"جيروزاليم بوست": رغم المصالح المشتركة.. "إسرائيل" قلقة من مستقبل الدعم الأميركي لها
صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تشير إلى أن السلوك الأميركي المجافي لـ "إسرائيل" يخلق لها قلقاً بشأن مستقبل الدعم الأميركي لها.
أكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن "إسرائيل" فشلت في تحقيق الأهداف المعلنة (منها استعادة الأسرى بالضغط العسكري و"القضاء على المقاومة") في 6 أشهر من الحرب على غزة، منتقدةً التوغل البري للقوات الإسرائيلية في رفح جنوبي القطاع وغياب خطة "اليوم التالي".
وعلى صعيد العلاقات مع الولايات المتحدة، فقد أشارت الصحيفة إلى أنّ سلوك واشنطن الأخير يشير إلى تآكل في الثقة، وفي وقت تواصل فيه إرسال المعدات العسكرية إلى إسرائيل، إلا أنّ الأخيرة قلقة بشأن مستقبل هذا الدعم.
النص منقولاً إلى اللغة العربية
رغم أن الولايات المتحدة تواصل تقديم الدعم العسكري، إلا أن هناك مخاوف من احتمال تآكل الثقة بينها وبين "إسرائيل".
مع احتدام الحرب على غزة، لم يحقق "الجيش" الإسرائيلي بعد هدفه المعلن بوضوح، وغير قادر على الموافقة على صيغة حماس لإطلاق سراح الأسرى، الذين يعيشون في خطر مميت.
يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تصدر تعليمات "للجيش" بشأن كيفية المضي قدماً، لأن الوقت لا يرحم وبصمة إنجازات "الجيش" تتلاشى بسرعة. ويجب على "إسرائيل" أن تجد على وجه السرعة سبيلاً لإعادة الذين أسرتهم حماس. بالإضافة إلى ذلك، أصبح من الواضح بشكل تدريجي ومؤلم أنه لا توجد حتى الآن خطة "اليوم التالي" - ونهاية الحرب لا تلوح في الأفق.
وعلى الرغم من أن "الجيش" الإسرائيلي يهدف إلى التدمير الكامل لحماس، إلا أن يديه مقيدتان. في غياب اتفاق ليس فقط داخل الحكومة الإسرائيلية بل أيضاً مع الولايات المتحدة - المطالبة بوقف إطلاق نار إنساني والتلميح إلى التهديد بوقف تزويد "إسرائيل" بالمعدات العسكرية - يجب أن نفكر خارج الصندوق. بالنظر إلى المستقبل، ماذا نريد؟ وكيف نخرج من هذا الفخ؟
إن عودة الأسرى هي أولويتنا الأولى، حتى تسبق التوغل في رفح، كما اتضح عندما وافقت "إسرائيل" على وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع. ومع ذلك، فإن مطالب حماس المستحيلة - مثل انسحاب "الجيش" الإسرائيلي من شمالي قطاع غزة؛ التراجع عن تقسيم قطاع غزة؛ عودة سكان غزة إلى الشمال؛ وإطلاق سراح مئات من أسراها - يمثل أسوأ الخيارات الممكنة. ومن الواضح أنه لو أطلق سراح هؤلاء فإن حماس ستعيد تسليحهم على الفور وستهاجمنا من جديد.
إنهاء حرب غزة بعملية رفح خطأ
ارتُكبت أخطاء في ظل هذه الحرب من بينها قرار إبقاء عملية رفح للأخير. كان يجب على "الجيش" الإسرائيلي أن يدخل رفح منذ البداية ويتقدم بشكل متزامن، وليس بالدور.
من الواضح أن المصريين لا يستمتعون باحتمال دخول "الجيش" الإسرائيلي إلى رفح، ولكن من دونه، لن تنتهي الحرب.
لم نعد متأكدين من دعم الولايات المتحدة، وإذا كان الضغط العالمي من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا لوقف الحرب يعوق استكمال الأهداف العسكرية الإسرائيلية، فلن يكون هناك ضمان لعودة الأسرى.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تواصل تقديم الدعم العسكري، إلا أن هناك قلقاً من أن الثقة بينها وبين "إسرائيل" قد تتآكل، إلى جانب ثقة حلفائها في الخليج.
لم يكن حق النقض الذي امتنعت الولايات المتحدة عن استخدامه ذا أهمية عملياتية، ولكنه أظهر موقفاً مجافياً لـ "إسرائيل"، مما خلق قلقاً بشأن الدعم في المستقبل.
وتشعر الإمارات والسعودية والبحرين بالقلق من الولايات المتحدة بعد أن فضلت قطر لإنشاء الميناء الذي سيتم بناؤه في غزة. اختارت الولايات المتحدة قطر على حلفاء أميركا مثل المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.
دعونا لا ننسى أنه على حدودنا الشمالية، ينتظر حزب الله، وقدراته عدّة أضعاف قدرات حماس. حزب الله يراقب ويخطط لعملياته وفقاً للتطورات الميدانية في غزة. إن تفكيك حماس وتدمير قدراتها العسكرية أمر إلزامي في التأثير على حرب محتملة مع حزب الله.
الولايات المتحدة، أفضل صديقة لـ"إسرائيل" دائماً، وقد أوضحت ذلك بشكل لا لبس فيه مرة أخرى في الأسبوع الماضي، عندما وافق الرئيس جو بايدن على صفقة أسلحة جديدة تشمل طائرات الشبح والأسلحة المتقدمة، على الرغم من انتقادات الديمقراطيين.
يجب على الولايات المتحدة أن تعتبر "إسرائيل" أقرب حليف لها في الدفاع عن المصالح الأميركية بالإضافة إلى مصالحها. هناك فرق ملحوظ بين موقف أميركا تجاه حلفائها الخليجيين وموقف "إسرائيل". ومع ذلك، فإن مصالح "إسرائيل" هي مصالح الولايات المتحدة.