"والا": محادثات واشنطن مخيبة.. "إسرائيل" خسرت معركة "النووي الإيراني"

الأميركيون يبدون مصممين على التوصل إلى صيغة اتفاق جديدة مع إيران قبل حزيران/يونيو المقبل، فيما المساعي الإسرائيلية للضغط أكثر على طهران لا تلقى إجابة من إدارة البيت الأبيض.

  • موقع
    المحادثات التي أجراها أعضاء الوفد الإسرائيلي في واشنطن كانت مخيبة

كتب محلل الشؤون العسكرية في موقع أمير بوحبوط في موقع "والا" مقالاً حول نتائج المفاوضات بين الوفد الإسرائيلي والمسؤولين الأميركيين في واشنطن بشأن الملف النووي الإيراني، واستعدادات "إسرائيل" للمرحلة المقبلة في ظل الإخفاق الذي منيت به بعجزها عن التأثير على الولايات المتحدة بشكل فعّال بهذا الخصوص. وهذا هو المقال منقولاً إلى العربية: 

لقوا في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية خيبةً من نتائج المحادثات التي أجراها أعضاء الوفد الإسرائيلي الذي سافر إلى واشنطن، بهدف التأثير على تفاصيل الاتفاق النووي المتشكّل بين الدول الكبرى وإيران.

مسؤولو الوفد، وبينهم رئيس شعبة الاستراتيجية وإيران في هيئة الأركان العامة طال كِلمان نقلوا، فجر يوم الجمعة، انطباعاتهم من المحادثات، والتقدير في المؤسسة الأمنية هو أن إدارة بايدن مصممة على العودة إلى الاتفاق النووي لسنة 2015، ودفع اتفاق أطول في مرحلة لاحقة.

موقع "والا" علم أن الأميركيين مصممون على إنهاء تفاصيل العودة إلى الاتفاق القديم والإعلان عن ذلك بأسرع ما يمكن، قبل شهر حزيران/يونيو، من أجل تمكين طهران من أن تُقدّم للشعب الإيراني إنجازات عشية معركة الانتخابات المرتقبة هناك.

جهات رفيعة المستوى في المؤسسة الأمنية حاولت التأثير على مسؤولي الإدارة الأميركية، والتوضيح أنه تحديداً بسبب حقيقة أن الإيرانيين يصرّون لأغراضٍ داخلية على إنهاء العملية لغاية شهر حزيران/يونيو، من الصحيح الضغط عليهم وظهرهم إلى الحائط. ولكن يبدو أن الأميركيين يهدفون إلى إنهاء العملية إلى حينها، أيضاً لأن بايدن معني بإزالة القضية عن جدول الأعمال من أجل نقل التركيز إلى مشاكل أكثر حرجاً بالنسبة له، مثل كورونا والاقتصاد والصين وروسيا وغيرها.

مصادر أمنية تقول: "الأميركيون يُصغون لكن لا يتبرعون بتفاصيل، ويتصرفون بصرامة في كل ما يرتبط بتفاصيل الاتفاق". مع هذا، تبين لهم أن إيران لا توافق على العودة إلى الاتفاق النووي إذا لم يُدخل الأميركيون تغييراتٍ عليه، وبالإضافة إلى ذلك إزالة العقوبات الإضافية التي فرضها عليهم الرئيس السابق دونالد ترامب، وتشمل قيوداً على مسؤولين في حرس الثورة، وأن البيت الأبيض ينوي الاستجابة لهذه المطالب.

ويقدّرون في المؤسسة الأمنية أن كون الإيرانيين فهموا أن إدارة بايدن توّاقة لإنهاء العملية بسرعة، هناك احتمال ضعيف جداً أن يوقّعوا على عودة إلى الاتفاق القديم دون تغييرات.

في الخلفية، يشددون في الجيش الإسرائيلي على أن الأنشطة الواسعة لشعبة الاستراتيجية وإيران بررت خطوة رئيس الأركان، أفيف كوخافي، في تعيين لواء يعنى من الصباح إلى المساء بالقضايا الإيرانية. كلمان نفسه يحظى بتقديرٍ كبير في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي وفي المؤسسة الأمنية.

في المؤسسة الأمنية يفهمون من الآن أن المعركة الإسرائيلية على تفاصيل الاتفاق خاسرة، ويستعدون للمعركة التالية على تحديد جهات إنفاذ متشددة وشفافة وتراقب البرنامج النووي والتمركز الإيراني في الشرق الأوسط، وعلى الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي في الشرق الأوسط.

وهذا يعني دفع خطوات لتعاظم شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، من أجل تعزيز قوتها في جمع المعلومات الاستخبارية عن إيران، مع التشديد على البرنامج النووي، وعلى دول في الدائرة الثالثة عموماً دون الاعتماد على معلومات استخبارية تأتي من الولايات المتحدة ومنظمات تجسس في أوروبا.