مناطق محددة، كما جرى زرع العبوات الناسفة تحت صوت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التي حلقت من فوق المجاهدين دون رصدهم.
تنفيذ مُحكم
وكذلك، على مستوى التنفيذ، اختار مقاتلو "القسّام" الجغرافيا الصحيحة للكمين، في مسرب ضروري لا بد من سلوكه، مُستخدمين العبوات الناسفة محلية الصنع التي تستخدم عادةً من قِبَل القوات العسكرية غير النظامية وتُعَدُّ فعّالة للغاية ضد قوّة عسكرية تقليدية.
وظهرت احترافية التنفيذ من خلال التأمين العسكري الأمامي والخلفي لمكان العملية مع ضرب قوات الإسناد الإسرائيلية التي توجهت للمكان، فالمشاهد التي بثّتها "القسّام" تظهر إطلاق رصاص كثيف من المسافة صفر تجاه أفراد قوّة المشاة الإسرائيلية وإيقاعهم بين قتيلٍ وجريح، فيما لاذ باقي الجنود بالهرب تجاه أحد المنازل المفخخة الذي تمّ تفجيره فيما بعد، ومن ثم استُهدفت قوّات النجدة الإسرائيلية بحقلٍ من العبوات الناسفة وقذائف "الياسين"، وبعدها جرى استهداف من تبقى منهم بعبوات ضد الأفراد.
"كمين الأبرار".. فخ للـمـقـ/ـاومـة الفلسطينية مركب ومحكم، لن تنساه "إسرائيل" المهزومة#غزة #فلسطين #كمين_الزنة#خان_يونس #الميادين_GO pic.twitter.com/BrT2ByZRMA
— Almayadeen Go الميادين (@almayadeengo) April 9, 2024
توثيق دقيق بالصوت والصورة
وعلى المستوى الإعلامي، استطاع مقاومو "القسّام" أن يوزعوا كاميراتهم في كلّ زوايا العملية، وذلك لإرسال الرسائل السياسية والشعبية في مختلف الاتجاهات.
فالمشاهد تُظهر بشكلٍ واضح جوانب مُتعددة من العملية، وتؤكّد أنّ أصحاب الأرض لهم اليد العليا في المعركة لما يمتلكونه من تفاصيل عن المنطقة، وأيضاً، تظهر المشاهد كفاءة العمل الجماعي المتناغم عند مقاومي "القسّام"، وتؤكّد استمرار العمل المقاوم في قطاع غزّة في ظلّ الظروف المعقّدة بعد نحو 180 يوماً من العدوان على القطاع.
كما أنّ المشاهد التي بثّتها "القسّام" ترسل رسالة رعب للجنود الإسرائيليين في قطاع غزّة الذين سُمع صراخهم خلال الفيديو، وكذلك، توجّه رسالة إلى الداخل الإسرائيلي مفادها أنّكم لن تنعموا بالأمن والأمان لطالما بقي الاحتلال في فلسطين.
وأيضاً، أشارت المشاهد إلى أنّ مقاومي "القسّام" أتقنوا عملية صناعة الفيديو الخاص بالعملية بكل مراحله من التصوير حتى المونتاج والتصميم والنشر، وأنّهم يملكون متسعاً من الوقت والإمكانات للقيام بتصميم المقاطع والصور بشكل احترافي، وأيضاً إمكانية مراقبة العدو الدقيقة بين الشقق في البنايات.
أثبت "كمين الأبرار" فشل الأهداف التي حاول الاحتلال تنفيذها منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وأهمها المسّ بالقدرات الصاروخية للمقاومة، فالصواريخ لا تزال تطلق من القطاع نحو مستوطنات الغلاف والداخل المحتل، كما أنّ قدرة الاشتباك لدى المقاومين لم تمسّ بل وإنّ المقاومة أثبتت أنّها قادرة على تنفيذ كمائن نوعية ضد الاحتلال رغم كل ما أصاب غزّة وقطاعها.