"The Spectator": يجب تقصير الرسَن لـ"إسرائيل"!

تصرفات "إسرائيل" تتعارض في كثير من الأحيان مع أهداف السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة، والكثيرون يتساءلون عما إذا كان ينبغي تقصير رسنها.

0:00
  • "The Spectator": يجب تقصير الرسَن لـ "إسرائيل"!

مجلة "The Spectator" البريطانية تنشر مقالاً للكاتب دانيال ديبيتريس، يتحدث فيه عن عمليتي اغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، وتأثيرهما المحتمل في صفقة الأسرى مع حركة حماس، واحتمال أن يؤديا إلى صراع في الشرق الأوسط.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

اغتيال "إسرائيل" لإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والرجل الذي كان عضواً في الحركة منذ إنشائها عام 1987، يمثّل عقبة محتملة أمام التوصل إلى وقف لإطلاق النار وصفقة تبادل للأسرى وإنهاء الصراع.

وقد أدّى هذا، إضافة إلى الضربة الإسرائيلية ضد القائد الكبير في حزب الله فؤاد شكر في جنوب بيروت قبل نحو 12 ساعة من اغتيال هنية، إلى إضافة المزيد من التعقيدات لواشنطن في محاولتها لمنع المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط.

لكن أيّ شخص لديه خلايا دماغية سيخبرك أنّ الحرب في غزة تصاعدت إلى أماكن أخرى قبل أشهر. وفي حين أنّ المراقبين لا يستخدمون بالضرورة كلمة "حرب" لوصف المواجهة المستمرة بين "إسرائيل" وحزب الله، تظل الحقيقة أنّ المنطقة الحدودية بين "إسرائيل" ولبنان هي منطقة حرب بحكم الأمر الواقع لأكثر من 9 أشهر.

وقد غادر مئات الآلاف من الأشخاص على جانبي الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة منازلهم في هذه المنطقة هرباً من الطائرات من دون طيار ونيران الصواريخ والغارات الجوية.

وبالتزامن مع ذلك، كان اليمنيون يطلقون الصواريخ والطائرات بدون طيار باتجاه "إسرائيل" في بعض الأحيان. وقد حوّلوا البحر الأحمر إلى نطاق إطلاق نار. وفي بعض الأحيان، أغرقوا ناقلات في هذه العملية. كما تتعرض القوات الأميركية أيضاً للهجوم من الحركات العراقية.

بصراحة، إذا كان بلينكن لا يعتقد أنّ التصعيد لم يحدث بالفعل، فإمّا أنّه لا ينتبه ويجب إقالته لعدم الكفاءة، وإما أنّه يكذب ويعتقد أنْ لا إمكانية لدينا للوصول إلى التلفزيون والإنترنت.

في نهاية المطاف، بلينكن هو عرض جانبي لهذه القصّة بأكملها. الحدث الرئيسي هو تصرفات "إسرائيل" وتعارضها في كثير من الأحيان مع أهداف السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة.

كما أنّ حقيقة أنّ واشنطن لم تكن على علم بالاغتيال الإسرائيلي لهنية في طهران قبل وقوعه تتحدث عن الكثير. لقد أبقى الإسرائيليون العملية مغلقة، لا لأنهم كانوا قلقين من أنّ الأميركيين قد يسرّبون تفاصيل حساسة إلى الصحافة، بل لأنّ المسؤولين الإسرائيليين فهموا على الأرجح أنّ الضربة ضد هنية ستكون لها عواقب خطيرة للغاية في جميع المجالات.

ولا تشمل هذه العواقب احتمال إطفاء أي جذوة تفاوضية متبقية بين "إسرائيل" وحماس فحسب، إذ تساءل رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وهو وسيط رئيسي في تلك المحادثات، عما إذا كانت جهود الوساطة يمكن أن تنجح الآن. كما تشمل العواقب أيضاً صراعاً في الشرق الأوسط أكثر سخونة.

والجدير بالذكر أنّ هناك ما يقارب 3500 جندي أميركي ما زالوا متمركزين في العراق وسوريا. لقد ماتت خلافة تنظيم "داعش" الإقليمية ودُفنت منذ أكثر من 5 سنوات، الأمر الذي يطرح سؤالاً عن سبب بقاء تلك القوات. وسيتعين عليهم الآن أن يشاهدوا الهجمات الصاروخية التي انتشرت بشكل كبير منذ بداية العام. وقد تكون الهدنة التي استمرت لعدة أشهر بين واشنطن والقوات المدعومة من إيران في طريقها إلى النهاية، ما يضيف مأزقاً آخر.

سوف تستمر العلاقات الأميركية الإسرائيلية خلال كل هذا، وسيستمر المسؤولون الأميركيون في القول إنّ لـ"إسرائيل" الحق في الدفاع عن نفسها. وكما قال وزير الدفاع لويد أوستن أمس: "إذا تعرضت إسرائيل لهجوم، فإننا بالتأكيد سوف نساعد"، لكن لا يمكنك إلقاء اللوم على جو بايدن أو كامالا هاريس أو أي شخص آخر إذا بدأوا يتساءلون عما إذا كان ينبغي تقصير رسن "إسرائيل" (كبح جماحها).

نقلته إلى العربية: بتول دياب

حركة المقاومة الإسلامية، حماس، تنعى قائدها، إسماعيل هنية، باستهداف إسرائيلي لمكان إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، حيث كان يشارك في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.