"ذا ديبلومات": ترامب يزيد مخاوف الأميركيين الآسيويين
لدينا أزمة صحية خطيرة ولا نحتاج إلى أزمة اجتماعية عنصرية.
كتبت سيشيا فانغ، الزميلة الآسيوية في منظمة "هيومان رايتس ووتش"، مقالة في مجلة "ذا ديبلومات" الأميركية تناولت فيها الاعتداءات العنصرية ضد الآسيويين في الولايات المتحدة نتيجة تسمية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفيروس كورونا بـ"الفيروس الصيني".
وقالت فانغ: قد يتساءل البعض عما إذا كان إصرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب على استخدام مصطلح "الفيروس الصيني" قد أثار نيران المشاعر المعادية لآسيا في الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة. وسيجيب العديد من الأميركيين الآسيويين بالإيجاب.
بالتأكيد، لم يساعد هذا الاستخدام. ففي الأسابيع الأربعة الماضية، التي استخدم فيها ترامب هذا المصطلح بشكل متكرر وحازم، تشير قصص إخبارية لا حصر لها إلى حدوث ارتفاع كبير في الاعتداءات اللفظية والجسدية على المنحدرين من أصل آسيوي داخل الولايات المتحدة.
وأضافت الكاتبة أن الأميركيين الآسيويين، والأشخاص من أصل آسيوي، وأي شخص يُنظر إليه على أنه صيني، يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي والمجموعات الخاصة عبر الإنترنت لمشاركة تجاربهم. إنهم يبلّغون عن كل شيء بدءاً من الاعتداءات الصغرى الخبيثة إلى السخرية العنصرية الصريحة - التي يطلق عليها "الفيروس" وأسماء عنصرية أخرى - بالإضافة إلى الاعتداءات الأكثر خطورة، بما في ذلك السرقة تحت تهديد السلاح، والهجوم الجسدي.
كما تعرضت الشركات الآسيوية في الولايات المتحدة للتخريب. وتتم مشاركة الصور وقصص الإساءة الجديدة يومياً.
وأوضحت فانغ أنه في شباط / فبراير الماضي، قامت منظمة الصحة العالمية بتسمية المرض الناجم عن فيروس كورونا بـ"كوفيد 19" "COVID-19"، وفقاً للمبادئ التوجيهية الصادرة في عام 2015 لتجنب تسمية الأمراض بحسب المواقع. فقد تم وضع هذه المبادئ التوجيهية خصيصاً لتقليل الوصمة واللوم تجاه منطقة معينة أو مجموعة عرقية لظهور المرض.
وقبل بضعة أيام، قام ترامب بتغريد دعوة نادرة لحماية "مجتمعنا الأميركي الآسيوي". لكن ترامب يواصل الدفاع عن استخدامه لمصطلح "الفيروس الصيني"، على الرغم من أن المزيد من الأميركيين الآسيويين يواجهون التمييز وإساءة المعاملة. قد يساعد ذلك استخدامه للمصطلح، بالإضافة إلى استمرار استخدام وزير الخارجية مايك بومبيو لتعبير "فيروس ووهان"، في نشر معلومات مغلوطة عنصرية تشتت انتباه الأميركيين عن حقيقة الوباء، وتنقل اللوم إلى أي شخص يعتقد أنه يبدو صينياً مما يؤجج التعصب وكره الأجانب المعادي لآسيا داخل الولايات المتحدة.
ورأت الكاتبة أن القادة يمكنهم أن يلعبوا دوراً مهماً في إنهاء التعصب ولا يجب أن يقوموا برعايته. وبغض النظر عما تفعله الإدارة، فإن المشرعين وحكام الولايات ورؤساء البلديات ورؤساء الشرطة لديهم الفرصة لقيادة الطريق في الرسائل التي تقول بأن الكراهية والهجمات المعادية لآسيا غير مقبولة وخطيرة.
في 19 آذار / مارس الماضي، أنهى حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم خطاباً حول فيروس كورونا بإدانة الاعتداءات العنصرية، مع "اعتراف عميق برهاب الأجانب والعنصرية التي يتم تكريسها ضد الآسيويين". وعندما وقع هجوم شرير ضد آسيا في مدينة نيويورك في 10 آذار / مارس، أدانها رئيس بلدية المدينة وحاكم نيويورك بشدة. وفي 25 آذار / مارس، أنشأ المدعي العام في نيويورك خطاً ساخناً خاصاً لسكان نيويورك للإبلاغ عن الحوادث ضد الآسيويين.
وختمت فانغ بالقول إنه لا ينبغي أن يقسمنا فيروس كورونا، بل أن يجمعنا للعمل من أجل الصالح العام. لدينا بالفعل أزمة صحية خطيرة ولا نحتاج إلى أزمة اجتماعية عنصرية أيضاً.
ترجمة: الميادين نت