"يديعوت أحرونوت": 4 أربع اتفاقيات تطبيع أخرى مرتقبة.. التلميح والدعوة إلى بايدن
لا يزال تبادل الرهانات بشأن هويات الدول التالية التي ستطبع العلاقات مع "إسرائيل" مزدهراً، لكن من المحتمل أن يكون جاريد كوشنير قد كشف عنهم بالفعل.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة، تحلل في تقرير لها، المقال الأخير لمستشار ترامب، جاريد كوشنير، حول الدول العربيّة المرتقب أن توقع معاهدة سلام مع "إسرائيل" قريباً. فيما يلي نص التقرير كاملاً:
في مقابلة في استوديو "Ynet"، صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أسبوع فقط من الانتخابات، أن "أربع اتفاقيات سلام أخرى بين "إسرائيل" والدول العربية في الطريق". تبادل الأسماء صاخب، لكن جاريد كوشنير ربما يكون قد كشف بالفعل عن هذه البلدان. في مقال في صحيفة "وول ستريت جورنال"، ادعى كوشنير أن هذه البلدان هي السعودية وقطر وعمان وموريتانيا: "الجدول جاهز، على بايدن اغتنام الفرصة".
لعبت اتفاقيات "السلام" الأخيرة الموقعة بين "إسرائيل" وأصدقائها العرب دوراً مهماً للغاية في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. بعد التوقيع على الاتفاق الأوّل مع الإمارات، ادعوا في الإدارة الأميركيّة أن دولاً أخرى ستنضمّ إلى عمليّة سياسيّة حملت اسم "اتفاقات ابراهام"، وبعد مرور وقت ليس بالطويل انضمّت إليها ثلاث دول، وهي البحرين والسودان والمغرب.
لا يزال تبادل الرهانات بشأن هويّات الدول التالية غير الدول الأربع التي قامت بالفعل بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" مزدهراً، لكن من المحتمل أن يكون أحد الأشخاص الذين قادوا الانفراج السياسي الإسرائيلي-العربي قد كشف عن ذلك بالفعل.
زعم كوشنير، صهر الرئيس السابق دونالد ترامب وكبير مستشاريه، في مقال رأي نُشر مؤخراً في صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن عُمان وقطر وموريتانيا على وشك الإنضمام إلى "اتفاقات أبراهام". الدولة الرابعة وربما الأكثر أهميّة بالنسبة لكوشنير هي السعوديّة. وقال إن "التطبيع بين البلدين يلوح في الأفق بالفعل، بعد أن سمحت المملكة للحركة الجويّة الإسرائيليّة بالمرور عبر مجالها الجويّ".
وكتب كوشنير: "الزلزال الجيو سياسي الذي بدأ مع اتفاقات أبراهام لم ينتهِ بعد. زار أكثر من 130 ألف إسرائيلي دبي منذ أن استضاف ترامب توقيع اتفاق السلام في أيلول/سبتمبر وبعد بدء السفر الجويّ لأول مرة في آب/أغسطس 2020"، مشيراً إلى أنّ "هذه علاقة وديّة وجديدة ومزدهرة - وانتظروا حتى تبدأ الرحلات الجويّة بين إسرائيل والمغرب".
كوشنير وصف هذه الأيام بأنها "آخر بقايا ما عُرف بالصراع العربي الإسرائيلي"، مدعياً في مقاله بأن "اتفاقات أبراهام كشفت أن الصراع العربي الإسرائيلي ليس أكثر من نزاع عقاري بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولا ينبغي أن يؤخر علاقات "إسرائيل" مع العالم العربي الأوسع".
وعلى الرغم من أن "اتفاقيات أبراهام" تعتبر حدثاً مهماً للغاية، وحطمت تقديرات عدم القدرة على كسر الجمود بين الدول العربية و"إسرائيل"، دون التنازل عن الأراضي أو التوصّل إلى تسوية معينة مع الفلسطينيين، إلا أن كل دولة عربيّة قامت بتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" قدمت مؤخراً لمواطنيها دوافع مختلفة لفتح أبوابها أمام "إسرائيل".
في الإمارات كان هذا شطباً من فصل خطة الضمّ، وفي البحرين أيضاً أشاروا إلى حقوق الفلسطينيين وادعو أن الاتفاقيّة كانت أفضل طريقة لضمان حقوقهم، وفي المغرب كان هذا هو الاعتراف الأميركي بالسيادة على الصحراء الغربيّة. أمّا في السودان، برروا التطبيع بإزالة اسمهم من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
على الرغم من ذلك، فإن ثلاث دول على الأقل من الدول الأربع، تشير الآن بفخر وثقة الى عملية التطبيع مع "إسرائيل".
الدول التي ذكرها كوشنير في مقالته - السعوديّة وعمان وقطر وموريتانيا، لم تعلّق على تصريحاته، ويمكن التقدير أنها لن تعلق طواعية أيضاً. لكن بالنظر إلى أن كوشنير كان عاملاً رئيسياً في دفع الاتفاقات بين "إسرائيل" والعالم العربي في عهد ترامب، فمن المحتمل أنه يعرف ما الذي يتحدث عنه، ولم يُشر إلى هذه الدول في الدور من دون سبب.
إن اسم سلطنة عمان، التي تتبنى مواقف معتدلة نسبياً وتتبع سياسات تدعم الحوار مع جميع الأطراف، قد برز في الماضي كواحد من المطبعين المستقبليين. كما رحبت ببعض الاتفاقيّات الموقعة بين "إسرائيل" ودول المنطقة، وزار نتنياهو السلطنة في عام 2018، والتقى لساعات مع الراحل السلطان قابوس.
تقيم "إسرائيل" علاقات مع قطر منذ سنوات، وليس فقط تحت الأرض. ومن الأمثلة على ذلك وساطة قطر بين "إسرائيل" وحركة حماس والفصائل الفلسطينيّة في قطاع غزة، وإدخال التبرعات إلى هناك برعاية إسرائيليّة.
لكن السعودية رغم ذلك لم تغيّر موقفها الرسميّ. وفي تصريحات مختلفة لمسؤولين كبار في الدولة، ما زالوا يشترطون إمكانيّة التطبيع مع "إسرائيل" بالتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. من ناحية أخرى، ادعى كوشنير في مقاله أن الجمهور السعودي "بدأ يدرك أن "إسرائيل" ليست عدوه". وكتب: "العلاقات بين "إسرائيل" تصبّ في المصلحة الوطنيّة السعوديّة، ويمكن تحقيقها إذا قادت إدارة بايدن ذلك".
ووقّع كوشنير مقاله من خلال دعوة إدارة بايدن لمواصلة ما فعله بنفسه. وختم بالقول: "طاولة مستديرة إذا كان ذلك حكيماً، فإن إدارة بايدن ستنتهز الفرصة للوصول إلى استنفاذ الفرصة الكامنة في الشرق الأوسط. حان الوقت لبدء فصل جديد من الشراكة والإزدهار والسلام".