"صوت أميركا": خبراء يحذرون واشنطن من أبعاد كسر حزب الله للحصار النفطي
إن وصول الوقود الإيراني قد يمثل مرحلة جديدة في الأزمة المالية اللبنانية وسيكون حزب الله قد انتزع لبنان بعيداً عن روابطه الغربية والعربية ونقله إلى سوريا وإيران وربما حتى الصين.
قال موقع "صوت أميركا" في تقرير له إنه في الوقت الذي يعاني فيه لبنان من نقص حاد في الوقود والكهرباء، رتب حزب الله وصول ناقلات نفط تحمل وقود الديزل الإيراني من سوريا أمس الخميس، على الرغم من التهديد بفرض عقوبات أميركية.
ذكرت تقارير إخبارية لبنانية أن حزب الله بدأ في إدخال الوقود الإيراني إلى لبنان، مع دخول حوالي 20 ناقلة إلى سهل البقاع الشمالي في وقت مبكر من يوم الخميس بعد شحنه إلى سوريا المجاورة. وقالت صحيفة النهار البيروتية إن "بعض سكان بلدة الشواقر أطلقوا أعيرة نارية في الهواء احتفالاً بدخول المازوت الإيراني".
يقول مراقبون إن الوقود الإيراني يمكن أن يساعد في تخفيف نقص الطاقة في لبنان، لكن المنتقدين يجادلون بأن قبول ذلك سيعرض البلاد لخطر العقوبات الأميركية.
وقال البروفيسور حبيب مالك من الجامعة اللبنانية الأمريكية لإذاعة "صوت أميركا" إن حزب الله يختار تجاهل التهديد بالعقوبات لأن قادته يرون أنه وضع مربح للجانبين. وأضاف: الناس العاديون يموتون بالمعنى الحرفي للكلمة لأنهم يفتقرون إلى جميع الضروريات الأساسية: الكهرباء والبنزين والماء وحتى الإنترنت. بالنسبة لهؤلاء الأشخاص، فإن أي تحسن طفيف سوف يُنظر إليه على أنه رائع، وبالتالي يمكن لحزب الله أن يستفيد من ذلك. حتى لو تم فرض عقوبات على لبنان، فسيكون حزب الله اللبناني قد انتزع لبنان بعيداً عن روابطه الغربية والعربية .. ونقله إلى سوريا وإيران وربما حتى الصين. لقد كانوا عازمين على اختطاف لبنان من صلاته التقليدية بالغرب والعالم العربي إلى شيء جديد تماماً".
ويقول مراقبون إن وصول الوقود يمكن أن يمثل مرحلة جديدة في الأزمة المالية اللبنانية المستمرة منذ عامين، وهي واحدة من أسوأ الانهيارات الاقتصادية في تاريخ البلاد. فمع عدم قدرة البنك المركزي على صرف دولارات لسداد قيمة واردات الوقود، يعاني الكثير من اللبنانيين من انقطاع مزمن في الكهرباء لما يصل إلى 22 ساعة في اليوم.
أما روبرت رابيل، أستاذ العلوم السياسية في جامعة فلوريدا أتلانتيك، فقد كتب كتب في مجلة "ذا ناشونال إنترست" الأميركية، يحض واشنطن على "إدراك الحاجة الملحة لمساعدة اللبنانيين الآن والعمل مع منظمات المجتمع المدني للمساعدة في تغيير الظروف الاجتماعية والسياسية التي سمحت لحزب الله والجهات الفاعلة الأخرى غير الحكومية لتزدهر في المقام الأول".
وحذر حبيب مالك من أن الغرب بحاجة ماسة للمساعدة في مجال الطاقة في الوقت الحالي. وقال إن الخطة الأميركية لتزويد لبنان بالكهرباء بطيئة للغاية. وأضاف: "هذا شيء له معنى كبير على مدى شهور وربما حتى سنوات. لكنه لا يعالج بأي شكل من الأشكال احتياجات الناس الفورية. يبدو أن الولايات المتحدة تعمل على نطاق زمني غير واقعي فيما يتعلق بالوضع المزري في لبنان".
وقالت خبيرة الطاقة ديانا قيسي، لصحيفة "عرب نيوز"، إن حزب الله ليس لديه تصريح من وزارة الطاقة وإنه يقول إن المازوت سيباع بسعر أقل من سعر السوق. وهذا يعني أنه سيكون هناك منافس في سوق الوقود وبالتالي سيظهر كارتل جديد يمتلك أسلحة غير مشروعة ويبيع الوقود بناء على أسس غير صحيحة".
نقله إلى العربية: الميادين نت