"غلوبال تايمز": شائعة منشأة تنصت صينية في كوبا مسرحية أميركية ونفاق سخيف
صحيفة صينية تنفي المزاعم التي أوردتها الصحافة الأميركية حول إقامة بكين منشأة تنصت في كوبا، وتشير إلى أنّ هذا الأسلوب الأميركي قديم الطراز ورديء ونفاق سخيف ظهر في مرات عديدة مشابهة ومنها حادثة المنطاد الصيني.
تناولت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، الشائعات التي اختلقتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، بأنّ الصين تنفق مليارات الدولارات لبناء منشأة تنصت إلكتروني في كوبا.
وقال الصحيفة "تختمر في الولايات المتحدة بمستوى كافٍ كي تقوم إدارة البيت الأبيض، بتفسير الشائعة وتعميقها، لا دحضها، وبأنّ للأمر علاقة بزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بكين".
ونفت كوبا ما أوردته "وول ستريت جورنال" بشأن "إبرام بكين وهافانا اتفاقاً سرياً لإقامة منشأة تنصّت إلكتروني صينية في الجزيرة الواقعة في الكاريبي يمكنها مراقبة الاتصالات على امتداد جنوب شرقي الولايات المتحدة الأميركية".
ورأت الصحيفة الصينية أنه "من الواضح أنّ بعض مراكز القوى الأميركية، تسعى لإفساد الزيارة المحتملة لبلينكن"، مشيرةً إلى أنه "على منوالها لم تنس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إضافة بعض العناصر الإخبارية للشائعة، فهذا يجعل الجمهور يشعر أنّ الدور الذي تلعبه حكومتهم في هذا الموضوع ليس بسيطاً".
وأشارت "غلوبال تايمز" إلى أنّ "كاتب سيناريو الشائعة الجديدة أضاف عناصر مثيرةً أكثر من سيناريو الضجيج حول حادثة المنطاد الصيني. مع ذلك، لا يزال الأسلوب قديم الطراز ورديئاً. وكلما تظاهر الممثلون بأنهم أكثر جدية على خشبة الاستعراض السياسي، كلما ظهروا أكثر سخافةً، تنفي بدورها قدرة سامعيها على تحليلها، بشكل علمي أو مهني".
اقرأ أيضاً: المنطاد كفزّاعة في سياق الصراع العالمي
ولفتت الصحيفة إلى أنّ "الجمهور الصيني، يرى أنّ المسؤوليين الأميركيين يجيدون حقاً التمثيل، خصوصاً في حالة إطلاق الشائعات ضد الصين. ويريدون رؤيتها تثبت براءتها وفي حالة من الذعر والدفاع عن النفس"، معتبرةً أنه "إذا لم ينضم الصينيون إلى ما يرسم لهم، سيصبح الزعم الأميركي أمام المجتمع الدولي، مجرد عملية نفاق".
وتابعت: "لكي نكون صادقين، فمن الضروري بالنسبة للصينيين، الذين تعتبرهم الولايات المتحدة جمهوراً مستهدفاً رئيسياً، أن يحافظوا على مثل هذا الشعور بالرصانة والحكمة الببعيدة عن ردود أفعال مشابهة".
وقبل أيام، ذكرت "وول ستريت جورنال" أنّ بلينكن سيزور الصين في 18 حزيران/يونيو الجاري، لكن الصين لم تؤكد أو تنفي ذلك.
ووفق "غلوبال تايمز" يمكن القول أنّ "الولايات المتحدة، أطلقت هذه المرة شائعات تتعلق بالصين، لأسباب خاصة وموجهة إلى الداخل الأميركي، أكثر مما هي موجهة للجمهور الصيني"، مشيرةً إلى أنّ "المسؤولين الأميركيين، يجيدون الهروب من المأزق الداخلي بالمبالغة بتصوير المخاطر الخارجية".
وتابعت الصحيفة، "من ناحية ثانية، يتحدث الأميركيون عن تحسين العلاقات مع الصين، ثم يدفعون إلى تصعيد التوترات. وهذا ما كان سائداً على طوال العامين الماضيين، حيث العثرات التي تضعها واشنطن لا تولّد إلا الغموض في مستقبل العلاقة مع بكين".
اقرأ أيضاً: بكين وواشنطن: أجرينا محادثات صريحة وبنّاءة لتحسين العلاقات
ورأت أنّه مع العديد من مثل هذه الادعاءات من هذا القبيل، يمكن فهمها على أنها "ليست فواصل أو حوادث عارضة، بل هي هجمات منظمة ودقيقة من قبل قوى سياسية محددة في الولايات المتحدة، مسكونةً بالهاجس الصيني"، و"في الوقت عينه تشكو من برودة الصين تجاهها".
بالنسبة للصين، يتأكد لها أنّ سياستها صحيحة تجاه الولايات المتحدة، وفق "غلوبال تايمز"، وسوف تواصل التصرف بهذه العقلية والموقف، حتى تظهر السياسات الأميركية مصداقيةً كافيةـ وتبتعد عن الخبث السياسي لبعض الأميركيين المتطرفين والمناهضين لكل ما هو صيني، بحسب "غلوبال تايمز".
وأشارت الصحيفة الصينية نفسها إلى أنّ "الشعب الصيني، يمتلك خبرة في التعامل مع الشائعات الأميركية" عن بلادهم، اكتسبها من العروض المتوالية الواحد تلو الآخر، و"لديه مناعة قوية ومقاومة لانتهاكات الولايات المتحدة للوعود أو التخبط أو النفاق"، معتبرةً أنّ "هذا الأمر يسمح له هذا بالتخلي تماماً عن الأوهام الأميركية، وتركيز الجهود على القيام بأعمال مفيدة".
وتطرقت الصحيفة إلى عضو الكونغرس الأميركي ماركو روبيو، الذي قالت إنه "يتصدر لائحة الأسماء المناهضة للصين في هذه الأيام، ويساهم بتشنيع صورة الصين الآن تحديداً، وقبل زيارة بلينكن للصين، لخلق مشكلة تمنع من تخفيف التوترات بين البلدين، في المحيطين الهادئ والهندي ومواقع أخرى، تمنع بكين من أن تأخذ زمام المبادرة".
واعتبرت "غلوبال تايمز" أنّ "هذا تكتيك معروف للولايات المتحدة، في أن تضع منافسها بزاوية الاتهام". وختمت قائلةً: "لنرى أي نوع من الحيل ستأتي بها واشنطن في الأيام القليلة المقبلة". وخلال ذلك "ستبقى الصين صامدةً بوجه المناورات، وشعبها، والعالم بأسره يراقب كيف سينتهي العرض الذي يلعبه الأميركيون".