"ذا تلغراف": التهديد الخفي الكامن في المياه يدمّر حياة النساء البنغلادشيات ببطء

تتسبب المستويات المتزايدة من مادة كيميائية بسيطة في آثار صحية كارثية على الأشخاص الذين يعيشون في دلتا الأنهار الشاسعة في بنغلاديش. 

  • "ذا تلغراف": التهديد الخفي الكامن في المياه يدمّر حياة النساء البنغلادشيات ببطء

مجلة "ذا تلغراف" البريطانية تنشر تقريراً كتبه توم باري، تحدث فيه عن ارتفاع ملوحة المياه في الأنهار في بنغلادش، بسبب التغيرات المناخية، وارتفاع مستوى سطح البحر، بالإضافة إلى السدود الكبيرة في الهند. وارتفاع ملوحة مياه الأنهار يسبب مشاكل صحيّة لسكان جنوب بنغلادش، خاصة النساء.

أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية:

لطالما شكّل النهر العريض الذي يتدفق عبر منزل روبا بشار المتواضع باتجاه خليج البنغال مورداً لاحتياجات مجتمعها، إذ توفر الأسماك التي يتم اصطيادها في شباك القرويين مصدر رزق ودخل لشراء الخضروات والدقيق والأرز، وتستخدم مياهه للشرب والاستحمام والطبخ. وعليه، يعتمد كل عمل روتيني على النهر.

 أما بالنسبة إلى روبا، فلم تعد مياه النهر آمنة وسليمة. فقد تسببت زيادة الملوحة في النهر الذي تقضي فيه الكثير من الوقت بإجهاض الفتاة البالغة من العمر 24 عاماً في وقت سابق من هذا العام، بحسب الأطباء. وهي ليست الفتاة الوحيدة التي تعرّضت لهذه المشكلة. فقد لاحظ الأطباء زيادة في مشكلات الصحة الإنجابية لدى الإناث اللاتي يسكنّ على طول النهر، الذي يُعد واحداً من أكثر من 700 رافد وقناة تلتقي في غابات المنغروف في المنطقة الساحلية في بنغلادش. واستناداً إلى بحث نشره المركز الدولي لأبحاث أمراض الإسهال في بنغلادش (ICDDRB)، فإن النساء اللاتي يعشن على بعد 12 ميلاً من الخط الساحلي أكثر عرضة للإجهاض بمعدل 1.3 مرة مقارنة بالنساء اللاتي يعشن في المناطق الداخلية. 

وخلال هذا العام، اكتشف باحثون من جامعة "دكا"، بالتعاون مع كلية لندن للصحة العامة والطب المداري (LSHTM)، ارتفاعاً غير عادي في معدل انتشار تسمم الحمل وارتفاع ضغط الدم بين النساء الحوامل في المنطقة. وعكست النتائج التي توصّل إليها الباحثون المخاوف التي أعرب عنها في بحث منفصل عام 2011 بدعم من "كلية لندن الإمبراطورية" بأنّ "زيادة تناول الملح خلال موسم الجفاف قد تساهم في ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل في المناطق الساحلية في بنغلادش، وقد تتفاقم المشكلة بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر والتغير البيئي في المستقبل". 

ومنذ عام 2008، كتبت مجموعة من الباحثين من قسم علم الأوبئة والصحة العامة في "كلية لندن الإمبراطورية" مقالاً في مجلة "لانسيت" الطبية يحذرون فيه من أنّ زيادة الملوحة تشكل "تهديداً لصحة المجتمعات التي تعيش في المناطق الساحلية في هذا البلد منخفض الارتفاع عن سطح البحر". 

وفي الوقت الراهن، يعمل اثنان من المشاركين في كتابة هذا المقال، وهما أنير خان وباولو فينيس، مع البروفيسور كريس ميليت، رئيس مركز الأمراض غير المعدية التابع للمعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية في الكلية الإمبريالية، للبحث عن أفضل الحلول للحد من تناول الملح من المياه المالحة وآثاره الضارة في بنغلادش.

وفي ظل تزايد تركيز الملوحة في أنهار بنغلادش عاماً بعد آخر، فإنّ الظروف بالنسبة إلى نساء أمثال روبا تزداد سوءاً. إذ يبلغ متوسط ​​تناول الملح اليومي أكثر من 3 أضعاف المستويات التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وفقاً لبعض العيّنات المأخوذة. وتشير الدلائل المحلية إلى أن ارتفاع ملوحة المياه يرتبط أيضاً بارتفاع معدل انتشار هبوط الرحم بين النساء البنغلادشيات، والذي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان في حال لم يتم علاجه. 

وعلى ارتفاع مترين فقط فوق مستوى سطح البحر، فإن جنوب بنغلادش بأكمله معرض بشكل خاص لارتفاع مستويات التيارات والفيضانات والأعاصير. ومع هطول الأمطار بشكل يصعب التنبؤ به وبكثافة أكبر خلال مواسم الرياح الموسمية، لا يمكن للتضاريس المنخفضة مقاومة دخول المياه المالحة إلى الداخل. وتنخفض مستويات المياه العذبة في الأنهار التي تتآكل بشكل مطرد نتيجة الطقس غير المنتظم.

وتزداد مشكلة ملوحة المياه تفاقماً بشكل لا يقاوم بسبب السدود الكبيرة التي تم بناؤها أعلى النهر، بما في ذلك في الهند. وفي موسم الجفاف بين كانون الأول/ديسمبر وأيار/مايو، تبقى المياه المالحة، التي تخترق بسهولة السدود المحاطة بالرمال خلال الأشهر الأكثر تقلباً، في البرك المحفورة التي تعتمد عليها معظم الأسر. ومع ارتفاع درجات الحرارة، يتبخر المزيد من المياه ويرتفع بالتالي تركيز الملوحة. 

توجد المسطحات المائية الجذابة في كل مكان تنظر إليه في جنوب بنغلادش، لكن نسبة الملوحة المرتفعة تخترق كل هياكل الحماية من الفيضانات. وقد ارتفعت ملوحة الأنهار بأكثر من 45% خلال السنوات الـ70 الماضية. وفي هذا السياق، تقول الدكتورة بولين شيلبيك، الأستاذة المساعدة والمديرة المشاركة في قسم تغير المناخ وصحة الكوكب في كلية لندن للصحة العامة والطب المداري (LSHTM) والتي عملت لسنوات كثيرة في بنغلادش: "عادة، إذا تناولت كمية كبيرة من الملح، يتفاعل جسمك معها ويكتشف الاختلافات في الضغط داخل الخلية وخارجها. لذلك، تتخلص الكلى، على سبيل المثال، من هذا الملح عبر البول. أما في حال كنت معرضاً بشكل مزمن لهذه الكمية من الملح على غرار النساء اللاتي التقيت بهن في ساحل بنغلادش، فإن جسمك لا يمكنه العمل بهذه السرعة، وستستمر في مواجهة المشكلات. بالنسبة إلى النساء الحوامل، يعد هذا الأمر خطيراً للغاية لأنه يفاقم الكثير من النتائج السلبية، بما في ذلك وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة. ومن الواضح أن تغير المناخ يزيد من تواتر المشكلة وخطورتها.

التقيت روبا، البالغة من العمر 24 عاماً، في مجتمع الأقلية الهندوسية في تشيلا بازار. إنه وقت الغسق، وهو وقت مزدحم على النهر، حيث تعود قوارب الصيد لترسو ليلاً أو للانطلاق. وعلى الرغم من انتشار حالات الإجهاض في الآونة الأخيرة، فإن الحديث عن هذه التجربة يظل من المحرمات. لا تتحدث روبا إلا عندما تكون نساء القرية الأخريات المتجمعات تحت كشك فارغ في السوق بعيداً عن مسامعهن. فتهمس قائلةً: "اكتشفت أنني فقدت طفلي بعد نحو أربعة أشهر من حملي. كان ذلك في فصل الشتاء، عندما كانت المياه مالحة للغاية. لقد كنت أستحم في مياه النهر كل يوم لعدة أشهر. وفي أحد الأيام عندما خرجت من النهر، أدركت أن هناك شيئاً خطيراً. شعرت بألم شديد في أسفل بطني وكان ذلك مؤلماً للغاية. وبعد بضعة أيام، أكد لي الطبيب أنني تعرضت لإجهاض في مرحلة متأخرة من الحمل. وأخبرني الطبيب أن السبب الرئيس وراء إجهاضي هو وجود الكثير من الملح في المياه". وتشير روبا إلى أنها تشعر بصدمة شديدة نتيجة ما حدث، وهي غير متأكدة ما إذا كانت ستتمكّن من الإنجاب مرة أخرى.

تحصل روبا، كغيرها من النساء اللاتي يسكنّ في القرى الواقعة على ضفاف النهر والمنتشرة على طول الممرات المائية في هذا البلد المكتظ بالسكان، على مياه الشرب من النهر بواسطة وعاء كبير. وتكسب النساء لقمة عيشهن من خلال صيد الأسماك، الذي يتضمن خوضهن في أعماق نهر روبسا باسور، أحد فروع نهر الغانغ، لعدة ساعات قبل بزوغ الفجر، ومرة أخرى في وقت لاحق من اليوم.

هذا ويقتصر الخروج على متن القوارب على الرجال فحسب، وينضم الأولاد إلى طواقم الصيد في عمر مبكر. وقد أخبرني أصدقاء روبا أنّ مستوطنتهم، التي تمتد عبر ممر مائي، تغمرها المياه بالكامل أثناء الرياح الموسمية. وقد أشاروا إلى أنهم قبل شرب مياه النهر، يقومون بغليها أو إضافة أقراص التنقية إليها. وهذا من شأنه أن يقضي على البكتيريا الضارة إلا أنه لا يقلل من نسبة الملوحة العالية للغاية.

وفي قرية جايمانيرهات، التي تبعد ساعة من ميناء مونغلا البحري الرئيس في بنغلادش في عربة ريكشا تعمل بالبطارية، أخبر الأطباء الصيادات أن ارتفاع نسبة الملوحة في المياه يؤدي إلى تفاقم المشكلات الصحية القائمة. وأصبحت المرحلة الثالثة أو الرابعة من هبوط الرحم حالة شائعة بينهن. وفي كثير من الحالات، أدى ذلك إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم بسبب التكلفة الباهظة ولوجستيات النقل المعقدة لجراحة استئصال الرحم في مستشفى حكومي. 

ولأن صيد الأسماك يشكل مصدر دخلهن الوحيد، لا تملك النساء خياراً سوى الاستمرار في السير عبر المياه الضحلة في النهر، وهن يرتدين ملابسهن الكاملة. ويسحبن خلفهن شباكهن ذات الإطارات الخشبية المصنوعة يدوياً، ويتحركن ذهاباً وإياباً في حلقة مملة كسجناء في ساحة التمرين.

لا تؤثر الملوحة على صحة النساء فحسب، بل لها تأثير ملحوظ على الثروة السمكية، التي يقلن إنها انخفضت بمقدار الثلثين خلال السنوات الـ20 الماضية. ومع ندرة الأسماك، فإن التعمق في المياه التي تعج أيضاً بالتماسيح والثعابين البحرية السامة يشكل خطراً مهنياً لا يستطعن الاحتجاج ضده. 

أخبرتني فريدة بيغام، وهي أم لأربعة أطفال تبلغ من العمر 40 عاماً وقد أنجبت طفلها الأول في عمر الـ15، أنها تمارس الصيد في النهر منذ 20 عاماً، وتعاني من هبوط  في الرحم في المرحلة الثالثة منذ 5 سنوات على الأقل. وفي المرة الأخيرة التي تم فيها فحص فريدة، أكدت الممرضة المتنقلة أنها تحتاج إلى عملية استئصال الرحم. وقد تسببت حالتها، التي قالت الممرضة إنها تفاقمت بسبب تناول المياه المالحة، في آلام متواصلة في البطن وأسفل الظهر، وإمساك متواصل وحكة شديدة.

كما أخبرتني فريدة أن تكلفة العملية تعادل 600 مرة الدخل اليومي الذي تجنيه من الذهاب للصيد مرتين في اليوم، قائلةً: "نتحدث طيلة الوقت عن أن المياه أصبحت أكثر ملوحة وعن المشكلات التي نعاني منها جميعاً. وبالنسبة إلى أختي الكبرى، فقد أصبح هبوط الرحم لديها خبيثاً وسيؤدي إلى إصابتها بالسرطان. أنا محظوظة إلى حد ما لأنني رأيت ما حدث لها، لذا يمكنني أن أحاول القيام بشيء حيال ذلك، لكنني لا أعرف من أين سنحصل على المال. وفي حال تعقدت الأمور فستكون التكلفة أكبر. لقد غادر جميع أولادي، وبقيت أنا وزوجي في المنزل. نمتلك ما يكفي من المال للعيش، لكننا لا نمتلك ما يكفي للعلاج".  

لقد شاهدت النساء يجلسن على الشاطئ الموحل الذي تتناثر فيه الأعشاب بعد خروجهن من النهر لتفقد صيدهن الضئيل. ويقمن بغربلة محتويات شباكهن، باستخدام صدفة لفصل الأعشاب البحرية والأوساخ في وعاء بلاستيكي، ثم يقمن بعناية بأخذ الأسماك الصغيرة المتبقية لبيعها في مزارع الأسماك.

إنّ المشقة الناتجة عن ممارسة طقوس محبطة تصبح أمراً أكثر حتمية بشكل متناسب، وأكثر ضرراً على الجسد مع مرور الأيام. وبعد أن أحبطتهن ندرة الأسماك، عدن إلى منازلهن والشباك المستطيلة غير المتقنة ملقاة بشكل غير مريح على أكتافهن. 

وعادت معهن صيادة أخرى تحمل أيضاً اسم فريدة بيغام وتبلغ من العمر 50 عاماً، للخوض في النهر بعد إجراء عملية استئصال للرحم قبل ستة أشهر. بالنسبة إلى الأرملة فريدة، لم يكن هناك بديل للجراحة لأن الألم بات لا يُحتمل لدرجة أنها لم تعد قادرة على المشي. لذا، أخذت قرضاً لدفع تكاليف الجراحة وستسدده على عدد من السنوات. 

إن استمرار وجود المياه المالحة على ملابس النساء يعني أنه لا يمكنهن تنظيف أجسادهن بشكل جيد. وتشكو أخريات ممن تحدثت إليهن من أن قرحة المعدة والإسهال باتا أكثر شيوعاً، كما أن التهاب الجلد بات أكثر انتشاراً. وتشير الدكتورة أفسانا نعيمة حسن، الطبيبة المقيمة في مستشفى ولاية مونغلا، إلى أن الاحتكاك المستمر بالمياه المالحة يؤثر على الجهاز التناسلي للكثير من المرضى الإناث. وتقول: "ترتبط معظم الحالات التي أراها بخلل في أمراض النساء، لأنهن يقضين وقتاً أطول في الاتصال المباشر بالمياه مقارنة بالرجال. ويمكن أن يؤدي هذا الخلل إلى الإصابة بالتهاب الحوض، وتندب المبيض، بالإضافة إلى الإجهاض. كما أنه يتسبب بتضييق قناة فالوب، ما قد يسبب مشكلات في الحمل. وفي حال لم تتم معالجة هذه المشكلات، فقد تتفاقم الأمور. وهذا الأمر يحدث للكثير من النساء اللاتي يعتمدن على صيد الأسماك". 

ووفقاً للدكتورة أفسانا، يلاحظ الأطباء في المناطق الساحلية في بنغلادش ارتفاع معدلات الإصابة بالتهابات المسالك البولية في فصل الشتاء مع استهلاك السكان المحليين للمياه المالحة بسبب قلة هطول الأمطار. وتقول: "إن عدد الحالات في هذه المنطقة مثير للقلق حقاً. وألاحظ أنا وجميع الأطباء الموجودين في هذه المنطقة أن عدد المرضى الذين يعانون من هذه المشكلات قد ارتفع بشكل أكبر. والنساء من جميع الأعمار عرضة أكثر للإصابة بها. من الصعب قياس ذلك بالطبع، إلا أنه ليس هناك أدنى شك بأن هذه المشكلات تظهر على نحو منتظم".

وللمساعدة في الحد من مشكلة تفاقم ملوحة المياه وتأثيرها على صحة النساء، تقوم منظمات مثل "BRAC" التي تتخذ من بنغلادش مقراً لها وتتلقى التمويل من وزارة الخارجية البريطانية، بمساعدة هؤلاء النساء في مكافحة تفاقم أزمة ملوحة المياه. وأصبحت صهاريج جمع مياه الأمطار التي توفرها المنظمة مشهداً مألوفاً في المناطق الساحلية ببنغلادش ولها تأثير كبير.

علاوة على ذلك، تمثل محطات تحلية المياه الصغيرة حلاً واضحاً، إلا أنها نادرة حتى الآن. وقد قامت منظمة " BRAC" بتركيب واحدة بالقرب من مونغلا في بداية هذا العام. وتقوم بمعالجة نحو 2,500 لتر من المياه يومياً، وهي كمية تكفي معظم الأسر الموجودة في المنطقة المتاخمة والبالغ عددها 100. 

ولا تزال المياه المعالجَة تحتوي على بقايا ملح، ولكن على عكس مياه النهر، فإن هذه النسبة تندرج ضمن إرشادات السلامة الخاصة بمنظمة الصحة العالمية. ويقول المتحدث باسم منظمة " BRAC" أيان صوفي: "إن مياه الأمطار لن تلبي احتياجات الناس إلا بنسبة ضئيلة؛ لذا، فإن محطة تحلية المياه تمنحهم خياراً احتياطياً". 

وتجدر الإشارة إلى أن بنغلادش ليست الدولة الوحيدة المتضررة من التملح؛ إذ تشهد المناطق الساحلية في كل من أستراليا وأفريقيا وأميركا الشمالية أيضاً مستويات أعلى من كلوريد الصوديوم مقارنة بالمناطق الداخلية.

بعد مغادرة دودمهير وأورمي تحت أشعة الشمس الدافئة في شتاء بنغلادش اللطيف، يصبح المشهد ساحراً. رجل يصطاد الروبيان بشباك الجر في قناة ضيقة عند انحسار المد، وأطفال يستحمون في مستنقع مزين بزهور الونبق المائية وردية اللون. إلا أن هذه الصورة الممتعة عن الحياة في بيئة ريفية خصبة خادعةٌ. ففي هذه المياه المتموجة بلطف، يختبئ الملح الذائب الذي يدمر حياة النساء خفية.  

نقلته إلى العربية: زينب منعم