"Responsible Statecraft": كييف تساعد هيئة تحرير الشام لكسب عضوية "الناتو"
كييف ترسل طائرات من دون طيار ومشغّلين إلى سوريا وتعرض المزيد لإعطاء روسيا "أنفاً دموياً".
مجلة "Responsible Statecraft" تنشر تقريراً تتحدّث فيه عن المساعدة التي قدّمتها أوكرانيا لهيئة تحرير الشام، وأهداف كييف من تقديمها.
أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية بتصرّف:
في الوقت الذي تجتاح فيه جماعة هيئة تحرير الشام الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة سوريا وسط الإطاحة المفاجئة بالرئيس الأسد، تستمر الأدلة التي تشير إلى أنّ جهود أوكرانيا التي ساعدت في انتصار الجماعة، تتزايد.
على وجه التحديد، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" يوم الثلاثاء أنّ أوكرانيا أرسلت 150 طائرة من دون طيار و20 مشغّل طائرات من دون طيار إلى إدلب قبل نحو شهر.
وذكر كاتب العمود في صحيفة "واشنطن بوست ديفيد إغناطيوس" أنّ نوايا أوكرانيا لمساعدة هيئة تحرير الشام كانت واضحة، وكتب أنّ الدولة التي مزّقتها الحرب كانت تبحث عن طرق أخرى "لإراقة الدماء في أنف روسيا وتقويض عملائها".
وعلاوة على ذلك، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق من هذا الشهر أنّ أوكرانيا وهيئة تحرير الشام كانتا تنسّقان الجهود بما في ذلك "مكافحة المعلومات المضللة الروسية وتقديم المساعدة الطبية". كما سلّط تقرير الصحيفة الأميركية الضوء على اقتراحات رئيس الاستخبارات الأوكراني كيريلو بودانوف المتكررة بأنّ أوكرانيا ستستهدف عدوها روسيا دولياً.
بدوره، قال مصدر لصحيفة "نيويورك تايمز" إنّ هجوم هيئة تحرير الشام في سوريا كان أيضاً في توقيت مناسب لتوجيه ضربة إلى روسيا، العدو المشترك.
في الواقع، اشتكى المسؤولون الروس مراراً وتكراراً من أنّ أوكرانيا وهيئة تحرير الشام تتعاونان في إطار قدرات استخباراتية أو عسكرية. وكما قال الممثّل الخاص لروسيا في سوريا، ألكسندر لافرينتييف، لوكالة الأنباء الروسية تاس في تشرين الثاني/نوفمبر: "لدينا بالفعل معلومات تفيد بأنّ المتخصصين الأوكرانيين من مديرية الاستخبارات الرئيسية في أوكرانيا موجودون في أراضي إدلب".
وقال الممثّل الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في أوائل كانون الأول/ديسمبر، إنّ "التعاون بين الإرهابيين الأوكرانيين والسوريين جارٍ سواء فيما يتعلق بتجنيد المقاتلين للجيش الأوكراني أو شنّ الهجمات ضد القوات الروسية والسورية في سوريا، وإنّ مقاتلي هيئة تحرير الشام يتباهون بذلك علناً".
وبالنظر إلى جميع الأمور، قد يكون الهدف من مساعدة أوكرانيا لهيئة تحرير الشام جزئياً اكتساب الشرعية لدى الغرب وسط استمرار الحرب مع روسيا.
وقال الدكتور مارك إبيسكوبوس، زميل أبحاث معهد كوينسي وأستاذ مساعد للتاريخ في جامعة ماريماونت إنّ "المساعدة المزعومة التي قدّمتها أوكرانيا لقوات هيئة تحرير الشام ذات أهمية عسكرية محدودة بقدر ما كان الجيش العربي السوري غير مستعدّ بطبيعته لمقاومة هجوم المتمرّدين".
لكن بحسبه، فهذا "جزء من جهد أوسع نطاقاً تبذله كييف لكسب الدعم الغربي لمحاولتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي من خلال إثبات فعّاليتها في مواجهة المصالح الروسية في جميع أنحاء العالم للولايات المتحدة وأصحاب المصلحة الآخرين".
نقلته إلى العربية: بتول دياب