"وول ستريت جورنال": عواقب طويلة الأمد لفشل بايدن في الانسحاب من أفغانستان
تقرير صادر عن مجلس النواب الأميركي يشكف تفاصيل وعواقب الانسحاب من أفغانستان.
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تنشر تقريراً تتحدث فيه عن عواقب الانسحاب الأميركي من أفغانستان، مستندةً إلى تقرير صادر عن لجنة تابعة لمجلس النواب الأميركي.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
أصدرت لجنة تابعة لمجلس النواب الأميركي تقريراً يشمل لائحة اتهامات مكوّنة من 350 صفحة لقرارات الرئيس جو بايدن في كل مسألة أثناء الانسحاب من أفغانستان عام 2021.
ويذكر التقرير أنّ عدداً من المستشارين العسكريين أشاروا إلى أنّ الحكومة الأفغانية ستنهار إذا أزالت الولايات المتحدة العدد الصغير من قواتها المكوّن من 2500 جندي من البلاد.
وبحسب التقرير، فشلت الإدارة في التخطيط السليم للإجلاء المحتمل للأميركيين، فقد كشفت اللجنة أنّ "حجم السفارة الأميركية في كابول تزايد بدلاً من ذلك أثناء التراجع"، وذلك بسبب "الإصرار العقائدي" على الاحتفاظ ببصمة دبلوماسية.
ويقول التقرير إنّ "كمية كبيرة من المعلومات السرية تُرِكَت لطالبان" أثناء المغادرة الأخيرة. ويتذكر أفراد من القوات الأميركية حصول تدافع لتدمير الوثائق وإشعال نار في ساحة السفارة.
وكان رفض الرئيس الاحتفاظ بـ2500 جندي يعني أنّ الولايات المتحدة تخلّت عن قاعدة "باغرام" الجوية بمدرجها الآمن، وهذا يعني أنّ الإخلاء كان لا بد من أن يتم في حالة من الذعر من مطار كابول المدني، بمساعدة أمنية من طالبان. وأسفر هذا الكابوس عن مقتل 13 من أفراد الخدمة الأميركية في هجوم انتحاري.
ويقول التقرير إنّ "أربعة مدنيين أفغان على الأقل، بما في ذلك أطفال"، لقوا حتفهم وهم متشبّثون بالطائرات الأميركية المغادرة.
وأشاد البيت الأبيض بعملية الإجلاء كأنّها انتصار، في حين أنّها كانت في الحقيقة إذلالاً فوضوياً، وفقاً لما جاء في التقرير.
ويقول فريق بايدن إنّ دونالد ترامب لم يترك لهم خياراً يذكر بعدما تفاوض على اتفاق عام 2020 مع طالبان للانسحاب عام 2021، وإنّه أبرم صفقة سيئة، ليس أقلها استبعاد الحكومة الأفغانية من المحادثات.
أراد بايدن الخروج بحلول الذكرى العشرين لهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر من أجل الرمزية السياسية، وفرض جدوله الزمني السياسي الكارثي.
الصحافة مخطئة في اعتبار هذه الأخبار قديمة، لأنّ الولايات المتحدة لا تزال تعيش مع العواقب المدمرة. ويقول التقرير إنّ طالبان تحتجز حتى الآن 7 مواطنين أميركيين، ومصير النساء الأفغانيات مروّع. وفي الوقت نفسه، أصبحت أفغانستان مرة أخرى ملاذاً للمقاتلين من تنظيم "داعش" في خراسان وتنظيم القاعدة. وقد تكون هجمات تنظيم "داعش" على موسكو وإيران مقدّمة لهجوم على أهداف أميركية. يقول التقرير إنّ إدارة بايدن "لم تنفذ ضربة واحدة ضد تنظيم داعش في خراسان منذ عام 2021".
على نطاق أوسع، كان الانسحاب الأفغاني نهاية الردع الأميركي. يظهر ذلك بدءاً من الانسحاب، إلى العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وصولاً إلى عدم خشية اليمنيين من إطلاق الصواريخ على السفن الأميركية في البحر الأحمر.
وأعلنت نائبة الرئيس كامالا هاريس أنّها كانت آخر شخص في الغرفة عندما قرر السيد بايدن الانسحاب، فماذا قالت له؟ إذا دافعت السيدة هاريس عن انسحاب بايدن، فسوف ندرك أنها لا تفهم العالم الخطير الذي نعيش فيه.
نقلته إلى العربية: بتول دياب