"يديعوت أحرونوت": عن الضرر الاستراتيجي الذي يمكن أن يلحق بـ "إسرائيل"

في حرب مع هذا الكم الكثير من الساحات التي تعمل بالتوازي، "إسرائيل" تخشى من تفويت أحداث يبدو أن لها تأثيراً محدوداً، على الرغم من أنها فعلياً تنطوي على إمكانية حدوث ضرر استراتيجي.

  • بلدية
    استهداف سابق لـ"كريات شمونة" (أرشيفية)

محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، يوسي يهوشع، يتحدث عن المخاطر التي تواجه "الجيش" الإسرائيلي على جبهات الشمال والجنوب، منطلقاً من مقتل الرائد احتياط، يحزقيل عزاريا، يوم السبت، الحادث الذي كان سيغير وجه المعركة، وفق تعبيره يهوشع.

فيما يلي النص منقولاً إلى العربية:

الحادثة الخطيرة في الشمال، التي قُتل فيه الرائد احتياط، يحزقيل عزاريا، في يوم السبت، كان يمكن أن تغير وجه المعركة ضد حزب الله، قائد القوة في مكان الحادثة سمع طنين الطائرة المسيّرة، وصرخ لمرؤوسيه بالاحتماء، ومنع وقوع كارثة على شاكلة إطلاق القذيفة الصاروخية على كفر غلعادي خلال حرب لبنان الثانية.

وبعد الكشف عن النفق الضخم بالقرب من معبر "إيرز"، تم الكشف أيضاً عن خطة حماس الأصلية ليوم 7 تشرين الأول/أكتوبر: بعد اختراق العائق في منطقة "إيرز"، التسلل بآليات عبر النفق والوصول إلى وسط البلاد.

في حرب مع هذا الكم الكبير من الساحات التي تعمل بالتوازي، هناك خشية من تفويت أحداث يبدو أن لها تأثيراً محدوداً، على الرغم من أنها فعلياً تنطوي على إمكانية حدوث ضرر استراتيجي. وقع أحد هذه الحوادث في يوم السبت على الحدود الشمالية، عندما أرسل حزب الله طائرة مسيّرة مزودة برأس حربي.

ومن المهم أيضاً أن يطّلع الجمهور على تهديد إضافي موجود بوفرة في ترسانة حزب الله. من حيث المبدأ، لدى الجيش الإسرائيلي حلول تكنولوجية لتحدي الطائرات المسيّرة الهجومية، لكنها ليست محكمة 100%.

ويمكن السؤال عما إذا كان حزب الله، كجزء من الصدام المستمر تحت قواعد "المعادلة"، سيزيد من استخدام الطائرات المسيّرة، وكيف سترد "إسرائيل" إذا تسببت إحداها، بخسائر كثيرة.

وفي غضون ذلك، لا جديد في "الروتين" المحزن الذي نشأ على خط التماس: حزب الله أطلق قذائف صاروخية وصواريخ مضادة للدروع على كريات شمونة.

وحدث آخر ذو أهمية استثنائية هو الكشف العلني عن نفق ضخم بالقرب من معبر إيرز. قبل شهر، وصفنا هنا بخطوط عامة وتبعاً لتعليمات الرقابة العسكرية، نشاط حماس في المستوى التحت أرضي، على بعد بضع مئات من الأمتار فقط كخط نار من القاعدة في معبر إيرز.

وخلال الأسبوعين الأخيرين اكتشفت القوات الإسرائيلية مجمع الأنفاق الضخم الذي يبدأ تحت مخيم جباليا ويصل إلى محيط الحدود مع "إسرائيل" - على بعد 4 كيلومترات. إن مشروعاً بهذا الحجم، والذي غاب عن الاستخبارات بصورة تثير الدهشة، يُظهر جرأة حماس الهجومية.

ويقول ضابط كبير إن حماس خططت للاختراق بمركبات عبر نفق بعد اختراق العائق في منطقة "إيرز"، وليس للتوقف في مستوطنات النقب الغربي بل للوصول إلى الطريق رقم 4 والوصول إلى وسط البلاد.

وبين الأنفاق الشمالية والجنوبية، لا يزال القتال في غزة معقداً وبطيئاً. في شمال قطاع غزة، تستكمل الفرقة 162 السيطرة على جباليا، بينما في الشجاعية، من المتوقع أن تقوم الفرقة 36 بأعمال إضافية ستستغرق عدة أيام.

 وفي خان يونس، جنوب قطاع غزة، سيزيد الجيش من الضغط لمحاولة الوصول إلى مسؤولي حماس قبل أن يزداد الضغط لتغيير نموذج القتال.

وأمس، أدلى وزير الأمن يوآف غالانت بتصريحٍ مشترك إلى جانب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن. وقال غالانت إن "عملية الجيش الإسرائيلي ضد قيادة حماس في خان يونس تتجاوز مراحل الحرب، وستستمر حتى تحقيق الهدف، أيضاً في المراحل المقبلة".

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.