"تايمز أوف إسرائيل": إلغاء "مسيرة الأعلام" يثير غضب الإسرائيليين

شرطة الاحتلال تنفي أن تكون قد ألغت "مسيرة الأعلام"، لكنها تقول إنها ستعيد النظر في المصادقة على إجراء المسيرة إذا قدّم المنظّمون طلباً للحصول على تصريح بخطة جديدة أو موعد جديد، وفق "تايمز أوف إسرائيل".

  • لحظة هروب المستوطنين من مسيرة الأعلام في القدس بعد سماع صافرات الانذار
    لحظة هروب المستوطنين من مسيرة الأعلام في القدس بعد سماع صافرات الانذار

صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تنشر مقالاً تتحدث فيه عن ردود فعل الإسرائيليين عقب إلغاء شرطة الاحتلال الإسرائيلي "مسيرة الأعلام" في القدس المحتلة.

وفيما يلي نص المقال المترجمة: 

امتنعت الشرطة، أمس الإثنين، عن الموافقة على مسيرة قومية مزمعة عبر شوارع القدس كان من المقرر إجراؤها في وقت لاحق هذا الأسبوع، وسط مخاوف من أنها قد تجدد التوترات في المدينة المتوترة أصلاً، مما أثار إدانات غاضبة من سياسيين في اليمين.

وكان المنظمون قد سعوا لتنظيم مسيرة الأعلام التي تسير عبر الحي الإسلامي في البلدة القديمة في موعد جديد يوم الخميس، بعد أن توقفت المسيرة الأصلية في 10 مايو/أيار بسبب إطلاق حركة حماس لصواريخ على القدس، مما أدى إلى اندلاع قتال عنيف استمر 11 يوماً.

وبحسب ما ورد، سعت الشرطة إلى تغيير مسار المسيرة المخطط لها بعيداً عن المناطق التي يمكن أن تتسبب باحتكاكات بين اليهود القوميين والسكان الفلسطينيين في القدس. واتهم سياسيون قوميون ومنظّمون الشرطة بـ"الاستسلام للإرهاب" من خلال إلغاء المسيرة.

وفي إعلان رسمي، نفت شرطة القدس أن تكون قد ألغت المسيرة، لكنها قالت إن موعد المسيرة يجب أن تتم الموافقة عليه من قبل سلطات إنفاذ القانون والسلطات السياسية المعنية. وجاء في البيان أنه "مع الخطة الحالية والموعد الحالي، لم تتم الموافقة على المسيرة". وقالت الشرطة إنها ستعيد النظر في المصادقة على إجراء المسيرة إذا قدّم المنظّمون طلباً للحصول على تصريح بخطة جديدة أو موعد جديد.

ووصف بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، القرار بتأجيل المسيرة بأنه "استسلام مُحرج للإرهاب ولتهديدات حماس". وكتب سموتريتش على تويتر، مشيراً إلى زعيم حماس في غزة: "بينما نتجادل حول نوع الحكومة، يدير يحيى السنوار الأمور هنا".

وأعرب آخرون أيضاً عن غضبهم من القرار.

منظم المسيرة يهودا فالد قال، بحسب ما نقله عنه موقع "سروغيم": "يبدو أن الطرف الذي انتهى به الأمر مردوعاً بعد عملية حارس الأسوار هو "إسرائيل"، التي استسلمت لتهديدات الإرهابيين ولا تسمح بإجراء مسيرة الأعلام في القدس"، في إشارة إلى الصراع مع الفصائل الفلسطينية في غزة.

المسيرة في 10 مايو/أيار، التي جاءت وسط توترات متصاعدة بشأن عمليات الإخلاء المخطط لها في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية وقيام الشرطة بقمع احتجاجات في الحرم القدسي، تم تغيير مسارها أيضاً لتجنب المرور عبر باب العامود والحي الإسلامي، بعد ضغوط من إدارة بايدن، خشية من أن تتسبب المسيرة في تفاقم التوترات.

يشهد الاحتفال السنوي بـ"يوم أورشليم القدس" مسيرة يشارك فيها الآلاف من اليهود القوميين عبر الأجزاء ذات الأغلبية المسلمة من القدس نحو الحائط الغربي، في عرض للسيادة للاحتفال بذكرى استيلاء "إسرائيل" على الجانب الشرقي من المدينة خلال حرب الأيام الستة عام 1967. لطالما اعتبر النقاد الإسرائيليون والفلسطينيون المسار استفزازياً، حيث يُجبر أصحاب المتاجر العرب المحليون على إغلاق متاجرهم حتى تتمكن السلطات من تأمين المنطقة ذات الأغلبية الفلسطينية للمحتفلين من القوميين اليهود.

القرار بتغيير مسار المسيرة في الشهر الماضي أثار غضب نواب ومجموعات من التيار القومي المتدين، ولوقت قصير درست السلطات إلغاء الحدث كلياً.

في الأسبوع الماضي، أعلن المنظمون عن موعد جديد للمسيرة يوم الخميس، وقالوا إن المسيرة ستمر عبر مسارها التقليدي والمثير للجدل. الاحتجاجات لم تتأخر، حيث أفادت تقارير أن إدارة بايدن بعثت برسائل للقدس حثتها فيها على تغيير مسار المسيرة مرة أخرى. أجرى وزير الأمن بيني غانتس مشاورات بهذا الشأن وأصدر بعد ذلك بياناً أعرب فيه عن تأييده لإلغاء المسيرة. وكتب وزير الخارجية غابي أشكنازي رسالة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحذر فيها من "الحساسية الدولية" التي تحيط بأنشطة إسرائيل في القدس.

ومع انتشار تقارير عن تغيير مسار المسيرة المخطط لها ليلة الأحد، أصدر عضو الكنيست عن حزب "الصهيونية الدينية" المتطرف إيتامار بن غفير بياناً تعهد فيه باستخدام حصانته البرلمانية للسير عبر أزقة الحي الإسلامي حاملاً الأعلام الإسرائيلية إذا رفضت الشرطة السماح للحدث بالمضي قدماً.

وقال بن غفير: "من غير المقبول أن تستسلم الحكومة الإسرائيلية لحماس وتسمح لها بإملاء جدول الأعمال. من حق كل يهودي أن يسير في جميع أنحاء القدس، وهذا هو بالضبط سبب انتخابي للكنيست – من أجل الحفاظ على حق الشعب اليهودي في أرض إسرائيل". وأعاد التأكيد على تعهده أمس الإثنين قائلاً إنه "لن يتراجع عن السير في أزقة الحي الإسلامي"، ودعا نواب آخرين في الكنيست إلى الانضمام إليه.