"وول ستريت جورنال": واشنطن تريد إضعاف روسيا كي لا تقدر على إعادة بناء جيشها

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة ستفعل كل شيء لمساعدة أوكرانيا على النصر.

  • لويد وبلينكن خلال لقائهما بزيلينسكي ووزرائه في كييف.
    لويد وبلينكن خلال لقائهما بزيلينسكي ووزرائه في كييف.

ذكرت صحيفة  "وول ستريت جورنال" الأميركية أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قال للصحافيين خلال زيارته للعاصمة الأوكرانية كييف اليوم إن القدرات العسكرية الروسية يجب أن تتدهور وإن أميركا تريد إضعاف روسيا إلى الدرجة التي لا يمكنها إعادة بناء جيشها.

وكان أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكين قد التقيا بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وأعلنا عن المزيد من المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا.

وقال أوستن اليوم الإثنين بعد زيارة على أعلى مستوى قام به مسؤولون أميركيون إلى كييف منذ التدخل الروسي في أوكرانيا في 24 فبراير / شباط: "نريد أن نرى روسيا تضعف إلى درجة لا تستطيع معها القيام بالأشياء التي فعلتها في غزو أوكرانيا".

وقال بلينكين: "إن روسيا تفشل، وأوكرانيا تنجح".

وخلال مؤتمر صحافي، قال أوستن إن الولايات المتحدة ستفعل كل شيء لمساعدة أوكرانيا على الفوز. وأضاف: "نعتقد أنه يمكنهم الفوز إذا كان لديهم المعدات المناسبة والدعم المناسب". وأضاف أن زيلينسكي "بينما هو ممتن لكل الأشياء التي نقوم بها، فإنه يركز أيضاً على ما يعتقد أنه سيحتاجه بعد ذلك من أجل أن يكون ناجحاً". وقال إنه إلى جانب المدفعية، أعربت أوكرانيا عن اهتمامها بالحصول على المزيد من الدبابات.

وقال زيلينسكي إن 3.4 مليار دولار من الدعم الدفاعي الذي قدمته الولايات المتحدة حتى الآن كان أكبر مساهمة في جهود الدفاع الأوكرانية، مضيفأ أنه ناقش كذلك العقوبات على روسيا، والدعم المالي لأوكرانيا والضمانات الأمنية مع الوزيرين بلينكين وأوستين.

وقال زيلينسكي في بيان: "أود أن أشكر الرئيس (جو) بايدن شخصياً وبالنيابة عن الشعب الأوكراني بأكمله على قيادته في دعم أوكرانيا، وعلى موقفه الشخصي الواضح".

وأشاد أوستن وبلينكين بنجاح أوكرانيا في صد هجوم روسيا الأولي على كييف والحفاظ على سيادتها.

وقال أكبر وفد أميركي يزور أوكرانيا منذ بدء الحرب إن وجود السفارة الأميركية سيعود إلى البلاد وتعهد بتقديم 322 مليون دولار كمساعدات عسكرية. 

وأطلع مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية المراسلين حول العديد من جوانب الحملة العسكرية الأوكرانية التي تمت مناقشتها مع زيلينسكي، بما في ذلك القوات الروسية المستنزفة وعدم قدرتها على تخصيص المزيد من الموارد للحرب من دون المساس بموقفها ضد حلف الناتو وحتى ضد فنلندا، التي يمكن أن تنضم إلى التحالف.

وقال المسؤولون الأميركيون إنهم أدركوا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يختار تصعيد الحرب، بما في ذلك ربما باستخدام أسلحة الدمار الشامل.

وقال المسؤول الكبير: "أظن أن شهر أيار / ماي سيكون في ذهنه إلى حد كبير في رغبته في إظهار شيء ما، لذلك نتوقع تمامًا أنه سيضغط على دواسة البنزين بأفضل ما في وسعه. نحن نحاول أن نكون مستعدين لكل شيء".

وقال المسؤول الكبير إنه بعد أن ضرب أوديسا في الأيام الأخيرة، فإن بوتين "يبحث في كامل امتداد ساحل البحر الأسود".

وامتنع المسؤول عن التعليق على التفجيرات في بريانسك في ظل عدم وجود معلومات أو تحليلات كافية.

وسينضم  أوستن غداً الثلاثاء إلى وزراء الدفاع الآخرين، بما في ذلك الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، والأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في اجتماع في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا. وقال المسؤول الدفاعي إن الموضوعات التي تمت مناقشتها ستشمل إطلاع ممثلي أكثر من 20 دولة على أحدث المعلومات الاستخباراتية من ساحة المعركة في أوكرانيا، والمساعدة الأمنية لكييف، وتعزيز قاعدة الناتو الصناعية الدفاعية على المدى الطويل لدعم الدفاع الأوكراني.

وقال المسؤول إن إحدى المشكلات التي سيتم تناولها في الاجتماع هي حاجة أوكرانيا لما يعتبره حلف الناتو ذخيرة وأنظمة أسلحة، بالإضافة إلى المناقشات حول ما إذا كانت أوكرانيا يمكن أن تتحول إلى استخدام أسلحة الناتو. فعلى سبيل المثال، لا يمكن لمدافع الهاوتزر المصممة لإطلاق طلقات من عيار 152 ملم أن تستوعب عيار 155 ملم.

ورداً على سؤال عما إذا كان التركيز الأميركي المتزايد على أوكرانيا يهدد بزيادة التوترات مع روسيا، قال المسؤول الأميركي إن واشنطن ليس لديها خطط لإشراك قواتها في الصراع.

وفي إيجاز في بولندا بعد عودته من كييف، قال بلينكين إنه تحدث إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس يوم الجمعة وأن الأخير الذي من المقرر أن يزور موسكو وكييف هذا الأسبوع، سيرسل "رسالة واضحة ومباشرة نيابة عن معظم دول العالم أن روسيا يجب أن توافق على وقف إطلاق النار، وتقديم المساعدة اللازمة للمدنيين ووقف الحرب".

وكان غوتيريس قد دعا إلى هدنة لمدة أربعة أيام خلال الأسبوع المقدس الأرثوذكسي للسماح بإجلاء المدنيين من مدن الخطوط الأمامية وإيصال المساعدات الإنسانية.

وفي محاولة لوقف تدفق الأسلحة الثقيلة من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا، ضربت روسيا اليوم الاثنين عدة محاور للسكك الحديدية الأوكرانية بضربات صاروخية، مما عطل بشدة حركة السكك الحديدية. في غضون ذلك، اندلعت حرائق كبيرة في منشآت تخزين الوقود في منطقة بريانسك الروسية، على بعد حوالى 60 ميلاً من الحدود مع أوكرانيا، وكذلك في مستودع وقود عسكري قريب، حسبما ذكرت وسائل إعلام رسمية روسية.

وقالت السلطات الروسية إنها تحقق في الحرائق التي اندلعت في المنشآت التي قالت وسائل إعلام رسمية روسية إنها تحتوي معاً على نحو 15 ألف طن من الوقود. واندلعت الحرائق بعد أقل من شهر من قول روسيا إن طائرات هليكوبتر أوكرانية شنت ضربات تسببت في حريق بمستودع للنفط في منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا. وبثت وسائل إعلام رسمية روسية لقطات مصورة بكاميرا أمنية اليوم الاثنين ظهرت على ما يبدو انفجاراً كبيراً أعقبه حريق.

وقال مسؤولون محليون إن الضربات الصاروخية الروسية أصابت البنية التحتية للسكك الحديدية في منطقة ريفني بوسط أوكرانيا. وجاءت الهجمات بعد هجمات صاروخية أخرى في وقت متأخر من يوم الأحد في بولتافا استهدفت محطة كهرباء ومصفاة وقود ، وقال حاكم مقاطعة فينيتسا بوسط أوكرانيا في وقت مبكر من يوم الاثنين إن الهجمات الصاروخية الروسية أصابت البنية التحتية الحيوية في المنطقة وأن هناك قتلى وجرحى. على الرغم من أنه لم يقدم أي تفاصيل.

وجاءت الضربات بعد ساعات من إخبار بلينكين وأوستن لزيلنسكي بأن واشنطن ستعيد فتح سفارتها في كييف وتزوّد أوكرانيا بمبلغ 322 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأجنبية للسماح لكييف بشراء الأسلحة المطلوبة. 

وأفادت وكالة الإعلام الروسية اليوم أن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، طالب في مذكرة دبلوماسية واشنطن بوقف إمداد أوكرانيا بالأسلحة.

نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت

حلف الناتو يحاول التمدد باتجاه الشرق قرب حدود روسيا، عن طريق ضم أوكرانيا، وروسيا الاتحادية ترفض ذلك وتطالب بضمانات أمنية، فتعترف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتطلق عملية عسكرية في إقليم دونباس، بسبب قصف القوات الأوكرانية المتكرر على الإقليم.