طائرات الـ "أف 16" لن تغير مسار حرب أوكرانيا

الإعلام الغربي يشير إلى صعوبة في تغير وضع كييف في الحرب، بعد امدادها طائرات "أف 16"، كما يتحدث عن قلق أميركي من الرد الروسي على هذه الخطوة.

  • مقاتلات
    مقاتلات "إف 16" الأميركية

تحدث موقع "Responsible Statecraft" عن امداد الغرب للمقاتلة الأميركية الصنع من طراز "أف 16" إلى أوكرانيا، ويشير إلى أنّ هذه الخطوة قد تكون غير مجدية في الحرب الأوكرانية، خاصةً بعد تهديدات الرد الروسية على هذه الخطوة.

فيما يلي النص المنقول إلى العربية:

إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، تُمهد الطريق للحلفاء والشركاء الغربيين، لنقل مخزوناتهم من الطائرات المقاتلة الأميركية الصنع من طراز إف_16 إلى أوكرانيا، على أن تقوم الولايات المتحدة في تدريب الأوكرانيين على قيادتها.

رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الفور بـ"القرار التاريخي"، الذي سيعزز من قدرات الجيش الأوكراني بشكل كبير في الأجواء. غير أنّ التقييم الرصين لقدرات هذا السلاح  يفرض التخفيف من التوقعات التي تحدث صدمة وتقلب المعادلات.   

توسل زيلينسكي منذ فترة طويلة، للحصول على طائرات مقاتلة غربية، لكن الولايات المتحدة كانت ترفض على الدوام تلبية طلبه. ومن غير الواضح لماذا اختار بايدن هذا التوقيت، بعد 15 شهراً من الحرب لتغيير رأيه، مع أنّه قال منذ أشهر قليلة، أنّ أوكرانيا لا تحتاج إف_16 في مجهودها الحربي.

لطالما ادعت الولايات المتحدة أنّها لن ترسل المقاتلات المذكورة لأنّها قد تستفز روسيا كثيراً، وتدعوها إلى اتخاذ خطوات تصعيدية أكثر من مجرد احتجاجات كالتي اطلقتها موسكو، حين زود الغرب أوكرانيا بـ"مدافع الهاوتزر" والدبابات الحديثة وأنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" وسواها.

وكما هو متوقع، حذرت روسيا الولايات المتحدة، من مغبة "المخاطر الهائلة" إذا أرسلت طائرات إف 16، لكنها لم تحدد طبيعة هذه المخاطر. مع ذلك من غير المتوقع، أنّ تصعد موسكو الحرب لمجرد وجود هذه الطائرة في أيدي الأوكرانيين.

لكن تحول إدارة بايدن في هذه القضية يثير العديد من الأسئلة، أهمها مدى فعالية الطائرة في مساعدة أوكرانيا على كسب حربها. كما يتضح، الجواب ليس مشجعاً أبداً. كذلك، سوف يستغرق تدريب الطيارين الأوكرانيين وأطقم الصيانة وقتاً طويلاً، حتى يتمكنوا من قيادة الطائرات إلى القتال وإبقائها صالحة للطيران. وهذا الأمر سيستغرق ما بين 18 و24 شهراً، بحسب ما قالته وزارة الدفاع الأميركية. 

مع ذلك، أشار تقييم مُسرب للقوات الجوية الأميركية، إلى أنّ وقت التدريب قد لا يصل إلى 4 أشهر فقط. حتى لو كان ذلك صحيحاً، وفي جميع الاحتمالات من شأنه أن يجعل من الطيارين بلا كفاءة فعلية لعمليات القتال "جو _جو" مع المقاتلات الروسية. ومن المرجح أن تستغرق عملية التسليم حتى العام المقبل.

لا شك، أنّ طائرة إف 16، واحدة من أفضل الطائرات المقاتلة من الجيل الرابع في العالم، لكنها ليست طائرة "الشبح" الفائقة التطور. وكانت القوات المسلحة الأميركية تسلمت إف 16، لأول مرة في العام 1979، يوازيها مقاتلة "ميغ 29 _السوفياتية"، مع قدرة نظام الدفاع الجوي الروسي أس 400، على التعامل مع إف 16 بفعالية.

قدمت الولايات المتحدة نصيب الأسد الساحق من الدعم لأوكرانيا، في الأموال والسلاح، أكثر بكثير من حلفائها في أوروبا، الذين يقدمون اليوم نحو 50 طائرة من إف 16، كي تتغير حظوظ أوكرانيا في هذه الحرب، من دون أنّ يكترثوا لسؤال منطقي عن الكيفية التي ستغير فيها هذه الطائرة مسار المعارك بشكل جذري؟ 

يجب على واشنطن أن تبدأ في التركيز على وسائل واقعية لا خيالية لحماية المصالح الأميركية، والكف عن تسعير الحرب بتزويد أوكرانيا بالأسلحة، وتقديم مُقاربات استراتيجية متماسكة أكثر بدل التوجهات اللاعقلانية. وهذا يفرض تجنب أي تصعيد للحرب خارج حدود أوكرانيا، والسعي الفعلي لإنهاء الحرب بالتفاوض الذي عبره قد تتحقق الضمانات الأمنية للولايات المتحدة ولأوروبا ولأوكرانيا.

نقلها إلى العربية: حسين قطايا

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.