"هآرتس": "كينغ بيبي" يعتقد أن الرب سيأتي لمساعدته.. وسيغرق "إسرائيل" معه
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقول إنّ بنيامين نتنياهو لا يملك فرصة، وفيما يضاعف المقامرة، فإنه يُغرق "إسرائيل" معه.
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، مقالاً تحت عنوان "الانفصال عن الواقع له تفسير.. دافع غير واعٍ لتدمير الذات"، للكاتبة كارولينا لاندسمان، تقول فيه إنّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يهلوس، ولا يستقيل لأنه يؤمن أن لديه فرصة لإيصال "إسرائيل" إلى بر الأمان، وأنه لا يزال بإمكانه الانتصار.. بينما جميع الوقائع تعارضه"، مؤكدة أن "إسرائيل" أصبحت منبوذة.
وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:
بنيامين نتنياهو لا يستقيل لأنه يؤمن أن لديه فرصة لإيصال "إسرائيل" إلى بر الأمان. إنه مقتنع بأنه على الرغم من الأوراق السيئة في يده، لا يزال بإمكانه الانتصار، القيام بعدة خطوات عسكرية وسياسية ستنقذ إرثه.
ولا يزال "كينغ بيبي" يعتقد أن الرب سيأتي لمساعدته ويمنحه "نصراً مطلقاً"، يتبعه حتى "سلام" مع السعودية، مما سيحول دون اختزاله في كتب التاريخ على أنه الرجل المسؤول عن أكبر كارثة في تاريخ الدولة وتاريخ الشعب اليهودي منذ المحرقة، ويسمح له بالنزول من على مسرح التاريخ بكرامة نسبية.
نتنياهو يهلوس. إنه لا يملك فرصة. وفي صراعه المأساوي ضد القدر، ضد كل الاحتمالات، وفيما يضاعف المقامرة، فإنه يُغرق "إسرائيل" معه.
ومع مقتل أكثر من 30,000 من سكان غزة، من بينهم 12,500 طفل، ومجاعة متطرفة، وكارثة إنسانية، ومشاهد دمار وخراب، فيما كل العالم يقول إبادة جماعية ويعتبرنا مجرمي حرب، ليس ولن يكون هناك نصر مطلق. "إسرائيل" أصبحت منبوذة.
ونتيجة لذلك، فإنها تعرض تحالفاتها في العالم للخطر، أولاً وقبل كل شيء مع الولايات المتحدة. وفي المأساة، يأتي الاعتراف دائماً بعد فوات الأوان. عندما تدرك "إسرائيل" أنها منبوذة، لن تكون قادرة على تغيير ذلك.
وعندما تسقط تحالفاتها واحداً تلو الأخرى، مثل أحجار الدومينو، سيكون الأوان قد فات لإصلاحها. الموضوع هو أنهم في "إسرائيل" لا يستطيعون تخيل احتمال انكسار التحالف مع الولايات المتحدة. وهذا أيضاً مفهوم زرعه نتنياهو في الوقت الذي سمح فيه لنفسه بمساحة للمناورة وتقويض العلاقات معها باستمرار.
مدى انفصال "إسرائيل" عن الواقع يدل عليه أيضاً زخم تصاريح البناء في المستوطنات. أوجدوا لذلك الوقت – في خضم نقاش عالمي حول الصهيونية كمشروع استعماري – للشروع في جولة أخرى من نهب الأراضي في المناطق المحتلة. وافق المجلس الأعلى للتخطيط هذا الأسبوع على بناء آلاف الشقق السكنية في إفرات ومعاليه أدوميم وكيدار.
وذلك بعد أن أعلنت الإدارة المدنية الأسبوع الماضي آلاف الدونمات في منطقة معاليه أدوميم أراضي دولة، ووقّع قائد المنطقة الوسطى أمراً قضائياً لمستوطنة جديدة تسمى مشمار يهودا.
وبهذه الوتيرة، ستبدأ قريباً الاستعدادات لبناء الهيكل الثالث في الحرم القدسي (وهذا ليس مبالغ فيه كلياً). منذ فترة طويلة وهناك طاقة الهيكل الثالث في الأجواء: خطط معمارية مفصلة لهيكل مستقبلي، ومحاولة لتجديد عمل الأضاحي في جبل الهيكل، وناشط جبل الهيكل، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي يعمل على تغيير الوضع الراهن في الأقصى وجلب علينا، مع شريكه في الجريمة نتنياهو، "طوفان الأقصى".
إن سلوك "إسرائيل" منفصل عن الواقع لدرجة أنه من الضروري النظر فيما إذا كانت تتصرف بدافع غير واع لتدمير الذات. ربما هذا ما قصده الذين قالوا على مر السنين إن اليهود غير أهل للسيادة؟ ربما فعلت الطاقة اليهودية المناهضة للسيادة فعلها على "إسرائيل"؟
وفي سنة 2017، استضاف رئيس الوزراء وزوجته محفل الكتاب المقدس في منزلهما. في الحدث، ذكر نتنياهو أن مملكة الحشمونائيم بقيت على قيد الحياة نحو 80 عاماً فقط، وقال إنه يعمل على ضمان وصول "إسرائيل" إلى عامها الـ 100.
من كان يظن أنه بعد 6 سنوات ستتمّ مهاجمة "إسرائيل" بطريقة غير مسبوقة، وأن العالم سيناقش مسألة عدالة وجودها؟ نتنياهو واثق من أنه "المختار".
ولكن وا ويلاه من المهمة التي اختير من أجلها: تفكيك دولة "إسرائيل". وبينما كان يثرثر عن محاولاته لتهريب اليهود من مصير فقدان سيادتهم مرة تلو الأخرى، عمل على أن يبكّر لقاءهم الحتمي لمصيرهم.