"تايمز أوف إسرائيل": الاقتراب من انتخابات جديدة بعد انهيار المحادثات بين الليكود وأزرق أبيض

يبدو أن إجراء انتخابات جديدة أصبح شبه محتوم في "إسرائيل"، بعد أن أعلن حزبا "الليكود" و"أزرق أبيض" عن انهيار المفاوضات لتأجيل الموعد النهائي، لإمرار ميزانية الدولة بينهما. وكل طرف منهما يحمّل الآخر مسؤولية الفشل في التوصل الى اتفاق.

  • الليكود: بسبب اقتتال داخلي في أزرق أبيض، تراجع غانتس عن كل الاتفاقات التي تم التوصل إليها في المفاوضات

ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن حزب نتنياهو يتهم غانتس بخرق الاتفاق، بينما يقول وزير الدفاع ، الموجود في عزل "كورونا"، إنه يتوقع أن يرفض رئيس الوزراء عرضه "الأخير". وفيما يلي الترجمة الحرفية للتقرير.

قال حزب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان، مساء أمس الإثنين، بعد أن بدا أن غانتس رفع سقف مطالبه بعد ساعات فقط من إمرار مشروع قانون لتأجيل الميزانية في قراءة أولى في لجنة الكنيست، إن حزب "أزرق أبيض" تراجع عن كل الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع الليكود.

وقال الليكود إنه "بسبب اقتتال داخلي في "أزرق أبيض"، تراجع غانتس عن كل الاتفاقات التي تم التوصل إليها في المفاوضات، بين "أزرق أبيض" والليكود. من المؤسف أن غانتس قرر جرّ البلاد إلى انتخابات غير ضرورية، في ذروة أزمة كورونا".

هذه الاتهامات جاءت بعد أن قال غانتس، متحدثاً لأعضاء الكنيست من حزبه "أزرق أبيض"، إنه طرح على نتنياهو خمسة مطالب في مقابل الحصول على دعم حزبه لتأجيل الميزانية في الهيئة العامة للكنيست، وهي: تمرير ميزانية 2020-2021؛ والمصادقة على جميع التعيينات للمناصب العليا التي تم تعليقها؛ وإغلاق كل الثغرات التي من شأنها السماح لنتنياهو بتجنب تسليم السلطة لغانتس، في إطار اتفاق التناوب بينهما؛ وإبقاء آفي نيسانكورن وزيراً للعدل؛ والموافقة على قواعد إجراءات الكنيست. وقال "إذا كانوا معنيين فسوف يوافقون، وإذا لم يوافقوا، ستكون هناك انتخابات".

وبحسب موقع "واللا" الإخباري، قال غانتس لأعضاء حزبه إنه يظن أنه ستتم الدعوة لانتخابات اليوم الثلاثاء. ونُقل عن غانتس قوله "قدّمت عرضي الأخير لنتنياهو ومن المفترض أن يعود إليّ بجواب. أعتقد أنه سيرفض وسيتم حل الكنيست".

كما قال أمس إنه "إذا سمعت هذا المساء أن هناك ما يمكن القيام به في هذا الشأن، فسأطلعكم على آخر المستجدات، وإذا لم يحدث ذلك، سيتحول الكنيست إلى يقطينة غداً ليلاً"، في إشارة إلى الموعد النهائي المحدد في منتصف ليلة الثلاثاء لإمرار ميزانية الدولة، الذي إذا لم يتم اتخاذ خطوات لتأجيله، سيعني ذلك حل الكنيست بشكل تلقائي.

وذكرت "تايمز أوف إسرائيل" إنه في وقت سابق أمس، صادقت لجنة الكنيست على مشروع قانون من شأنه منع انتخابات جديدة، من خلال تأجيل الموعد النهائي المقرر يوم الثلاثاء لفترة قصيرة، ومنح الحزبين المتناحرين في الائتلاف الحاكم، فرصة أخيرة لحل الخلافات بينهما. وكان من المقرر أن يتم طرح مشروع القانون – الذي يتطلب تمريره ثلاث قراءات – على الكنيست في قراءة أولى في وقت لاحق من مساء أمس.

إذا تم تمرير مشروع القانون بأغلبية أعضاء الكنيست، فسيتم تأجيل الموعد النهائي لتمرير الميزانية لهذا العام من 23 كانون أول/ديسمبر إلى 31 منه. الموعد النهائي للمصادقة على ميزانية تغطي عام 2021 سيكون في 5 كانون الثاني/يناير.

وقد تم إمرار الاقتراح، الذي وافق عليه نتنياهو وغانتس في وقت متأخر من ليلة السبت، في قراءة أولى في لجنة الكنيست بأغلبية سبعة مقابل خمسة، حيث دعم أعضاء الكنيست من الأحزاب الشريكة في الحكومة مشروع القانون بالإجماع.

ومع ذلك، حتى مع موافقة غانتس، فإن إمرار مشروع القانون في الهيئة الكاملة للكنيست، لم يكن مؤكداً بسبب تمرد عدد من أعضاء الكنيست في الائتلاف، ودخول العديد من المشرعين الداعمين له حجراً صحياً بسبب فيروس كورونا.

وقبل ساعات من بدء اجتماع اللجنة، أعلن المتحدث باسم الكنيست عن تشخيص إصابة عضو الكنيست من حزب "أزرق أبيض" هيلا شاي فازان، العضو في اللجنة، بفيروس كورونا ودخولها الحجر الصحي. ونتيجة لذلك، نُصِح رئيس اللجنة وزميلها في الحزب، عضو الكنيست إيتان غينزبورغ، بالحجر الصحي أيضاً، لأنه التقى شاي فازان الأسبوع الماضي.

بينما تم استبدالهما في اللجنة بنائبين آخرين في الكنيست من حزب "أزرق أبيض"، يمكن أن يكون تصويتهما حاسماً في الهيئة العامة للكنيست، خاصة أنه لم يتضح على الفور، عدد أعضاء فصيل "أزرق أبيض" الآخرين الذين قد يضطرون إلى دخول الحجر الصحي، بسبب مخالطتهم شاي فازان.

وفي وقت متأخر من عصر أمس، أعلِن عن دخول غانتس الحجر الصحي بسبب تواصله مع شاي فازان.

بالإضافة إلى ذلك، ورد أن عضو الكنيست عن "حزب أزرق" أبيض آساف زمير يعارض التشريع المقترح، بينما يفكر عضوا الكنيست ميكي حايموفيتش ورام شيفاع أيضاً، في عدم تقديم دعمهما له.

وقد أعرب الثلاثة في السابق علانية، عن عدم ارتياحهم لبقاء حزبهم في شراكة مع نتنياهو. 

وبعد ظهر أمس، انضمت عضو كنيست رابعة من حزب "أزرق أبيض"، وهي ميخال كوتلر فونش، إلى التمرد، وصرحت أن الاحتمال "الرديء" لإجراء انتخابات جديدة، يجب أن يؤخذ في الاعتبار "في مواجهة الواقع الذي لا يطاق المتمثل في حكومة مختلة".

حتى قبل الخلافات داخل حزب "أزرق أبيض"، لم يكن واضحاً بالفعل ما إذا كانت هناك أغلبية لتمرير مشروع القانون. مع وجود نواب متمردين محتملين في "أزرق أبيض"، إلى جانب أعضاء الليكود الذين شكلوا حزباً منافساً جديداً، برئاسة عضو الكنيست غدعون ساعر. فإنه حتى إذا تم التوصل إلى حل وسط، فلن يحظى بالضرورة بالدعم الكافي في الكنيست لتمريره.

يضاف إلى ذلك، عضو الكنيست عن حزب الليكود دافيد بيتان، الذي يرقد في المستشفى في حالة خطيرة بسبب إصابته بكوفيد-19.

بموجب اتفاق تقاسم السلطة بين الليكود و"أزرق أبيض"، فإن الفشل في تمرير الميزانية هو الثغرة الوحيدة، التي ستسمح لنتنياهو بتجنب الاضطرار إلى التخلي عن رئاسة الوزراء لغانتس. ويعيق الليكود إقرار الميزانية منذ أشهر، في محاولة لإعادة التفاوض على اتفاق ائتلافي أكثر ملاءمة، من شأنه تمديد ولاية نتنياهو لمدة عام ونصف، على حساب الوقت المخصص لغانتس كرئيس للوزراء، والذي من المقرر أن يبدأ في تشرين الثاني/نوفمبر 2021. ويسعى الليكود أيضاً إلى الحد من سلطة وزير العدل آفي نيسانكورن.