"معاريف": الخلاصات من عملية "حارس الأسوار"
عملية "حارس الأسوار" هي استعراض مثير للانطباع لقدرات سلاح الجو والاستخبارات، لكنها كشفت مرة أخرى الفجوة الإسرائيلية في فهم الجيران، وفق صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
محلل الشؤون العسكرية في "القناة 13" يتحدث عن الخلاصات من عملية "حارس الأسوار" على غزة، بحسب ما أسماها الاحتلال الإسرائيلي.
أدناه الترجمة الكاملة للمقال:
نجاح العملية في قطاع غزة سيزيد فقط من الإدمان على سلاح الجو والاستخبارات. لكن عندما يُنهي الجيش الإسرائيلي حكاية قصص بطولة لنفسه، يجدر به التفكير في كيفية ترجمة عِبَر القتال الديلوكس هذا إلى مواجهة أصعب بكثير في الشمال.
القرار الإسرائيلي باشتراط إعادة إعمار القطاع بإعادة الأسرى والمفقودين، هو وصفة أكيدة لاستئناف القتال في الأسابيع القريبة.
عملية "حارس الأسوار" هي استعراض مثير للانطباع لقدرات سلاح الجو والاستخبارات، لكنها كشفت مرة أخرى الفجوة الإسرائيلية في فهم الجيران. الجوار نظر إلى ما جرى في هذه الغضون داخل إسرائيل، ورأى فيه انهيار مِنعة المجتمع الإسرائيلي، المتنازع والمنقسم.
يحيى السنوار، الذي أدار الحرب كصانع القرارات الحصري في حماس، خرج من البونكر وتجاهل بصورة تظاهرية الرسائل التي صيغت في أمان. ربما أخطأ السنوار في تقدير شدة الرد الإسرائيلي على قصف القدس، لكنه، بخلاف توقّعات الاستخبارات، لم يبدُ كمن خرب عالمه على رأسه، بل كمن ربحه بصلية واحدة.
لكن ما وراء كل الأحداث – في غزة، في القدس وداخل إسرائيل – هناك أربعة عوامل ستصوغ مستقبلنا القريب: إدارة أميركية جديدة نظرتها مختلفة للقضية الفلسطينية والعلاقة مع إسرائيل؛ إيران التي ستحظى من جديد عمّا قليل بالاتفاق النووي وتعود لتكون قوة اقتصادية أيضًا؛ وعمالقة التكنولوجية الذين يشكّلون رأي عام أكثر من أي إعلامٍ تقليدي؛ ومجتمع إسرائيلي مشرذم يفتقد حتى الاستعداد للتضحية من أجل وجوده هنا.
إسرائيل مستعدة لإرسال سلاح جوّها ليضرب في غزة، وكذلك دفع ثمنٍ على ذلك باستهداف الجبهة الداخلية، لكنها تُذعر من التفكير بإرسال جيشها إلى مكانٍ سيحصد منه ضحايا. النجاحات التي تحققت من الجو في هذه المعركة من المتوقع أن تزيد فقط من نزعة الجيش الإسرائيلي في العقود الأخيرة إلى الإدمان على سلاح الجو والاستخبارات – على حساب البر.
نصر الله يشاهدنا من البونكر ويأمل أن يعيش ليرى رؤية "بيت العنكبوت" تتحقق. عندما يُنهي الجيش الإسرائيلي حكاية قصص بطولة لنفسه، سيكون عليه التفكير بصدق في كيفية ترجمة دروس الحرب الديلوكس هذه إلى معركة أصعب بكثير في الشمال. العوامل الأربعة المشكّلة تبث إشارات لنا بأن الهدوء الأمني، الذي تمتعنا به في السنوات الأخيرة، قد ينتهي قريبًا، في كل القطاعات.