مجلة "بوليتيكو": رئاسة بايدن الحقيقية تظهر

مجلة "بوليتيكو" الأميركية تقول "خذلت التوقعات، وتراجع الكلام المبهج وبرزت رئاسة بايدن الحقيقية، على إنه ليس عملاقاً يسيطر على العالم السياسي، بل إدارة متوسطة، في أحسن الأحوال، ستواجه صعوبة في فرض إرادتها حتى على حزبها في أروقة الكونغرس".

  • رئاسة بايدن الحقيقية
    رئاسة بايدن الحقيقية

الكاتب "ريتش لووري" يكتب في مجلة بوليتيكو أنه لم يظهر بايدن أي شك أو ندم على قرار الانسحاب من أفغانستان، ففكرة مغادرة هذا البلد تحظى بشعبية واسعة من الناحية النظرية، لكن الطريقة التي استخدمها  بايدن طريقة إشعاعية، قد يبرر بايدن بأن قراره  بعيد النظر، و أن التأثير السياسي الضار سوف يتلاشى مع مرور الوقت.

فيما يلي النص المنقول للعربية:

كشفت كارثة الانسحاب من أفغانستان عن عيوب أساسية لادارة الرئيس الأميركي جو بايدن، اذا ما أضيفت إلى الأغلبية الضئيلة  لحزبه في الكونغرس وضعفه بين الناخبين المستقلين، سيجعل تنفيذ أجندته الداخلية أقرب إلى المستحيل.

تخيّل مؤيدو جو بايدن أن القادم الجديد إلى الادارة قد يكون على مثال الرئيس ليندون جونسون الذي أقر مجموعة من التشريعات التاريخية، أخرجت أميركا (بعد اغتيال الرئيس جو كيندي)، من التمزّق الداخلي الشديد. 

خذلت التوقعات، وتراجع الكلام المبهج وبرزت رئاسة بايدن الحقيقية، على إنه ليس عملاقاً يسيطر على العالم السياسي، بل إدارة متوسطة، في أحسن الأحوال، ستواجه صعوبة في فرض إرادتها حتى على حزبها في أروقة الكونغرس.

لطالما كان بايدن رئيساً افتراضياً بشكلٍ أساسي، فقد تم دعم انتخابه على عكس سلفه الغريب دونالد ترامب، الذي أنهى فترة وجوده في المنصب بأسوأ طريقة ممكنة. لكنه لا يزال يصدر بيانات صحافية قاسية ومدوية، من دون التسبب في احتجاجات في الشوارع.

كان من الأفضل لبايدن أن يركز على النمو الاقتصادي الجيد وانحسار "الجائحة"  والتقلبات في سوق العمل وارتفاع "مؤشر دلتا " والتعثّر حول أنظمة الرعاية الصحية المرهقة التي افترض معظم الأميركيين أنها أصبحت خلفهم  في ربيع عام 2020. 

منذ شهر حزيران/ يونيو الماضي، تتراجع مستويات التأييد لإدارة بايدن، التي فشلت بالكامل في أول قرار تاريخي اتخذته. حاول بايدن تحميل مسؤولية الفشل في أفغانستان إلى صفقة سلفه دونالد ترامب المروعة مع "طالبان".

لم يظهر بايدن أي شك أو ندم على قرار الانسحاب، ففكرة مغادرة أفغانستان تحظى بشعبية واسعة من الناحية النظرية، لكن الطريقة التي استخدمها  بايدن طريقة إشعاعية، قد يبرر بايدن بان قراره  بعيد النظر، و أن التأثير السياسي الضار سوف يتلاشى مع مرور الوقت.

فشل جو بايدن في  اختبار الانسحاب المذل مراراً وتكراراً، وتسارعت الأحداث ما تتطلب تأليف تفسير كـ"أنه من المستحيل إنهاء أي حرب بشكلٍ جيد".

يجب أن يعرف "الحزب الديمقراطي" أن أداء جو بايدن في المؤتمرات الصحفية لم يكن مطمئناً، ناهيك عن قدراته القيادية. فالمشكلة التي يواجهها بايدن هي أن أي عمل متعثر ، سيثير، بشكلٍ عادل أو غير عادل، أسئلة حول عمره ، حتى لو كان سيفعل الشيء نفسه تماماً في عمر 38 عاماً وهو ما يفعله الآن في عمر 78 عاماً.

لا يمكن لإدارة جو بايدن خسارة أي من أصوات "الديموقراطيين" في "مجلس الشيوخ"، ما يمنح الجناح المعتدل نسبياً للحزب وجناح اليسار قدرة على القضاء على خطط الإنفاق لادارته. 

جو مانشين أعتق أعضاء مجلس هو تذكير دائم لبايدن وما يمكن أن يواجهه في الأيام المقبلة، بعدما ورد في تصريحات مانشين من أنه سيدعم ميزانية من 1.5 تريليون دولار من أصل اقتراح بايدن البالغ 3.5 تريليون دولار ، ما يؤدي حكماً إلى تدمير عهد بايدن عن قصد أو عن غير قصد.

فأهلاً بكم في واقع بايدن، حيث البطولة سراباً، والجهد المبذول للتغلّب على هذه المعضلة بدأ للتو.