"واشنطن بوست": خطة ترامب تعرض على الفلسطينيين "دولة مشروطة"
تقدر خطة كوشنر أن الموقف التفاوضي الفلسطيني ضعيف ويزداد سوءاً، وهي تطلب من القادة الفلسطينيين التفاوض من أجل جزء من رغيف بدلاً من مشاهدة رغيف كامل يختفي.
تناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية "صفقة القرن"، أي خطة السلام في الشرق الأوسط، التي سيعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفاصيلها اليوم الثلاثاء، حيث يتوقع أن تعرض الخطة التي طال انتظارها إعادة رسم خريطة مثيرة للضفة الغربية في الوقت الذي تقدم فيه للفلسطينيين طريقاً إلى "دولة" إذا ما واجهوا مجموعة من الاختبارات.
ووصف ترامب مقترحاته للسلام في الشرق الأوسط في اجتماعات خاصة يوم الاثنين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه في الانتخابات المقبلة، الزعيم الإسرائيلي المخضرم بيني غانتز.
لم يحضر فلسطينيون معاينة البيت الأبيض لما يوصف بأنه اقتراح مفصل للغاية لحل الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني الذي يعود إلى تأسيس "إسرائيل" في عام 1948.
وقال ترامب وهو يرحب بنتنياهو في المكتب البيضاوي حول الحزمة السرية: "في عالم الأعمال، عندما كنت في عالم الأعمال، عندما كانت الصفقة صعبة، كان الناس يشيرون مازحين إليها بالقول إنها أصعب من اتفاق الإسرائيليين والفلسطينيين. وهذا ما سمعته طوال حياتي، وسنرى ما يحدث. لدينا شيء منطقي بالنسبة للجميع".
وقالت واشنطن بوست" إنه يُتوقع أن تقترح الحزمة إعادة رسم الحدود بين "إسرائيل" والضفة الغربية والتي ستضم مستوطنات يهودية كبيرة إلى "إسرائيل" الخالصة، مع استمرار بعض أشكال السيطرة الأمنية لإسرائيل على الأراضي التي احتلتها في عام 1967، وذلك وفقاً لشخصين مطلعين على الخطة اللذين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لأن الخطة لم تعلن بعد.
وتوقع ترامب بأنه "سنحصل في نهاية المطاف على دعم الفلسطينيين"، ولكن يبدو أيضاً أنه يؤكد التوقعات بأن مقترحات البيت الأبيض سخية تجاه الحليف الوثيق "إسرائيل".
وقال ترامب: "هذه خطة ربما يجب على بيبي (نتنياهو) وخصمه(غانتز)، أن تعجبهما كثيراً".
والتقى غانتز مع ترامب بشكل منفصل في البيت الأبيض كجزء من إستراتيجية الإدارة لإصدار المبادئ التوجيهية الأميركية للتسوية قبل أن يصوت الإسرائيليون في آذار / مارس في الانتخابات التشريعية. ونتنياهو وغانتز عالقان في مأزق بعد انتخابات غير حاسمة في العام الماضي. وقال كلاهما إنهما يرحبان بخطة ترامب.
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الخطة قولهم إنه يتوقع أن توفر الخطة حكماً ذاتياً محدوداً للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية من شأنه أن يزيد خلال فترة زمنية مدتها ثلاث سنوات إذا اتخذت القيادة الفلسطينية تدابير سياسية جديدة ونبذت العنف واتخذت خطوات أخرى في التفاوض مع "إسرائيل".
كما يُتوقع أن تتضمن الخطة المؤلفة من 50 صفحة، التي وضعها مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، مقترحات تتناول كل واحدة من القضايا الرئيسية التي أعاقت جهود السلام السابقة، بما في ذلك مطالبات الأراضي المتنازع عليها وإدارة الأماكن المقدسة في القدس.
وقال أحد الأشخاص: "هناك الكثير من الأشياء الجيدة للفلسطينيين - الكثير - لكن بأي حال من الأحوال ليس كل ما سعوا إليه منذ فترة طويلة". وأضاف: "سيمتلكون دولة في متناول أيديهم، إذا ما استوفوا معايير أمنية وسياسية معينة".
وقالت "واشنطن بوست" إنه يبدو أن هذه السيادة المشروطة لا ترقى إلى مستوى الهدف الدولي طويل الأمد المتمثل في إقامة دولة فلسطينية منفصلة ومستقلة بالكامل. لكن الخطة "تعترف بالواقع كما هو"، مع توسيع المستوطنات الإسرائيلية، واقتصاد فلسطيني يائس وتقلص الآفاق السياسية للشباب الفلسطينيين، كما قال ذلك الشخص.
تقدر خطة كوشنر أساساً أن الموقف التفاوضي الفلسطيني ضعيف ويزداد سوءاً، وهي تطلب من الزعماء الفلسطينيين التفاوض من أجل جزء من رغيف بدلاً من مشاهدة رغيف كامل يختفي، كما قال الأشخاص الذين سمعوا كوشنر وغيره من واضعي الخطة يصفون الاقتراح.
ووصف جيريمي بن عامي، رئيس مجموعة "جي ستريت" الأميركية المؤيدة لـ"إسرائيل"، عرض البيت الأبيض بأنه "حيلة سياسية صارخة" تهدف إلى صرف الانتباه عن المشاكل السياسية والقانونية لكل من ترامب ونتنياهو. وقال في مقابلة مع الصحيفة: "هذا ليس اليوم المناسب، إذا كنت صانع سياسة جاداً، لحل أصعب صراع في العالم. إن اختيارهم لهذا اليوم يخبرك بكل ما تحتاج إلى معرفته".
ترجمة: هيثم مزاحم