إعلام إسرائيلي: تصفية سليماني إحباطٍ أميركي لقوة العقوبات الاقتصادية على إيران

يتناول الكانب عامي روحكس دومبا في موقع "إسرائيل ديفنس" قضية اغتيال قائد قوة القدس الشهيد الفريق قاسم سليماني، ويرى أن تصفيته يمكن تفسيرها كإحباطٍ أميركي من محدودية قوة العقوبات الاقتصادية، وأنه لا ينبغي اعتبار هذه التصفية نهاية حاسمة لحرس الثورة، بل بداية فترة جديدة تحت القائد الحالي.

  • إعلام إسرائيلي: تصفية سليماني إحباطٍ أميركي لقوة العقوبات الاقتصادية على إيران
    "إسرائيل ديفنس": لا ينبغي اعتبار تصفية الفريق سليماني نهاية حاسمة لحرس الثورة

تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عملية اغتيال قائد قوة القدس الفريق قاسم سليماني قرب مطار بغداد.

وقال عامي روحكس دومبا في موقع "إسرائيل ديفينس" تحت عنوان "تصفية سليماني يمكن تفسيرها كإحباطٍ أميركي من محدودية قوة العقوبات الاقتصادية"، مضيفاً أن العقوبات الاقتصادية على إيران قائمة بأشكالٍ مختلفة منذ مطلع الألفية الثانية، بعضها بلغت ذروتها قبل الاتفاق النووي في سنة 2015. وأشار إلى أن الاتفاق الذي وُقّع في عهد الرئيس باراك أوباما قطع الاستمرارية وجعل العقوبات معتدلة. ومع انتخاب دونالد ترامب، الأخير قرر الخروج من الاتفاقات مع إيران، وأعاد بل وشدد العقوبات السابقة.

وتابع، مع هذا، تصفية سليماني يمكن تفسيرها كإحباطٍ أميركي من محدودية قوة العقوبات الاقتصادية، التي لم تنجح في تحقيق تغيير النظام أو تغييرٍ في مسلكية النظام ضمن خطة "الضغط الأقصى" للبيت الأبيض في السنوات الأخيرة. الخطوات الـ 15 التي وضعها وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو،كمقياس لنجاعة العقوبات الاقتصادية، لم تتحقق. إيران لم تقم بخطوات في هذا الاتجاه، وعملياً الخطة بقيت كعنوان.

واستطرد قائلاً، بل حتى أن العقوبات تسببت بتغييرات في الاقتصاد الإيراني الآيلة لزيادة مصادر دخل إيران، وفي المستقبل تقليص نجاعة العقوبات. في السنة الماضية بدا ان إيران غيّرت وجهتها، من الاعتماد على سوق الطاقة كمصدر دخل شبه وحيد، الأمر الذي يجعل اقتصادها عُرضة للضرر، إلى استثمارات مكثّفة في مجال التعدين. كما لدى إيران أكاديمية رائدة في مجالات حقيقية قادرة على تأسيس "إيكو-سيستمز" من الشركات التكنولوجية التي تتوجه إلى الأسواق في دول الخليج ووسط آسيا والشرق الأوسط، التي لإيران علاقات طيبة معها.

الوُجهة الجديدة لإيران في أعقاب العقوبات

إيران استغلّت العقوبات في وُجهة إضافية، وهي تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين وروسيا. الصين تستغل الضعف المالي لإيران من أجل إنجاز صفقات بأسعارٍ جيدة، وهي توفّر لإيران من خلال ذلك أنبوب أوكسجين ليس مرهوناً بالدولار الأميركي ولذلك لا يتضرر (الأنبوب) بالعقوبات. وبصورة مشابهة، روسيا أيضاً تستغل هذا الضعف من أجل زيادة التجارة بين البلدين. بالإضافة إلى هذا، جولة على منشورات على الإنترنت تكشف أسماء عشرات الشركات الأوروبية التي خرقت العقوبات الأميركية، وهذه فقط أسماء التي أُمسك بها ويمكن الافتراض ان هناك أكثر.

 

إيران تُظهر قدرات مثيرة للانطباع في الاستمرارية الوظيفية

وفي مقالة أخرى تحت عنوان "إيران تُظهر قدرات مثيرة للانطباع في الاستمرارية الوظيفية"، قال دومبا إن من بين سلسلة مقالات وكتابات حول تصفية سليماني في الصحافة الإسرائيلية، لفتت نظري مقالة لمركز "مئير عميت لمعلومات الاستخبارات والإرهاب"، مشيراً إلى أن  المقالة تستعرض التداعيات المحتملة لخروج سليماني من المعادلة الشرق أوسطية. في إطار المقالة، توصّلوا في المركز إلى خلاصة بأنه "بتقديرنا، موت سليماني من غير المتوقع أن يُحدث تغييراً حقيقياً في الاستراتيجية الإقليمية التي تعتمدها إيران أو دفعها للتراجع عن أهدافها العليا في المنطقة".

ورأى دومبا أن النتيجة هي أن تصفية سليماني ليست عاملاً يُلغي أنشطة حرس الثورة في الشرق الأوسط، بل عامل تأخير فقط.. من هنا، إذا صح هذا التقدير، إيران تُظهر بنية تنظيمية – عسكرية تمكّن من استمرارية وظيفية مثيرة للانطباع.

وختم قائلاً، لا شك أن تصفية سليماني هي حدث مركزي في تاريخ حرس الثورة الإيرانية، مع هذا، في المحور الزمني، المنظمة ستستمر على ما يبدو فيما هي عليه. إنها منظمة مع جيوب عميقة تشمل بنى تحتية بشرية كبيرة ومرتبطة بسُرّة السلطة في طهران. وهكذا، يبدو أنه لا ينبغي اعتبار تصفية سليماني نهاية حاسمة، بل بداية فترة جديدة تحت القائد الحالي.