"هآرتس": كم طفلاً ستقتل "إسرائيل" في محاولتها اغتيال قادة حماس؟
كم سيُسمح لـ "إسرائيل" بممارسة القتل البربري وقتل الأطفال والنساء والرجال والشيوخ من أجل اغتيال قادة من المقاومة الفلسطينية؟
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تنشر مقالاً للكاتب غدعون ليفي يتحدث فيه عن عملية "جيش" الاحتلال في مواصي خان يونس، والتي راح ضحيتها العشرات من الفلسطينيين، من بينهم أطفال ونساء، بزعم محاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسّام محمد الضيف.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
هتافات النصر في "إسرائيل" بدأت على الفور بعد عملية "الجيش" الإسرائيلي في مواصي خان يونس التي زعموا أنّها نُفّذت لاغتيال قائدين من حركة حماس. لم يتلاشَ بعد الغبار عن خيام النازحين المهدمة في المواصي حتى بدأت نشوة "النصر المطلق" في الاستوديوهات.
وصف إعلاميون إسرائيليون عملية الاغتيال المزعومة بأنّها "اللحظات الجميلة في الحياة"، لكن تشير هذه السعادة إلى أي مستوى عميق وصل المرض في "إسرائيل".
لو كانت عملية الاغتيال قد نجحت، لكانت "إسرائيل" قد دفعت الثمن بشكل أو بآخر على الفور أو بعد فترة. وإذا فُتح باب جهنم من لبنان الآن، فسنعرف الثمن. وإذا جنّدت "حماس" قوّتها المتبقية للثأر بطريقة ما فسنعرف الثمن. وإذا حل مكان الضيف شخص أكثر أشد بأساً منه مثل الذين حلّوا مكان الشيخ أحمد ياسين والسيد عباس الموسوي فسنعرف الثمن. وفي الأساس، إذا تم إفشال الصفقة لوقف الحرب وإعادة المخطوفين فسنعرف الثمن. لا توجد سيناريوهات متوقعة أكثر من هذه، ومع ذلك "إسرائيل" تحتفل بالنصر.
لكن يخيّم فوق كل ذلك سؤال: كم سيُسمح لـ"إسرائيل" بممارسة القتل البربري من أجل اغتيال قائد أو اثنين؟ هذا سؤال لا يتم طرحه هنا. وإذا تجرأ أحد على طرحه، فسيُواجه بالرد التلقائي "بحسب الحاجة". المشاهد التي جاءت من غزة "أظهرت ما اقتضاه الأمر لاغتيال الضيف".. طائرات قتالية ومسيّرات قصفت منطقة المواصي التي قال الجيش إنّها المكان الآمن الوحيد لسكان القطاع.
بالطبع، لا ملجأ هناك ولا بيوت. لا يوجد سوى خيام ورمال. وقال "الجيش" الإسرائيلي إنّ المنطقة التي تم قصفها كانت محاطة بالأسوار وحرجية، هل هناك غابات في غزة!؟ وزعم أيضاً أنّ عشرات المخربين قُتلوا في هذه العملية، لكن الصور التي بُثت أمام العالم أظهرت خياماً مدمرة وأطفالاً يصرخون صرخات الموت. هنا، وجد النازحون مأوى من الحرارة والعطش والجوع. وهنا، صوّب الطيارون ومشغّلو الطائرات المسيّرة الصواريخ القاتلة، والنتيجة مذبحة. العشرات قتلوا، بينهم أطفال وطواقم إنقاذ من الدفاع المدني.
وقد تم نقل مئات المصابين إلى مستشفى ناصر شبه المدمر، الذي ظهر أمس كأنه مسلخ، على غطاء مقدمة السيارات والعربات التي تجرها البهائم الجائعة أو محمولين بين أذرع أقاربهم وأعزائهم المذعورين، لكن كل ذلك لا يهم "إسرائيل" أبداً.
هل جدير ذلك الثمن الذي دفعه النازحون في غزة مرة أخرى؟ كم هو عدد الأطفال ورجال والنساء والشيوخ وطواقم الدفاع المدني الذين سيُسمح لـ"إسرائيل" بقتلهم مقابل عملية اغتيال قائد فلسطيني؟ ما كمية الدماء التي يجب أن تُسفك مقابل إرضاء شهوة "الجيش" والمستوى السياسي من أجل التلويح بالنصر؟ 100 قتيل، بالتأكيد مسموح. ألف قتيل؟ أفترض أنّ أغلبية الإسرائيليين ستهز الرأس بالموافقة. 10 آلاف.. 50 ألفاً؟ قولوا كم يُسمح لـ"إسرائيل" بأن تقتل إلى حين اعتبار هذا العمل جريمة؟ في أي مرحلة يوقفون المذبحة؟ الجواب معروف مسبقاً: حسب الحاجة. بكلمات أخرى، حتى النهاية.