"وول ستريت جورنال": التحضير للقاء مباشر بين وزيري الدفاع الأميركي والصيني في سنغافورة
تحدث أوستن والجنرال وي لأول مرة هاتفياً في نيسان / أبريل وناقشا العلاقات الدفاعية وقضايا الأمن الإقليمي والحرب في أوكرانيا.
نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مصادر مطلعة قولها إن الصين والولايات المتحدة تعملان على التحضير لما سيكون أول اجتماع مباشر بين كبار مسؤولي الدفاع الحاليين في البلدين على هامش مؤتمر في سنغافورة في حزيران / يونيو المقبل وسط التوترات المتصاعدة بشأن تايوان.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنه سيسافر إلى حوار شانغريلا، وهو مؤتمر دفاعي سنوي سيعقد هذا العام في الفترة من 10 إلى 12 حزيران / يونيو. ولم يتم الإعلان عن حضور وزير الدفاع الصيني وي فنغ خه، لكنه ينوي المشاركة شخصياً، بحسب المصادر نفسها.
وعادة ما يجتمع وزراء الدفاع والمسؤولون الآخرون على انفراد قبل وأثناء المؤتمر. وسيكون للاجتماع بين أوستن والجنرال وي أهمية إضافية بسبب التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان.
وأشارت الصحيفة إلى أن رد فعل بكين كان غاضباً بعد أن قال الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته الأخيرة لطوكيو إن الولايات المتحدة ستتدخل عسكرياً رداً على أي غزو صيني لتايوان، وهي جزيرة تتمتع بالحكم الذاتي وتقول الصين إنها جزء من الصين وينبغي أن تعود إليها.
وأجرى الجنرال وي، الذي كان قائد القوة الصاروخية الاستراتيجية الصينية وعُين وزيراً للدفاع في عام 2018، محادثات مع وزير الدفاع الأميركي بالوكالة آنذاك باتريك شاناهان خلال حوار شانغريلا في عام 2019. الحدث، الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز أبحاث مقره لندن، لم ينعقد في عامي 2020 و2021 بسبب وباء كورونا.
وحذرت المصادر المطلعة من أن الاجتماع بين الجنرال وي وأوستن لم يتم تحديده وأن الخطط لا يزال من الممكن تغييرها. ولم ترد وزارة الدفاع الصينية على الفور على طلب الصحيفة للتعليق، وقال مسؤول صحافي في البنتاغون إنه لا توجد معلومات متاحة على الفور حول الاجتماع.
وتحدث أوستن والجنرال وي لأول مرة عبر الهاتف في نيسان / أبريل الماضي. وناقش الاثنان العلاقات الدفاعية وقضايا الأمن الإقليمي والتدخل الروسي في أوكرانيا، وفقاً لبيان البنتاغون.
أما في الملخص المختلف قليلاً لوزارة الدفاع الصينية عن تلك المحادثة الهاتفية، قال الجنرال وي إنه سيكون له "تأثير مدمر" على العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، إذا لم يتم التعامل مع قضية تايوان بشكل جيد، وإن الجيش الصيني سيدافع عن السيادة الوطنية والأمن وسلامة الأراضي الصينية.
وقالت الصحيفة الأميركية إنه لا توجد مؤشرات واضحة على أن الصين تعتزم محاولة الاستيلاء على تايوان بالقوة، لكنها لم تستبعد استخدام جيشها لمحاولة إخضاع الجزيرة لسيطرتها.
وحافظت الإدارات الأميركية منذ فترة طويلة على سياسة الغموض بشأن إذا كان الجيش الأميركي سيتدخل إذا غزت الصين تايوان، وهو نهج يهدف إلى ردع الصراع. بعد تعليقاته في طوكيو، قال بايدن إن سياسة الولايات المتحدة تجاه تايوان لم تتغير.
وجاء آخر لقاء وجهاً لوجه بين وزير الدفاع الصيني ونظيره الأميركي في بانكوك في تشرين الثاني / نوفمبر 2019، عندما التقى بوزير الدفاع الأميركي آنذاك مارك إسبر.
وأبلغ أوستن لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ الأميركي في وقت سابق من هذا الشهر أنه يتوقع أن يجتمع مع الجنرال وي في سنغافورة، وأعرب عن أمله في أن لقاء وجهاً لوجه من شأنه أن "يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة".
وقال أوستن: "كلانا يدرك أهمية الحوار والحفاظ على القنوات المفتوحة. إنني أتطلع إلى إشراكه مرة أخرى (في الحوار) في المستقبل - في المستقبل غير البعيد".
واستُخدمت القمة الأمنية الآسيوية كمحفل للمسؤولين العسكريين الصينيين والأميركيين لخفض درجة حرارة مجموعة الأعمال العدائية بين واشنطن وبكين. وفي عام 2018، التقى الجنرال وي بنظيره الأميركي جيم ماتيس ودعاه لزيارة بكين. وسافر ماتيس إلى بكين بعد بضعة أسابيع لعقد اجتماعات مع الجنرال وي والرئيس الصيني شي جين بينغ. وقالت وزارة الدفاع الصينية إن الزيارة "أسفرت عن نتائج إيجابية وبناءة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الاستعدادات تجري كذلك لرئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا لإلقاء الخطاب الرئيسي في بداية مؤتمر هذا العام، بحسب أشخاص مطلعين على التخطيط. سيكون ظهور كيشيدا كمتحدث رئيسي أول ظهور لرئيس وزراء ياباني منذ أن ألقى شينزو آبي خطاباً لافتتاح مؤتمر 2014.
وقال كيشيدا إن اليابان تخطط لزيادة الإنفاق الدفاعي بشكل كبير بسبب التهديدات المتزايدة في المنطقة، وإن طوكيو يجب أن تفكر في تطوير قدرتها على ضرب قواعد العدو العسكرية التي تهدد اليابان.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية إنه لم يتقرر بعد ما إذا كان كيشيدا سيتحدث في مؤتمر سنغافورة.
وتشعر اليابان بالقلق من احتمال نشوب صراع على تايوان بسبب القرب الشديد من سلسلة جزرها الجنوبية، بما في ذلك جزيرة أوكيناوا، التي تستضيف قواعد عسكرية أميركية رئيسية.
نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم