"أكسيوس": التقدميون ينفضون من حول بيرني ساندرز
الحركة التقدمية في مرحلة جديدة فهم بحاجة إلى البدء في تحقيق المزيد من المكاسب من الناحية التشريعية وبشأن فوز المرشحين في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين.
قال موقع "أكسيوس" الأميركي إن بعض التقدميين الأميركيين ينأوون بأنفسهم عن السناتور بيرني ساندرز، زعيمهم السابق.
وأشار إلى وجود ثلاثة عوامل تغذي هذا التحول. الأول هو أن البعض يشعر أنه ساندرز لم يعد يدفع الرئيس جو بايدن إلى اليسار بما يكفي. الثاني هو أن البعض يعتقد أن وقت ساندرز كقائد للحركة قد ولى بكل بساطة.
أما العامل الثالي فهو أن البعض يخشى أن يكون ربط علامتهم التجارية بساندرز هدية للمعارضين لاستخدامها كسلاح في الانتخابات التمهيدية المزدحمة أو في الانتخابات العامة، وهم بدلاً من ذلك يزنون مزايا التوافق بشكل مباشر مع بايدن.
وأضاف الموقع أنه حتى بعض أقرب حلفاء ساندرز - مثل نينا تيرنر، الرئيسة المشاركة لحملته لعام 2020، التي تخوض المنافسة الحادة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في 3 آب / أغسطس المقبل، في انتخابات خاصة للكونغرس في المنطقة الحادية عشرة في أوهايو - لم يجروا الترشح على أساس تأييده.
وقالت تيرنر لموقع "أكسيوس": "عندما أطرق أبواب الناخبين، لا يسألوني عن تأييد" ساندرز لي. السباق الذي يجري هو حول تمثيل المنطقة 11 من أوهايو، وأنا من أدير هذا السباق."
وتعمل تيرنر على أجندة ساندرز الليبرالية ولكن ليس باسمه. وقالت: "ما زلت أنا والسيناتور مقربين. بنينا علاقة قوية ولا نزال نتمتع بها حتى يومنا هذا."
وقال جيف ويفر، مساعد ساندرز ومستشار تيرنر منذ فترة طويلة، في بيان: "الحركة التقدمية في فترة نضج. أظهر التقدميون أنهم يستطيعون إلهام الناخبين والفوز في ولاية تلو الأخرى - كما فعل بيرني في عامي 2016 و2020. الآن، يظهرون أنهم قادرون على الحكم بطريقة فعالة وقائمة على المبادئ في ائتلاف مع عناصر أكثر محافظة في الحزب".
ويشكو العديد من التقدميين في الكونغرس وفي الخارج من عدم رغبة ساندرز في "إثارة الجحيم" الآن بعد أن أصبح بايدن في منصبه ويتوسل من أجل وحدة الحزب. إنهم يريدون أن يكون ساندرز هو الليبرالي الذي كان عليه قبل الانسحاب من السباق والانضمام إلى فرق عمل بايدن.
أما معضلة تيرنر السياسية فهي أكثر تعقيداً. يقول المساعدون والداعمون لها إن جزءاً من الحسابات حول ساندرز هو في الواقع حقيقة أن ناخبي منطقة أوهايو 11 احتضنوا بايدن بأغلبية ساحقة العام الماضي.
وفي انتخابات تمهيدية مزدحمة، لا يريدون إعطاء خصوم تيرنر أي طرق سهلة للقول بأن علاقاتها مع ساندرز ستضعها في مواجهة بايدن أو تجعلها غير راغبة في العمل مع الديمقراطيين الأكثر اعتدالاً.
وقد شارك مساعد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، جيم كليبرن أخيراً في سباق تيرنر من خلال تأييد أحد خصومها، شونتيل براون. وبدا أن إحباطات كليبرن جاءت بسبب بعض الزملاء التقدميين لتيرنر. وقال لصحيفة "نيويورك تايمز" إن نفوره من "الشعارات" وعبارات مثل "أوقفوا تمويل الشرطة" و"إلغاء وكالة إنفاذ الهجرة والجمارك" ساعدته في اتخاذ هذا القرار - لكن تيرنر لا تدعو إلى أي منهما.
بدلاً من وصف نفسها بأنها من رعايا ساندرز، تذكر تيرنر الرئيس فرانكلين روزفلت والنساء السود اللواتي لعبن أدواراً تاريخية في السياسة الأميركية وحركة حقوق التصويت، على غرار السياسية الديمقراطية الأميركية الأفريقية شيرلي تشيشولم والناشطة الأميركية الأفريقية فاني هامر.
وأشار الموقع إلى أن التقدميين يعملون من دون هيكل قيادة واضح.
يقول البعض إن الوقت قد انقضى بالنسبة لساندرز، 79 عاماً، والسناتور الديمقراطية إليزابيث وارين، 72 عاماً، في حين أن النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز وزملاءها في المجموعة التقدمية لم يحصلوا بعد على مناصب قيادية في الكونغرس.
لماذا الأمر مهم؟ لأن الحركة التقدمية في مرحلة جديدة. يقول النشطاء إنهم غيروا المحادثة بشأن القضايا الرئيسية ولكنهم بحاجة إلى البدء في تحقيق المزيد من المكاسب من الناحية التشريعية وبشأن المرشحين الذين سيخرجون من الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين ليتم انتخابهم.
ليس لديهم حتى الآن الأرقام اللازمة لتجاوز كتلة مجلس الشيوخ بسبب تصويت العضوين الديمقراطيين جو مانشين وكريستين سينما مع الجمهوريين في مجلس الشيوخ، أو طلب 6 تريليونات دولار للبنية التحتية أو جعل بايدن يتمسك بتهديداته باستخدام حق النقض.
وفي الوقت نفسه، تتعارض الدعوات إلى إصلاحات الشرطة وحقوق التصويت ضد جهود الحزب الجمهوري لتصنيف الديمقراطيين على أنهم ضعفاء فيما يتعلق بالجريمة أو المبالغة في هدف تعليم نظرية العرق النقدي. وهذا بدوره يصطدم بأغلبية ضئيلة للغاية في مجلس النواب، وتعادل الأصوات في مجلس الشيوخ، 50-50، ومخاوف الديمقراطيين من خسارة كلا المجلسين في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل.
نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم