"بوليتيكو": خمسة أشياء ينبغي مراقبتها في قمة بايدن - بوتين
العلاقات الأميركية الروسية في حالة يرثى لها. لكن لا يزال كلا الجانبين يرغب في مواصلة الحديث مع الآخر.
كتبت ناهال الطوسي مقالة في موقع "بوليتيكو" الأميركي تناولت فيها قمة جنيف اليوم بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن. وقالت إنه مر عقد من الزمان على آخر لقاء وجهاً لوجه لبايدن مع بوتين، والعلاقات الأميركية الروسية في حالة أسوأ بكثير. وأشارت إلى أن مجالات الخلاف عديدة ومتنامية، من الجرائم الإلكترونية إلى التدخل في الانتخابات إلى اختطاف بيلاروسيا لصحافي.
وأضافت: مع ذلك، يتفق الرجلان - اللذان يشرفان على أكبر ترسانتين نوويتين في العالم - على أن إعطاء بعضهما البعض المعاملة الصامتة ليس خياراً. فاجتماع اليوم الأربعاء هو فرصة لتوضيح نوايا كل جانب وخطوطه الحمراء، وربما يظهر بعض الاستعداد للتعاون في بعض المجالات. فليس هذا هو نوع الاجتماع حيث يمكن إعلان النجاح أو إنكاره على فوراً، وقد قيل لنا ألا نتوقع أي اتفاقيات رئيسية. إليكم بعض الأشياء الأساسية التي يجب مراقبتها:
لغة الجسد
هل سيتواجه الرجلان مثل الملاكمين قبل المباراة؟ هل سيحدق بايدن في عيني بوتين ليرى ما إذا كان بإمكانه العثور على روح هذه المرة؟ هل سيمزق بوتين قميصه؟ هل ستكون هناك ابتسامات ومصافحات بالكوع ومودة عامة؟ أم ستكون هناك محاضرات وصراخ؟
إقرأ أيضاً لغة الجسد: هل تشكّل طريق العبور إلى أفكار الآخرين؟
من المؤكد أن معظم الاجتماع سيكون خلف أبواب مغلقة، وهذا هو المكان الذي تتم فيه مناقشة معظم مضمون السياسة، حتى لو لم تظهر أي اتفاقات. لكن هذا يجعل الوقت المحدود المتاح لبايدن وبوتين أمام الكاميرات أكثر أهمية. فكيفية اختيار كل منهما استخدام تلك اللحظات سوف يرسل إشارة كبيرة، بما في ذلك إلى جمهوره المحلي، حول الكيفية التي ينوي بها التعامل مع الآخر في السنوات المقبلة.
ماذا نتوقع من قمة بايدن - بوتين
قالت الكاتبة: لقد رأينا بعضاً من هذه الدراما بالفعل في عهد بايدن. عندما التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مع نظرائهم الصينيين في ألاسكا، تضمنت الجلسة العامة قدراً صادماً من المواجهة اللفظية. لكن عندما التقى بلينكين بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كان الجانبان ودودين وحذرين أمام الكاميرات. فما المسار الذي سيسلكه بايدن وبوتين؟
مستقرة ويمكن التنبؤ بها؟
استقرت إدارة بايدن على عبارة "مستقرة ويمكن التنبؤ بها" لوصف ما تسعى إليه من الكرملين.
ولكن ماذا يعني ذلك حقاً؟ وحتى إذا كان بوتين يميل إلى القول إنه يسعى إلى نفس الشيء، فهل سيحدده بنفس الطريقة؟ بعد كل شيء، من الذي لا يريد علاقة مستقرة ويمكن التنبؤ بها طالما أنها تفيدهم؟
ودعت الكاتبة إلى مراقبة: أولاً، عدد المرات التي يتم فيها استخدام هذه العبارة، وثانياً، ما إذا كان بايدن وكبار مساعديه يحددون الاستقرار المتوقع بأي طريقة جادة، وثالثاً، ما إذا كان بوتين وفريقه يحاولون التركيز على هذه العبارة، وأخيراً ما إذا كان استخدام هذه العبارة سيستمر بعد قمة اليوم.
99 مشكلة
وسألت الكاتبة: هل ترغبون في الحصول على قائمة بجميع القضايا الخلافية بين روسيا والولايات المتحدة؟ هل لديكم اليوم بأكمله؟
وقالت: إليكم مجموعة (ولكن ليس كل) الموضوعات التي من المحتمل أن تكون مطروحة على الطاولة: التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية؛ الحرب في أوكرانيا، تسميم وسجن زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني؛ الأمن السيبراني والجرائم الإلكترونية؛ سلوك رئيس بيلاروسيا؛ وصول المساعدات الإنسانية في سوريا؛ مستقبل أفغانستان، كوريا الشمالية، برنامج إيران النووي، خط أنابيب نورد ستريم 2؛ الأميركيون المحتجزون في روسيا؛ صعود الصين، والقيود المفروضة على الدبلوماسيين التي فرضها الجانبان.
كما أشارت إدارة بايدن إلى بعض المجالات التي يمكن أن يتعاون فيها البلدان، وهي تشمل مكافحة تغير المناخ والأوبئة. وقد تشمل كذلك التنمية المستقبلية لمنطقة القطب الشمالي. وهناك همسات حول تبادل أسرى محتمل للإفراج عن الأميركيين المحتجزين، وربما بعض السبل لتخفيف الضربات على الموظفين الدبلوماسيين الناتجة عن الطرد والعقوبات خلال الأشهر القليلة الماضية. وقبل كل شيء، يأمل فريق بايدن في دفع روسيا على الأقل إلى التعود على فكرة المزيد من الاتفاقيات والضمانات عندما يتعلق الأمر بالترسانات النووية للبلدين.
وأضافت: في كلتا الحالتين، شاهد كيف يناقش كل من بوتين وبايدن الموضوعات بعد ذلك والموضوعات التي يبدو أنها تمنح الأولوية. فإذا تحدثا عن نفس المواضيع بنفس الترتيب العام، فقد يكون ذلك علامة على أن الاثنين على الأقل يتفقان على تحديد الأولويات، حتى لو لم يتفقا على القرارات. في النهاية، قد يكون الأمر الأكثر أهمية هو أن يتفق الطرفان على إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة، للحصول على طريقة لتجنب سوء الفهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بمواقفهما النووية.
ورأت الكاتبة أنه من السهل مشاهدة كيف ستتعامل إدارة بايدن مع القمة بمجرد انتهائها، من البيانات الصحافية إلى المؤتمرات الصحافية لتوصيل وجهات نظرها. راقبوا على وجه الخصوص ما يسرّبه كبار مسؤولي الإدارة الذين لن يكشف عن هوياتهم للصحافيين حول الجزء الخاص من الاجتماع وتعليقاتهم على بوتين. فإذا كان هناك تحفظ عام على قول الكثير عن "استبداد" الرئيس الروسي، فقد يعني ذلك أنه تم إحراز بعض التقدم وأن البيت الأبيض لا يريد إخراج ذلك عن مساره.
كيف سيعبّر بوتين عن موقفه
وقالت إن لدى بوتين الكثير من الطرق للتعبير عن مشاعره. لا يمكنه فقط عقد مؤتمراته الصحافية، بل إنه يسيطر أيضاً على جزء كبير من وسائل الإعلام الروسية. ينبغي متابعة حركة المقالات الإعلامية الروسية حول الولايات المتحدة وبايدن وخاصة في الأيام المقبلة. قد يشير الارتفاع المفاجئ في القصص السلبية إلى أن القمة لم تفعل شيئاً يذكر لتخفيف التوترات، على الرغم من أن ذلك قد يعني كذلك أن بوتين يريد طمأنة جمهوره المحلي بأنه يقف في وجه أميركا ويقود روسيا على المسار الصحيح.
ورأت الكاتبة أنه قد تمر سنوات قبل أن نعرف ما إذا كانت قمة بايدن - بوتين قد حققت نجاحاً. في المستقبل القريب، من المفيد مشاهدة بعض الأشياء لقياس درجة الحرارة.
أولاً، المحادثات النووية الإيرانية الجارية: هل تتحرك روسيا فجأة لإخراج المناقشات الصعبة بالفعل عن مسارها حول إعادة الولايات المتحدة وإيران إلى الامتثال للاتفاق النووي لعام 2015؟ هذا غير مرجح - موسكو ثابتة إلى حد ما بشأن عدم رغبتها في امتلاك إيران ترسانة نووية - لكن لا يمكنك استبعاد أي شيء مع بوتين.
ثانياً، ما الذي ستفعله روسيا والصين معاً في المستقبل القريب؟ لديهم علاقة متنامية تقلق فريق بايدن، وفي بعض الأحيان تفتعلان ضجيجها للتأثير على واشنطن. بعد الاجتماع الأميركي الصيني في ألاسكا، على سبيل المثال، التقى المسؤولون الصينيون مع وزير الخارجية الروسي لافروف، الذي استغل الفرصة للدعوة إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأميركي.
مراقبة الخطوات المستقبلية
ثالثاً، هل ستفرض الولايات المتحدة مزيداً من العقوبات على روسيا؟ يأمل بعض نشطاء المعارضة الروس أن يلاحق بايدن أصدقاء بوتين الفاسدين، وأكد بايدن رغبته في محاربة الفساد العالمي، واصفاً إياه بأنه تهديد للديمقراطية. فهل يستهدف أصدقاء بوتين، أم يوقف ذلك على أمل إحراز تقدم، أو على الأقل الاستقرار، في العلاقات الأميركية الروسية؟
نقله إلى العربية بتصرف: هيثم مزاحم