"غلوبال تايمز": زيارة بايدن لكييف قد تشعل هجوماً شرساً من روسيا
وصفت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، زيارة الرئيس الأميركي السريعة لكييف بأنّها "رمزيّة"، وهدفها تعزيز دعم أوكرانيا الآخذ في التراجع، وأنّها زيارة "أنانيّة" في تجاهلها لرد الفعل الروسي، الذي من الممكن أن يكون هجوماً قوياً مضاداً.
تناولت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية الناطقة باللغة الإنكليزية، خبر الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى العاصمة الأوكرانية كييف اليوم.
ووصفت الصحيفة، في مقال أعدّه فريق المراسلين الصحفيين فيها، الزيارة السريعة لبايدن بأنّها "رمزية" لتعزيز دعم أوكرانيا، وأنّها زيارة "أنانيّة"، من الممكن أن تؤدي إلى هجوم روسي مضاد وقوي.
فيما يلي نص المقال كاملاً منقولاً إلى العربية:
قام الرئيس الأميركي جو بايدن بزيارة مفاجئة، اليوم الإثنين، إلى العاصمة الأوكرانية كييف، وهي المرة الأولى منذ بدء الصراع الروسي الأوكراني قبل نحو عام. ومع ذلك، وصف مراقبون الرحلة بأنها "غير عقلانية وأنانية"، بينما تجاهلوا أن الزيارة قد تؤدي إلى هجومٍ مضادٍ أكثر عنفاً من جانب روسيا.
ووصف مراقبون الرحلة بأنّها "غير عقلانية وأنانية" لأنّها كشفت نية الولايات المتحدة في الاستفادة من الصراع، في حين أن تجاهل الزيارة قد يؤدي إلى هجوم روسي مضاد أكثر عنفاً.
وصل بايدن إلى كييف في الساعة 8 صباحاً بالتوقيت المحلي، وفقاً لما نقلته شبكة "CNN" عن صحفيين كانوا يسافرون معه داخل أوكرانيا، وكان في استقباله السفيرة الأميركية لدى أوكرانيا، بريدجيت برينك،كما وصل موكبه إلى قصر "ماريانسكي" بعد الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت المحلي. وكان في استقباله عند المدخل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وزوجته أولينا زيلينسكا، وذكرت "بي بي سي" أنّه غادر كييف في وقت مبكر بعد الظهر.
في الوقت الذي تستعد فيه روسيا لـ"هجوم الربيع"، يحتاج بايدن إلى رفع الروح المعنوية لأوكرانيا وزيلينسكي، ومطالبة الحلفاء الغربيين بمنح أوكرانيا المزيد من المساعدة العسكرية، حسبما قال وانغ شياو تشيوان، الخبير من معهد الدراسات الروسية وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية.
ومع ذلك، أشار إلى أنّ زيارة بايدن لن يكون لها تأثير ضئيل على ساحة المعركة فحسب، بل ستؤدي أيضاً إلى هجوم مضاد أكثر شراسة من جانب روسيا.
في زيارة غير معلنة لأوكرانيا عشية الذكرى السنوية الأولى للصراع، يهدف بايدن إلى الضغط على أوكرانيا لإحراز تقدم في ساحة المعركة، وذلك لإقناع الأميركيين في الوطن بمواصلة دعم كييف، كما أوضح لي هايدونغ ، الأستاذ في معهد العلاقات الدولية في جامعة الشؤون الخارجية الصينية ، لصحيفة غلوبال تايمز.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن 48% من الأميركيين يؤيدون إرسال أسلحة إلى أوكرانيا، وهو انخفاض كبير عن 60% من الدعم في أيّار/مايو 2022، حسبما صحيفة "ذا هيل" الأميركية، يوم أمس الأحد.
وأظهَرَ الصراع المستمر منذ عام أيضاً الدول الأوروبية مرهقةً من مواصلة الوقوف ضد روسيا، واقترح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال عطلة نهاية الأسبوع أنّه يجب "هزيمة روسيا وليس سحقها"، وأنّ النزاع في أوكرانيا يجب أن يُحسم عن طريق المفاوضات.
وصف دياو دامينغ، الأستاذ المساعد في جامعة رينمين الصينية في بكين، زيارة بايدن بأنها زيارة رمزية إلى حد كبير، حيث تجنّب الرئيس الأميركي سابقاً زيارة أوكرانيا، جزئياً لمنع واشنطن من التورط بعمق في الصراع. والآن، مع تراجع الدعم المحلي والدولي، قال دياو إنّ بايدن اختار توقيت الذكرى السنوية الأولى لبداية الأزمة لزيارته، لمواصلة زيادة تأجيج الصراع، على أمل إضعاف روسيا.
وقال الخبراء إنّ الإشارات الخطيرة التي ترسلها هذه الرحلة ستؤدي إلى تصعيد الصراع، قال لي: "على ما يبدو فإنّ بايدن يدفع أوكرانيا للعمل كبيدق لهزيمة روسيا، لكن الهدف خطير وغير عقلاني"، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة تضيف الوقود إلى نيران الوضع المتوتر بالفعل، وقد يتصاعد الصراع أكثر خارج السيطرة.
وأعلن بايدن عن نصف مليار دولار أمريكي كمساعدة لأوكرانيا، في تصريحات مشتركة إلى جانب زيلينسكي، قائلاً : "إنّ الحزمة ستشمل المزيد من المعدات العسكرية، بما في ذلك ذخيرة المدفعية والمزيد من صواريخ جافلين ومدافع الهاوتزر.
وأضاف زيلينسكي أنّه تحدث مع بايدن عن "أسلحة بعيدة المدى، والأسلحة التي قد يتم توفيرها لأوكرانيا، حتى لو لم يتم توريدها من قبل".
وقال دياو: "إنّ المساعدة لن تغير قواعد اللعبة، وما زال هناك طريق طويل من الإعلان عن الأموال التي يتم تسليمها إلى أوكرانيا، والتي يتعين تمريرها تشريعياً، وقد تواجه تعطيلات من الكونغرس الأميركي، وتبقى كمية الأموال التي سيتم تسليمها بالفعل موضع تساؤل".
وقال الخبير العسكري الصيني والمعلق التلفزيوني سونغ تشونغ بينغ، إنّ رسالة بايدن إلى زيلينسكي هي أنّ أوكرانيا تتمتع بالدعم الكامل من الولايات المتحدة، ولكن ما يمكننا رؤيته الآن هو أن العديد من الأسلحة التي وعدت بها الدول الغربية لأوكرانيا لم تصل، وبالتالي فإن عملية عسكرية مفاجئة من أوكرانيا ستأتي على حساب المزيد من الجنود الأوكران.
وذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، الأسبوع الماضي، أنّ أوكرانيا لا تزال تنتظر تسليم الدبابات الحديثة الموعودة من الدول الغربية، والطائرات المقاتلة، على الرغم من المناقشات الكثيرة حولها، لكنّها غارقة في تردد الحكومة.
وعلاوة على ذلك، نعلم أنّه عندما تدخل الولايات المتحدة دورة انتخابية جديدة، يميل الرؤساء إلى تنظيم عروض للرد على طلبات الناخبين واهتمام الجماهير المحلية، لذلك يمكن أيضاً اعتبار رحلة بايدن إلى كييف بمثابة عرض كهذا، وفقاً لما قاله دياو.