"بوليتيكو": 4 أسباب تجعل استطلاعات الرأي الأخيرة سيئة لبايدن
صحيفة "بوليتيكو" ناقشت أسباب النتائج السيئة للرئيس الأميركي، جو بايدن، في استطلاعات الرأي الأخيرة بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة.
تحدثت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية في تقرير لكيلي غاريتي، عن النتائج السيئة للرئيس الأميركي، جو بايدن، في استطلاعات الرأي الأخيرة بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، شارحةً أسباب تراجعه خلف منافسه الجمهوري المحتمل دونالد ترامب.
وفي ما يلي النص منقولاً إلى العربية:
تتوالى النتائج السيئة للرئيس الأميركي، جو بايدن، في 4 استطلاعات للرأي جرت نهاية الأسبوع المنصرم، وبعد يوم على استطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" بالتعاون مع "جامعة سيينا" الإيطالية أظهر تراجع بايدن بـ4 نقاط خلف منافسه الجمهوري المحتمل دونالد ترامب، في الانتخابات العامة المقبلة بعد نحو 6 أشهر.
استطلاعات نهاية الأسبوع الرئيسية تظهر أيضاً تقدم ترامب وسط انتشار واسع النطاق. واستياء عميق من شاغل الوظيفة الأول في البيت الأبيض الرئيس جو بايدن، الذي يساهم بتعزيز شعبية دونالد ترامب عبر تعزيز شكوك الجمهور بإدارته، حتى الذين لم يكونوا من عداد جمهور ترامب أصبحوا الآن أقرب له من بايدن بكثير.
استطلاعات الرأي ليست سوى تنبؤات، هذا ما يسارع البيت الأبيض إلى قوله لتذكير وسائل الإعلام والديمقراطيين المتحمسين في أعقاب كل "جولة" نتائج استطلاعات الرأي التي تنهال تباعاً، مخلفةً بين مندوبي بايدن هلعاً وقلقاً على المستقبل السياسي لرئيسهم.
وقالوا أيضاً إنهم يتوقعون أنه عندما يحين وقت الشدة، فإنهم يعتقدون أنّ الناخبين سيقررون أنه يتعين عليهم اختيار بايدن بدلاً من ترامب.
كذلك أعلن مدير اتصالات حملة بايدن الانتخابية في بيان، "لا تزال استطلاعات الرأي تتعارض مع الطريقة التي يصوت بها الأميركيون، وتبالغ باستمرار في تقدير حجم دونالد ترامب بينما تقلل من مكانة الرئيس بايدن. وإنّ سلوك الناخبين الفعلي يخبرنا أكثر بكثير مما يخبرنا به أي استطلاع للرأي، فالرئيس بايدن والحزب الديمقراطي يتفوقون في الأداء، بينما ترامب والحزب الجمهوري يعانون من ضائقة مالية وانقسامات داخلية شديدة".
مع ذلك، لا يلغي بيان فريق بايدن الانتخابي أنّ الناخبين يرسلون نفس الرسائل مراراً في استطلاعات الرأي. وفيما يلي بعض العلامات الحمراء التي تظهر باستمرار في استطلاعات الرأي لبايدن:
العمر والقدرة البدنية والعقلية
يستمر الناخبون الأميركيون الشعور بالانزعاج بسبب عمر بايدن وفقدان التركيز الملحوظ. وقال 45% ممن استجابوا لاستطلاع "نيويورك تايمز/ سيينا"، إن عمر بايدن يمثل مشكلة كبيرة وهو غير قادر على التعامل مع منصب الرئيس، بينما قال 26% إن هذا يجعله غير فعال كما يجب، لكنه لا يزال قادراً على التعامل مع منصب الرئيس بشكل جيد بما فيه الكفاية. وقال 25% فقط إنهم لا يتفقون إلى حد ما مع هذه الفرضية.
على الرغم من أنّ دونالد ترامب ليس أفضل بكثير من بايدن من فقدان التركيز إلى الاختلاطات وبياناته الخاطئة، آخرها في ولاية كارولينا الشمالية يوم السبت الماضي، حيث أشار إلى الرئيس الحالي باسم أوباما ، فحقيقة الأمر أنه يبلغ من العمر 77 عاماً، وهو أصغر من بايدن بـ4 سنوات فقط، وهذا أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع المذكور يعتبرون عمر ترامب يجعله أيضاً غير فعال وما ينطبق على بايدن ينطبق عليه أيضاً.
وفي استطلاع أجرته شبكة "سي بي إس نيوز"، اعتبر 45% أنّ ترامب وحده يتمتع بصحة جيدة بما يكفي لتولي منصب الرئيس، مقارنة بـ17%، قالوا إنّ بايدن فقط هو الذي يتمتع بصحة جيدة وباللياقة العقلية لولاية أخرى.
الاقتصاد
على الرغم من الأخبار الاقتصادية الجيدة خلال الأشهر الأخيرة، و"الهبوط الناعم" طويل الأمد للتضخم بعد أزمة وباء كورونا، يبدو أنّ الأميركيين لا يستطيعون التخلص من الشعور بأن الاقتصاد في حالة صعبة. وقال ما يقرب من ثلاثة أرباع المشاركين في استطلاع "التايمز"، أي 74%، إن الاقتصاد اليوم في حالة سيئة أو متوسطة فقط، في حين صنفه 26% بأنه جيد أو ممتاز.
وفي استطلاع آخر، قال 49% من المشاركين إن الاقتصاد اليوم في حالة جيدة جداً أو جيدة إلى حد ما، بينما قال 57% إن الظروف الحالية سيئة للغاية أو سيئة إلى حد ما. وعلى الرغم من الانهيار الناجم عن الوباء خلال العام الأخير لترامب في منصبه، فإنّ 65% يتذكرون الاقتصاد في عهده كان جيداً جداً أو جيداً نسبياً، بينما يتذكر 28% فقط أنه كان سيئاً نسبياً.
هناك بعض براعم الأمل الخضراء لبايدن ظهرت في استطلاع أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، تحدث عن ارتفاع طفيف في أعداد الناخبين الذين قالوا إن الاقتصاد تحسن خلال العامين الماضيين وأن مواردهم المالية الشخصية تتجه نحو اتجاه التحسن... لكن الاستطلاع أظهر أيضاً تزايد عدد المشككين بسياسات بايدن الاقتصادية.
الهجرة
كانت القضية الرئيسية بالنسبة للناخبين في استطلاع صحيفة "وول ستريت جورنال" هي الهجرة، التي تهم 20% ممن استجابوا للاستطلاع، بينما أعرب 14% على أن ما يهمهم هو الاقتصاد. وعلى الرغم من أن بايدن صعد من خطابه بشأن قضية الهجرة وألقى اللوم على الجمهوريين في الكونغرس الذين منعوا مؤخراً مشروع قانون الحدود الذي قدمه "الحزبان"، إلا أنه يبدو أن الناخبين ما زالوا يعتقدون أن ترامب سيبذل المزيد من الجهد لوقف تدفق المهاجرين.
الأغلبية ممن شاركوا في استطلاع شبكة "سي بي إس نيوز"، أنهم يعتبرون الهجرة أزمة مقلقة للغاية، ويعتقد نصفهم أن ولاية بايدن الثانية ستعني زيادة في عدد المهاجرين القادمين عبر الحدود. ويتوقع 22% أن رئاسة أخرى لبايدن ستؤدي إلى انخفاض في العبور. وفي الوقت عينه، يعتقد ما يقرب من 72% أن فوز ترامب الثاني سيؤدي إلى انخفاض في عدد المهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود الجنوبية، ويعتقد 9% فقط أن فوز ترامب سيعني المزيد من المهاجرين.
وأظهرت معظم الاستطلاعات أن الأميركيين يشطرون إلى نصفين تقريباً حول موضوع الهجرة، منهم من يؤيد بقوة أو إلى حد ما جعل من الصعب على المهاجرين عبور الحدود الجنوبية أو طلب اللجوء في الولايات المتحدة، ومنهم من يرفض الفكرة بقوة وشراسة
وجهاً لوجه
فاز ترامب على بايدن في المنافسة وجهاً لوجه في جميع استطلاعات الرأي الرئيسية التي أجريت في نهاية الأسبوع الماضي، ولكن بفارق بضع نقاط فقط.
والجدير بالذكر أنه في 2 من استطلاعات الرأي تلك، ظهرت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة "الجمهورية" نيكي هالي، أقوى من ترامب في المنافسة المباشرة مع بايدن. لكن ترامب لا يزال في المقدمة، ومن المرجح أن تسحق هيلي على يد الرئيس السابق "يوم الثلاثاء الكبير"."
لا ينطبق هذا على كل استطلاعات الرأي، إذ يتقدم بايدن على ترامب في استطلاع الشهر الماضي، على الرغم من أن ترامب يجهد من بداية العام لتقليص الفوارق في كل استطلاع.
لم يحصل ترامب رسمياً بعد على ترشيح حزبه، وأي من لوائح الاتهام الجنائية الـ91 الموجهة إليه يمكن أن تقلب الانتخابات رأساً على عقب. وهذا ما يعمل عليه فريق جو بايدن الانتخابي وما يتمناه.